هالة السعيد: تمكين الشباب يضمن مزيدا من النزاهة ومكافحة الفساد
أنابت د.هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، د.شريفة شريف المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة للمشاركة بالحدث رفيع المستوى بعنوان: "مكافحة الفساد ونزاهة الشباب" ضمن فعاليات الدورة التاسعة بمؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، والمنعقد بمدينة شرم الشيخ في الفترة من 13 إلى 17 ديسمبر الجاري، وترأست الجلسة د.غادة والي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة ومدير مقر المنظمة الدولية في فيينا.
وزيرة التخطيط
وقالت د.هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، في الكلمة التي ألقتها عنها د.شريفة شريف المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة، إن هذا الحدث الرفيع المستوى يركز على تعزيز وتعميم التثقيف في مجال مكافحة الفساد، والنزاهة والأخلاق في جميع مستويات التعليم، وإشراك الشباب في منع الفساد ومكافحته.
وتابعت السعيد أن الفساد يمثل مشكلة عالمية تحتاج إلى تدخل جماعي على الصعيدين الوطني والدولي، موضحة أن الفساد لا يزال له أثر خطير على الاقتصاد العالمي، حيث يعوق التقدم نحو التنمية ويهدد ويقوض المنافسة العادلة ويثبط الاستثمار والتجارة، مضيفه أن للفساد كذلك تأثيرًا بشكل غير متناسب على الفئات المحرومة من خلال منع الاندماج الاجتماعي وتعزيز عدم المساواة وتثبيط الرخاء.
مكافحة الفساد
وأشارت د.هالة السعيد إلى أن أهمية مكافحة الفساد تبرز بوضوح في الهدف 16، والذي يتطلب من الدول "تعزيز المجتمعات السلمية والشاملة للجميع من أجل التنمية المستدامة، وتوفير إمكانية الوصول إلى العدالة للجميع وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على جميع المستويات"، متابعه أن الهدف 16 يؤدي دورًا أساسيًا في ضمان اتباع نهج متكامل تجاه التنمية.
وأوضحت د.هالة السعيد أن التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة سيتقوض دون وجود أطر حوكمة مستجيبة وخاضعة للمساءلة، متابعه أن الدول القادرة على مواجهة الفساد تستخدم مواردها البشرية والمالية بكفاءة أكبر، وتجذب المزيد من الاستثمارات، وتنمو بسرعة أكبر.
وأكدت السعيد أن الجميع يلعبون دورًا أساسيًا في منع ومكافحة الفساد، القطاعين العام والخاص على حد سواء وكذلك جميع المواطنين بغض النظر عن العمر أو الجنس، متابعه أنه لأن الشباب هم المستقبل والقوة الدافعة لجميع الدول، فإن زيادة وعي الشباب بقضايا الفساد تولد مسئولية مجتمعية وتشجع على اتخاذ إجراءات لمنع الفساد.
وأوضحت السعيد أن الشباب لديهم القدرة والمسؤولية للتغيير نحو الأفضل، متابعه أن هناك اتحاد اليوم لمعالجة وتسليط الضوء على أهمية تمكين الشباب في مكافحة الفساد.
تمكين الشباب التنمية
وحول سؤال كيف يمكن أن يدعم تمكين الشباب التنمية الاجتماعية والاقتصادية أشارت السعيد في الكلمة التي ألقتها عنها د.شريفة شريف إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد الشباب في العالم إلى 1.29 مليار بحلول عام 2030، وحوالي 1.34 مليار بحلول عام 2050، موضحة أن الشباب يمثلون أكثر من 60 ٪ من إجمالي سكان مصر.
حيث أدى نمو عدد الشباب إلى ترشيد الحاجة إلى مساهمة الشباب في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية، متابعه أنه من الضروري إطلاق العنان للإمكانات المبتكرة للشباب لتحفيز التنمية الاقتصادية، حيث أن الشباب يشكل الجزء الأكثر نشاطًا من سكان العالم بأسره، كما إن طاقتهم وحيويتهم وإبداعهم وشخصيتهم وتوجههم تحدد وتيرة التنمية والأمن في أي مجتمع.
وأضافت السعيد أن مستوى التنمية الوطنية في أي بلد يعتمد إلى حد كبير على مدى تسخير الحكومة لإمكانات الشباب واستغلالها لتعزيز النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي واستدامتهما، مؤكدة أن ضمان تمكين جميع الشباب، وإطلاق إمكاناتهم من خلال الحصول على عمل لائق سيدفع التقدم نحو التنمية المستدامة والشاملة.
الأكاديمية الوطنية للتدريب
وأشارت د. هالة السعيد إلى جهود الحكومة المصرية من حيث الاستثمار بكثافة في رأس مالها البشري، حيث تم تأسيس الأكاديمية الوطنية للتدريب لتلبية متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية في جميع القطاعات، والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم، متابعه أنه على مدار السنوات الماضية، قامت الأكاديمية من خلال برنامج القيادة الرئاسية بتدريب أكثر من 27000 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عامًا في 27 محافظة في مصر، مضيفه أن الحكومة المصرية تركز كذلك على التدريب المهني والتكنولوجي لدعم تمكين الشباب، وإنشاء ست جامعات تكنولوجية جديدة في كل أنحاء الدولة وإعادة المهارات والارتقاء بها لضمان استفادة الشباب من فرص التمكين الاقتصادي التي يوفرها التقدم التكنولوجي ووظائف المستقبل.
