رئيس التحرير
عصام كامل

زمن الانقسام الفلسطيني الحاد

انفجار مستودع بمخيم «حزب الله».. سلاح حماس يشعل الخلاف مع «فتح»

مسلحون في محيط انفجار
مسلحون في محيط انفجار مستودع أسلحة لحماس بمخيم البرج الشمالي

دخلت العلاقة بين حركتي "فتح" و"حماس" في المخيمات الفلسطينية في لبنان، مرحلة غير مسبوقة من الحدة.

 

جاء ذلك بعد انفجار مستودع أسلحة لـ"حماس" في مخيم البرج الشمالي بجنوب لبنان يستعمله "حزب الله" لتدريب عناصره على القتال، وفق ما يؤكده مصدر أمني فلسطيني.

 

خالد مشعل في بيروت

واللافت أن الانفجار تبعه وصول القيادي في "حماس" خالد مشعل إلى بيروت بشكل سريع، فيما يبدو تحضيرًا لعمل أمني في ظل التوتر الذي تشهده المفاوضات النووية في فيينا بين إيران والمجتمع الدولي.

 

المصدر الأمني نبه إلى أن الظروف في المخيمات الفلسطينية تشهد في الوقت الحالي توترًا وتسيبًا أمنيًا يشبه إلى حد كبير التفلت الذي عاشته قبل أربعة عقود عشية الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، حيث ينتشر السلاح ومعه تجار المخدرات والمشاكل اليومية التي تتبعها عمليات القتل.

 

زمن الانقسام الفلسطيني

وينبه المصدر في تصريحاته إلى أن الوضع الحالي بين "حماس" و"فتح" في لبنان لم يحصل في مراحل سابقة، مثلما في زمن الانقسام الفلسطيني الحاد، ففي السابق نجح الطرفان بتحييد المخيمات في لبنان عن الأزمة السياسية التي عاشتها الأراضي الفلسطينية، وأدت إلى انقلاب "حماس" على السلطة، وسيطرتها على قطاع غزة.

 

ويرى المصدر أن القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية كانت على علم بتوجه "حزب الله" لتجنيد العشرات من شبان المخيمات برواتب قليلة لتدريبهم على إطلاق الصواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية، في حال اشتعال أي حرب، وخصوصًا في قطاع غزة، حيث يتحركون من دون توجيه اتهام للميليشيات في لبنان.

 

تخزين السلاح بين بيوت المدنيين

ورغم محاولة "فتح" في لبنان "وضع رأسها بالرمال" لمنع أي إشكالات مع "حماس" إلا أن الانفجار في مخيم البرج الشمالي أوصل الأزمة إلى مرحلة جديدة، فتخزين السلاح بين بيوت المدنيين وتحديدًا في أحد المساجد، دفع مسؤولين ميدانيين من "فتح" إلى الاستنفار لمنع وقوع انفجارات جديدة في مخيمات ثانية.

 

فيما وجدت "حماس" بالاشتباك فرصة لتوجيه الأنظار عن الانفجار من خلال افتعال أزمة جديدة، أدت بـ"فتح" إلى إصدار بيان اتهمت في "حماس" بالدأب "منذ اليوم الأول على إطلاق التصريحات جزافًا، وإلقاء الاتهامات العشوائية والمضللة، وحملات التجني والتحريض على قوات الأمن الوطني، وذلك قبل الانتهاء من التحقيق من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية والقضاء اللبناني، لذلك، قررت قيادة حركة فتح في لبنان وقف كل أشكال التواصل والاتصال مع حركة حماس".

 

تقويض الاستقرار داخل المخيمات

وكان قيادي بـ"حماس" اتهم "فتح" بالاشتباك. وقال قبل وصول مشعل: "إن ما حصل كان مدبرًا له بهدف تقويض الأمن والاستقرار داخل المخيمات".

وكما يبدو فإن الانفجار فتح الأعين على دور "حزب الله" و"حماس" أمام سكان المخيمات وخصوصًا أن عناصر الميليشيات تمنع لحد الآن الاقتراب من موقع المسجد المنفجر، ما طرح علامات استفهام حول طبيعة الانفجار ومهمة المهندس حمزة شاهين الذي قتل فيه، وبعدها حشد العناصر والسلاح في تشييع أحد القتلى.

الجريدة الرسمية