ذكرى رحيلها.. حكاية مها صبري مع مدير مكتب عبد الحكيم عامر ولغز وفاتها بالزئبق الأحمر
تألق صوتها في أغاني المناسبات؛ فهى أيقونة الأفراح بأغنيتها القديمة الجديدة "ما تزوقيني يا ماما" التي قدمتها خلال فيلم "منتهى الفرح" مع حسن يوسف، صوت جميل ووجه أجمل اكتشفتها المذيعة آمال فهمي في برنامجها "على الناصية" بالصدفة؛ حيث غنت مقطعًا من أغنية لأم كلثوم هي المطربة مها صبرى.
عند إذاعة البرنامج استمعت إليها المنتِجة السينمائية مارى كوينى، وأعجبت بصوت وأداء زكية فوزى محمود التي أطلق عليها عبد السلام النابلسى فيما بعد اسم مها صبرى التي رحلت في مثل هذا اليوم 16 ديسمبر 1989.
رشحتها مارى كوينى للتمثيل في فيلم "أحلام البنات" أمام رشدى أباظة وعبد السلام النابلسى الذى رفض التمثيل أمام فتاة اسمها زكية وأطلق عليها مها صبرى.
جمعت مها صبرى ـ وُلدت عام 1932 ـ بين الغناء والتمثيل في أفلامها التي بلغت خمسة وعشرين فيلمًا، أشهرها "حكاية العمر كله، حكاية غرام" مع فريد الأطرش إلى جانب أفلام "جدعان باب الشعرية، كباريه الحياة، عودة الحياة، السكرية وقصر الشوق إحدى حلقات ثلاثية نجيب محفوظ، تنابلة السلطان، بلطية من بحري، حسن وماريكا، إسماعيل يس في السجن، لقمة العيش، أنا العدالة، حلوة وكدابة، العمر أيام، دنيا، يا ما أنت كريم يا رب".
كما قدمت للإذاعة أوبريت "أمطار الربيع" مع المطرب ماهر العطار، وفى التليفزيون قدمت الدراما البدوية "ناعسة".
من أشهر أغاني مها صبري "امسكوا الخشب يا حبايب" التي كانت أول ألحان عمار الشريعى، يا حبيبى يا حسن، من بين الصبايا وخدني من بين الصبايا وغيرها، كما غنت للأطفال أغنية (كتكت كتاكيتو كتكوتى).
اعتزال الفن
تعرفت على علي شفيق مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر في إحدى الحفلات ببورسعيد، وكانت بصحبة زميلتها برلنتي عبد الحميد الذى أعجب بها وتزوجها بشرط اعتزالها الفن وبالفعل اعتزلت الغناء فى أوائل الستينيات كما أعجب المشير ببرلنتي عبد الحميد وتزوجها أيضًا.
وبعد اتهام المشير وحاشيته بالتسبب في وقوع نكسة 67 ومحاكمة المشير وانتحاره هرب علي شفيق وزوجته مها صبري إلى لندن واستقر هناك وعمل في تجارة السلاح وكانت زوجته تغني في ملاهى لندن حتى أعلن اكتشاف علي شفيق مقتولًا في منزله بلندن بعد ضربه بآلة حادة على رأسه ولم يكتشف قتله إلا بعد عشرة أيام.
يا ما أنت كريم يا رب
كان من الصعب عودة مها صبري للغناء لولا تدخل أم كلثوم نظرًا لصلتها القريبة من الرئيس جمال عبد الناصر عادت مها صبري إلى مصر وظلت تعترف بجميل سيدة الغناء أم كلثوم عليها، وعادت إلى الغناء وقدمت آخر أفلامها (يا ما أنت كريم يا رب).
إدمان الدجل والشعوذة
وما هي إلا سنوات حتى أصيبت بالمرض وأقنعتها إحدى جاراتها بإمكانية العلاج الروحي لمرضها وأحضرت لها أحد الدجالين الذين يدَّعون العلاج بالزئبق الأحمر وأدمنت الدجل والشعوذة أملًا في الشفاء حتى حدث لها تهتك بالكبد وقرحة بالمعدة دخلت بعدها في غيبوبة نتيجة الأعشاب والزئبق الأحمر الذى كانت تتعاطاه وضاعت أموالها، ووقَّعت على شيكات بملايين الجنيهات ضاعت منها.