بعد عودة معتز مطر.. من أين ينطلق إعلام التحريض الإخواني؟
قبل أيام ظهر الإعلامي الهارب معتز مطر في بريطانيا بعد مغادرته لتركيا، وأعلن عودته مجددًا للهجوم على مؤسسات الدولة، بعد غياب استمر حوالي عام، منذ بداية المحادثات الاستكشافية بين مصر وتركيا، وعلى أثرها شددت أنقرة من رقابتها على الإعلام الإخواني، وأوقفت العديد من البرامج والعاملين بقنوات الجماعة، بسبب رفضهم الالتزام بالمعايير المهنية خلال الاشتباك مع الأحداث المصرية.
ودارت التساؤلات حول الوجهة الجديدة لإعلاميي الإخوان بعد ظهور معتز مطر المفاجئ، والذي غادر تركيا التي ضاقت به وبغيره، ولم تعد على استعداد لتحمل فواتير أخرى، بعد أن تسببت العلاقة بين النظام التركي والإخوان في خسارة أغلب البلدان العربية المحورية في المنطقة.
الإخوان وأمريكا
يقول خوسيه مانسيا، الكاتب والمحلل السياسي، أن وجهة الإخوان لن تكون بريطانيا، ومعتز مطر ليس مقياس، بل القارة الأمريكية هي الأقرب لاستقبال الإخوان، والتي كانت دائما من أكثر مناطق العالم ترحيبًا بأعضاء الجماعة، وتفعل ذلك الآن، وترحب بهم بعد هروبهم من تركيا وأوروبا وبعض دول أفريقيا.
وأضاف: لم تصنّف الحكومة الكندية جماعة الإخوان المسلمين ككيان إرهابي، لذا تمكَّن العديد من أعضاء التنظيم من طلب اللجوء في هذا البلد قبل سنوات.
واستكمل: في الولايات المتحدة، بينما يطالب أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون بإدراج الإخوان في قائمة التنظيمات الإرهابية، يحذر آخرون من تداعيات ذلك القرار، مردفا: إنها لعبة خطيرة تعتمد على من سيفوز في الانتخابات، والذي قد تكون له رؤية مختلفة للإرهاب، لكن الظاهر أنه ما دام "بايدن" في السلطة فلن يواجه الإخوان مشكلة بقاء في أمريكا.
أمريكا الوسطى والجنوبية
وأوضح الباحث أن أمريكا الوسطى والجنوبية، أعطت للإخوان الفرصة لترسخ وجودها فيها منذ عقود، ولن تواجه مشكلة في توسُّعها هناك، إذ تتمركز جميع الجماعات الدينية في البرازيل والأرجنتين وباراجواي منذ أكثر من 30 عاما، ولهذا استخدم تنظيم "القاعدة" الحدود بين أوروجواي والبرازيل، واتَّخذ من المكان قاعدة خلفية له للتخطيط لهجماته في أوروبا.
واستكمل: في البرازيل، توصّل المحققون إلى نتيجة مفادها أن جزءًا من مخطط الهجوم على قاعة باتاكلان في باريس تم التخطيط له في هذا البلد، وتم الكشف عن وجود الإرهابيين بعد عملية هاشتاج التي حاولوا من خلالها تنفيذ اعتداءات في أثناء انعقاد الألعاب الأولمبية في البرازيل، لافتا إلى أن المخابرات الأمريكية حذرت البرازيل منذ سنوات، وأكدت لها أن البلاد أصبحت قاعدة للعديد من التنظيمات الإرهابية.
واختتم: هذه هي الوجهة الجديدة للجماعة.
