رئيس التحرير
عصام كامل

متحف الفن الإسلامي ينظم احتفالا بمناسبة مرور 118 عاما على افتتاحه

افتتاح معرض أثري
افتتاح معرض أثري بمتحف الفن الاسلامي

‏افتتح مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار والسفير الإيطالي بالقاهرة، والدكتور بشر إمام القائم بأعمال مدير المكتب الإقليمي لليونسكو للعلوم بالدول العربية، والوزير مفوض داليا عبد الفتاح المشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات معرضا مؤقتا ‏تحت عنوان "الفن الإسلامي بين الأصالة والمعاصرة" بمتحف الفن الاسلامي وذلك بالتزامن مع احتفالات المتحف بمرور ١١٨ عام على افتتاحه والذي يوافق 28 ديسمبر سنة 1903

وحضر الافتتاح الدكتور ممدوح عثمان مدير عام متحف الفن الإسلامي، وعددا من سفراء الدول الأجنبية في القاهرة من بينها سفراء كل من دولة التشيك وبلغايارا ومدير مكتب الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي وممثل من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وممثل من منظمة الأمم المتحدة ورئيس مكتب ممثل الإونرا بالقاهرة.

متحف الفن الإسلامي

وأوضح الدكتور مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف أن هذا المعرض سوف يستمر لمدة شهر ويأتي كأحد مكونات مشروع " تطوير متحف الفن الإسلامي والمتاحف ذات الصلة بالفنون الإسلامية" والممول من الحكومة الإيطالية بمنحة قدرها ٨٠٠ ألف يورو، وبتنفيذ من مكتب اليونسكو بالقاهرة ويستهدف عددا من متاحف ذات الصلة بالتراث الإسلامي بمصر والتي تشمل متحف الفن الإسلامي والمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط ومتحف جاير اندرسون ومتحف قصر محمد علي بالمنيل.

وأضاف أن المعرض يضم حوالى ٢٩ قطعة أثرية  تم اختيارها من متحف الفن الإسلامي ومتحف قصر المنيل ومتحف جاير اندرسون، بالإضافة إلي ١٥ عملة من بلدان وعصور مختلفة، وتتناول القطع المعروضة عددا من الموضوعات وهي مصادر التراث الإسلامي، والعلوم والصناعات في العصر الإسلامي، وتأثير الفن الإسلامي على حضارة الغرب بحيث يستطيع الزائر من خلال هذه القطع التعرف على مقومات الحضارة الإسلامية والصناعات التي اشتهرت بها ونهضة العلوم والفنون خلال تلك الفترة.

محتويات المعرض

وأشار ممدوح عثمان مدير عام متحف الفن الإسلامي أنه يأتي من بين القطع الأثرية المعروضة بالمعرض روائع من الخط العربى تتمثل في آيات من القرآن الكريم كتبت على الرق من القرون الأولى للعصر الإسلامي، ثم كتب على الورق فيما بعد ومصحف بخط ياقوت المستعصمي، وورقة من مخطوطة للمصحف الشريف من العصر الأموي وغيرها، ومجموعة من المكاحل وقماقم العطور والسلطانيات، وبعض العناصر التي كانت تستخدم في العمائر مثل المشكاوات والبلاطات الخزفية، هذا إلى جانب الأدوات العلمية كالأسطرلاب لمعرفة مواقع النجوم، والإنبيق للتقطير، وأدوات الجراحة مما يدل على ما وصل إليه المسلمون من تقدم بالغ في مختلف مجالات العلوم، بالإضافة إلى قطع أثرية تُبرز  تاثير الفن الإسلامي على الفن في أوروبا ومنها ألبوم رسم بأيدي المستشرقين  للملابس في العصر العثماني، ودنانير مقلدة ضربت بدورها في إحدى الإمارات الصليبية في بلاد الشام.

وعلى هامش هذا المعرض يقيم المتحف معرضا فنيا آخر يستمر لمدة شهر تحت عنوان "ملك وكتابة" يضم مجموعة من اللوحات الفنية تحكي روائع من القصص التراثى مستوحاه من القصص التاريخية التى تحتويها بعض التحف الأثرية المعروضة بقاعات المتحف المختلفة، مثل قصة بهرام جور أحد ملوك الدولة الساسانية  ومحظيته أزده والسندباد وبلاد الصين وليلى والمجنون.



تاريخ متحف الفن الاسلامي

يقع متحف الفن الاسلامي بمنطقة باب الخلق بقلب القاهرة التاريخية ويعد أكبر متحف إسلامي فني في العالم حيث يتكون المتحف من ٢٥ قاعة عرض بالإضافة إلى قاعة عرض مؤقت ويضم المتحف ما يزيد عن مائة ألف قطعة أثرية متنوعة ما بين معروض ومخزن شملت جميع فروع الفنون الإسلامية من مصر والهند والصين والجزيرة العربية والشام وشمال أفريقيا والأندلس على امتداد العصور، مما يجعله منارة للفنون والحضارة الإسلامية علي مر العصور.

يرجع افتتاح متحف الفن الاسلامي الي عهد الخديوي "عباس حلمي الثاني" في 28 ديسمبر عام 1903 تحت اسم دار الآثار العربية، وتكونت مجموعاته عن طريق الجمع من المنشآت الأثرية، وكذلك الحفائر، والشراء والإهداءات، وتم تغيير اسمه عام 1951 إلى "متحف الفن الإسلامي" وكانت معروضاته موزعة في ذلك الوقت حسب العصور والمواد، وفي عام 2003 بدأت عمليات التطوير الشامل بالمتحف، حيث تم تغيير نظام العرض المتحفي بصفة عامة.

كما تم بناء مبني إداري للعاملين ومكتبة وقسم للترميم وقاعة محاضرات، وتم افتتاح المتحف في أكتوبر لعام 2010، وفي عام 2014 تعرض المتحف لدمار كبير جراء التفجير الذي استهدف مديرية أمن القاهرة التي تقع بالجهة المقابلة للمتحف وبعد أعمال تطوير عديدة تم إعادة افتتاحه في يناير 2017، حيث تم تحديث سيناريو العرض المتحفي ووسائل الجذب المرتبطة به مع إضافة عدد من القاعات مثل قاعة للعملة والسلاح، وقاعة أخرى للحياة اليومية، بالإضافة إلى قاعة لعصر محمد علي، إلى جانب تغيير شكل القاعة الرئيسية بمدخل المتحف لتعبر عن رؤية ورسالة المتحف في التركيز على  أسس الحضارة الإسلامية، وما قدمته من إسهامات للبشرية في مجالات مختلفة.

الجريدة الرسمية