كما أشارت السعيد إلى إطلاق وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية لمشروع رواد 2030 لتسهيل تنمية ريادة الأعمال لما يتطلبه تسريع التغيير الاجتماعي والاقتصادي، فضلًا عن إنشاء 11 حاضنة في جميع أنحاء مصر استفاد منها أكثر من 340 شابًا وفتاة ممن التحقوا ببرنامج الماجستير في ريادة الأعمال بالتعاون مع جامعة كامبريدج.
وأضافت د. هالة السعيد أن مصر تقوم بالعمل على تطوير آليات لتعزيز بيئة تمكينية لإشراك الشباب وتمكينهم كشركاء وقادة، مشيرة إلى منتدى شباب العالم والذي يمثل منصة للشباب للمشاركة مع كبار صانعي السياسات، والتواصل مع الشباب الواعد من المنطقة والعالم الذين عقدوا العزم على جعل العالم مكان أفضل للجميع، موضحة أن المنتدى يُعد مثال على "مبادرة يقودها الشباب" حيث طورها ونفذها الشباب وترفع الوعي حول الفساد وتأثيره على المجتمع من بين قضايا تنموية أخرى، مؤكدة أن مصر تقوم بالعمل على تطوير آليات لتعزيز بيئة تمكينية لإشراك الشباب وتمكينهم كشركاء وقادة.
وأشار إلى منتدى شباب العالم والذي يمثل منصة للشباب للمشاركة مع كبار صانعي السياسات، والتواصل مع الشباب الواعد من المنطقة والعالم الذين عقدوا العزم على جعل العالم مكان أفضل للجميع، موضحة أن المنتدى يُعد مثال على "مبادرة يقودها الشباب" حيث طورها ونفذها الشباب وترفع الوعي حول الفساد وتأثيره على المجتمع من بين قضايا تنموية أخرى، مؤكدة أن تمكين الشباب هو أداة لخلق التغيير الاجتماعي والاقتصادي وبناء الدولة، متابعه أن مشاركة الشباب في الأنشطة وإطار السياسات المتكامل الذي يسهم في تنفيذ وتحقيق خطة عام 2030، هو أمر أساسي لتحقيق الاستدامة العالمية والشمولية والاستقرار والتقدم الاجتماعي والاقتصادي.
مجتمعات متماسكة
وحول مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أوضحت السعيد أن ولايته تتمثل في تعزيز الأخلاق والنزاهة والعدالة وبناء مجتمعات متماسكة وآمنة وقادرة على الصمود، مع إيلاء اهتمام خاص لحقوق الإنسان وحماية الأطفال والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والشباب، متابعه أنه وبوضع هذا في الاعتبار فيمكن اقتراح التوسع في العديد من المبادرات المصرية الرائدة واستكشاف مبادرات أخرى للشروع فيها معًا، مشيرة إلى دعم مبادرة "هي من أجل مستقبل رقمي" والتي تهدف إلى سد الفجوة الرقمية بين الجنسين، وتستهدف النساء والفتيات، وتهدف حاليًا إلى الوصول إلى عام 2000 قبل نهاية عام 2021، بالإضافة إلى المبادرات والأنشطة التي تستهدف 27 جامعة حكومية في مصر في مجال مكافحة الفساد من خلال إعادة تفعيل "نادي الحوكمة" و"مبادرة الطلاب ضد الفساد" وشبكة الشباب لمكافحة الفساد.
كما أشارت د. هالة السعيد إلى مبادرة "سفير التنمية المستدامة" والتي تهدف إلى خلق الوعي بأهداف التنمية المستدامة وأهمية تنفيذ الحكم والفساد وتأثيره على التنمية، وتعزيز مكافحة الفساد من خلال صياغة وتنفيذ سياسات مكافحة الفساد المتعلقة بالمجال الذي ينشط فيه الشباب، ولا سيما السياسة والتعليم والرياضة والإعلام، متابعه أنه يمكن التعاون كذلك في تصميم وتقديم دورات عبر الإنترنت من خلال منصة التعلم الإلكتروني التابعة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والتي تستهدف رواد الأعمال والمهنيين في مجال الامتثال والأخلاقيات والنزاهة، مع تطوير المناهج لتعميم النزاهة والأخلاق والحوكمة بدءًا من المرحلة الابتدائية وحتى التعليم الثانوي.
النزاهة ومكافحة الفساد
وتابعت السعيد الحديث حول المقترحات مشيرة إلى إنشاء أدوات وحلول مبتكرة للتدريب وبناء القدرات في مجال النزاهة ومكافحة الفساد من خلال التحفيز والمحاكاة والذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والواقع الافتراضي، مع استكشاف الأفكار المبتكرة لإشراك الشباب من خلال الحملات في مكافحة الفساد من خلال تزويدهم بالمعرفة من خلال الوسائط المتعددة ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تشجيع ونشر قيم الشفافية والنزاهة والحكم الرشيد من خلال الفن وصناعة الأفلام والصحافة والتصوير الفوتوغرافي.
واختتمت السعيد في الكلمة التي ألقتها عنها د.شريفة شريف مؤكدة أن الفساد هو "مشكلة عالمية تتطلب عملًا عالميًا" مشيرة إلى الحاجة إلى بذل المزيد من الجهد في تمكين المواطنين وخاصة الشباب من خلال إدخال مناهج مبتكرة لمشاركة المواطنين ومن خلال التعليم، وخلق ثقافة النزاهة وعدم التسامح مطلقًا مع الفساد.