رئيس التحرير
عصام كامل

30 يونيو ثورة شعبية.. ساندها الجيش


لم يكن ما حدث يوم 30 يونيو انقلابًا عسكريًا لكنه انفجار شعبي لسياسات الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسي عندما شعر الشعب المصرى بأنه ليس رئيسًا لجميع المصريين ولكنه رئيس لجماعته وعشيرته من التيارات المتأسلمة المتطرفة.


المخلوع منذ أن تولى السلطة وهو يحاول أن يساند ويدعم جماعته عن طريق الإفراج عن متهمين في قضايا جنائية أو متعلقة بالأمن القومى المصرى حتى سمح الرئيس لخيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين أن يتدخل في اختصاصات الأمن القومى المصرى واستطاع أن يحصل على معلومات عن الرائد محمد أبو شقرة والترتيب لقتله في سيناء.

إن كان الأمريكان وأتباعهم من العناصر الجهادية والإرهابية وبعض الشباب المستقطبين في مصر لهذه الجماعات ينظرون إلى ما حدث يوم 3 يوليو على أنه انقلاب عسكري وللمعزول الحق في العودة، إذن من حق المخلوع العودة هو الآخر على أنه تم خلعه بضغط من القوات المسلحة.

يا سادة الانقلاب العسكري يعنى أنه يوجد حكم مدنى في مصر يسيطر على جميع مؤسسات الدولة بما فيها القوات المسلحة وتقوم الأخيرة بالانقلاب عليه حتى تستولى على السلطة وهذا ما لم يحدث في مصر، حيث إنه منذ أن حدث ثورة 1952 وتمت الإطاحة بالملك اختلط الحكم في مصر ما بين مدنى وعسكري حتى الآن ولكن الجيش ظل طوال هذه الفترة منحازًا للشعب المصرى.

تردد الكثير من الأنباء حول اعتراض المشير حسين طنطاوى عندما كان وزيرًا للدفاع على بعض المشروعات وسياسات رجال الأعمال التي كانت تنهب مقدرات الشعب المصرى، ولكن لا أحد يستطيع أن يجزم أو ينفى هذه الأنباء ليأتى القول الفصل عندما أراد الشعب الحرية وثار يوم 25 يناير ليهز العالم ويثبت أنه شعب متحضر قادر على صنع تاريخه بيده ولا ينتظر قرارات خارجية من أحد أو مساعدات ليحسم الأمر، ولكن مع احترامى للمجهودات التي قام بها أبناء الشعب المصرى والشهداء الذي دفعوا أرواحهم فداء هذا الوطن لولا تدخل الجيش المصرى ليس ممثلا في شخص ولكن الجيش بشكل عام متمثل في جميع قياداته وجنوده كان له قول الفصل بالضغط على أحد قياداته العسكرية "مبارك" للتنحى ليثبت أنه منحاز للشعب المصرى.

لماذا يا أنصار المعزول ارتضيتم بهذا الإسلوب وقتها وهتفتم للجيش المصرى لانحيازه إلى الشعب وغضبتم اليوم وترددون أنه انقلاب عسكري، ومساعد المعزول الذي يستعين بـ"ماما أمريكا" لمساندتهم للبقاء في الحكم – مرددين إن ما تم انقلاب عسكري- رغم أن الجيش المصرى أعلن أنه غير راغب في التدخل بالسياسة أو السيطرة على الحكم وترجم هذه التعهدات بأفعال وقام بتسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية ما يمثل رئيسًا مدنيًا غير منتمى للمؤسسة العسكرية.

ما حدث بمصر يا أوباما يا راعى الإرهاب والمتطرفين "انفجار شعبي" أدى إلى ثورة حقيقية تدخل جيش الشعب لحمايتها في الوقت المناسب، ولولا تدخله ما كان أحد يعلم مصير هذا البلد غير الله عز وجل.. لملم أتباعك واسحب سفيرتك من مصر لأنها غير مرغوب فيها بعد الدور المشبوه التي قامت به ولعل الأيام القادمة والقضاء المصرى يكشف الأصابع الخفية التي كان يشير إليها المعزول ولكن أصابعهم هم بالتعاون مع حماس وأمريكا.. وكما كتبت مسبقًا "يا مرسي.. انتظر يوميًا تقف فيه خلف القضبان" يوم 17 مارس هذا العام وفى نفس الموقع ليستجيب لى الله عز وجل، الحمد لله "حلمى سيتحقق".
الجريدة الرسمية