احذر الدواء فيه سم قاتل.. كوكتيلات أدوية تؤدي لتوقف القلب.. أشهرها مسكنات الألم وخوافض الحرارة
التسمم بمزيج دوائي أو الجرعة متعددة الأدوية، أو بلغة السوق "كوكتيل الأدوية" هو سبب الوفاة عند تعاطي مجموعة من الأدوية بجرعة زائدة، ويبدو أن تلك الظاهرة أصبحت شائعة في السنوات الأخيرة حيث قدمت وكالتا أسوشيتد برس وسي إن إن للأنباء تقريرًا عن دراسة طبية أظهرت أن هذه الوفيات ارتفعت على مدى عقدين، منذ عام 1983 وحتى عام 2004، وأصبحت أيضًا من المخاطر الشائعة بالنسبة للمرضى الكبار في السن.
كوكتيلات أدوية شائعة
الوفيات الناتجة عن الباراسيتامول أو مسكنات الألم هي الأكثر شيوعا ففي 30 يونيو عام 2009، أوصى فريق استشاري تابع لإدارة الغذاء والدواء FDA بسحب الفيكودين ومسكن ألم آخر يُسمى بيركوسيت من السوق بسبب ادعاء مفاده أنهما تسبّبا بأكثر من 400 حالة وفاة سنويًا.
وتكمن المشكلة في الجرعة الزائدة من الباراسيتامول في تلف الكبد، قد يتسبب إلى جانب أدوية أخرى مثل النايكويل والتيرافلو، بالوفاة الناجمة عن الجرعة متعددة الأدوية والجرعة الزائدة.
كوكتيل البرد والإنفلونزا
أغلبنا يتعرض للإصابة بنزلات البرد، وخاصة في وقتنا هذا وتقلب الفصول الجوية، فيلجأ الكثير من المرضى لأخذ ما يسمى «بحقن البرد أو الخليط السحري» كما يقول البعض، وهو عبارة عن مضاد حيوي، مسكن للآلام ومضاد للالتهاب، خافض للحرارة، وهي عبارة عن تركيبة قام باختراعها أحد الصيادلة، لعلاج نزلات البرد، والتي تأتي بمفعولها فور إعطائها للمريض، وفي كثير من الأحيان يطلبها المرضى بالاسم، للتخلص من الآلام وخاصة الإنفلونزا، ونزلات البرد.
وحذر مركز المعلومات الدوائية المصرية، التابع للإدارة المركزية للشؤون الدوائية، بوزارة الصحة والسكان من استخدام حقنة البرد تلك في علاج نزلات البرد مشيرا إلى أنها تؤثر بشكل مضر على مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، كما أن المضاد الحيوي بشكل عام، لا يعالج نزلات البرد، لأنه عدوى فيروسية، وإنما يستخدم لعلاج العدوى البكتيرية، فضلا عن أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، يجعل الجسم مقاوما لها على المدى البعيد.
وأوضح المركز، أن استخدام مسكن الآلام وخافض الحرارة مثل "ديكلوفينال"، يسبب مشاكل صحية لمرضى الكبد والقلب والسكري والربو، والإفراط به، يسبب قرحة في المعدة واختلال في وظائف الكلى.
مجموعة الإنفلونزا
ويقول الدكتور عادل خطاب عضو اللجنة العليا للفيروسات إنه كان هناك أيضا ما يسمى (مجموعة الانفلونزا) وكانت عبارة عن كبسولتين مضاد حيوي، وغالبا ما تكون منتهية الصلاحية مع قرص من النوفالجين وقرص فيتامين سي وكانت وصفة خاطئة للعلاج، وكان لها آثار جانبية شديدة جدًا على الجسم وتؤدى إلى فشل كلوى.
أدوية توقف عضلة القلب
هناك أيضا أدوية يسبب تناولها دون استشارة الطبيب أو تناولها على فترات طويلة أو سوء استخدامها أو تناول جرعة غير مناسبة إلى التأثير على عمل عضلة القلب، وهذا قد يؤدي إلى توقف عضلة القلب عن العمل، ومنها مضادات الالتهاب غير الستيرويدية وتعمل هذه الأدوية كمسكنات للألم، ويتم صرفها بشكل كبير للمرضى، بالإضافة إلي بعض أدوية السكري وأدوية ضغط الدم.
سحب الأدوية الخطرة
وتحرص شركات الدواء في الخارج على الإعلان عن مخاطر الأدوية بوضوح حتى لا تتعرض للمسائلة القانونية، والغرامة والتعويضات، التي تصل للملايين، وبالفعل هناك الكثير من الأدوية تم منعها في الخارج، ومازالت تستخدم في مصر، وذلك بسبب بطء إجراءات سحبها من السوق المصري.
الأكثر عرضة للوفاة
ويعد كبار السن هم الأكثر عرضةً لخطر التسمم الناتج عن مجموعة من الأدوية، لأنهم يعانون العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بالتقدم بالسن والتي تحتاج إلى العديد من الأدوية، ويرافق ذلك ضعف بصرهم بسبب العمر، ما يؤدي إلى الخلط في الأدوية المأخوذة، وغالبًا ما يُوصف للمرضى المسنين أكثر من دواء واحد من نفس الفئة الدوائية، وقد يعالج الأطباء الآثار الجانبية الناتجة عن الأدوية الموصوفة بمزيد من الأدوية، ما قد يربك المريض.