تقارير: حرب أوكرانيا تدفع كوريا الشمالية لتعزيز ترسانتها النووية
رأت شبكة ”سي أن أن“ الأمريكية الاثنين أن الحرب في أوكرانيا والتهديدات النووية التي صاحبتها ستدفع بكوريا الشمالية إلى تسريع برامجها النووية في مواجهة الغرب.
ونقلت الشبكة عن خبراء قولهم إن الحرب الأوكرانية منحت كوريا الشمالية فِعلا ”عاصفة مثالية“ للمضي قدما في تلك البرامج وتعزيز قدراتها النووية، مشيرة إلى زيادة كبيرة في التجارب الصاروخية البالستية لبيونغ يانغ في الأسابيع الأخيرة.
وقالت الشبكة ”إذا كانت كوريا الشمالية تبحث عن عذر آخر للمضي قدُمًا في برنامج أسلحتها النووية، فقد وجدت واحدًا في الغزو الروسي لأوكرانيا.“
وأضافت ”مِن المؤكد أنّ بيونج يانج لن تتجاهل حقيقة أن كون إحدى الدول القليلة التي تخلت طواعية عن ترسانتها النووية (أوكرانيا) تتعرض الآن للهجوم من الدولة ذاتها التي أعطت لها رؤوسها الحربية.“
الإفلات أكثر من قبل
واعتبرت الشبكة أن كوريا الشمالية لن تستخدم مأزق أوكرانيا فقط لتعزيز روايتها بأنها بحاجة إلى أسلحة نووية لضمان بقائها على قيد الحياة، ولكن الزعيم كيم جونج أون ”قد يجد أنه مع كل الأنظار على الحرب في أوروبا، يمكنه الإفلات أكثر من أي وقت مضى.“
ولفتت إلى أنه بسبب الانقسام حول أوكرانيا، من المرجح أن يكون لدى المجتمع الدولي القليل من الرغبة في فرض عقوبات على كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي.
وقالت ”في الواقع، حتى الإدانة الموحدة للتجربة الكورية الشمالية الأخيرة للصواريخ البالستية العابرة للقارات لا تزال بعيدة المنال… وعلاوة على ذلك، يمكن أن تفتح مقاطعة النفط والغاز الروسيين الباب أمام صفقات الطاقة المخفضة بين بيونج يانج وموسكو – وهما حليفان تعود صداقتهما إلى الحرب الكورية في فترة الخمسينيات.“
أسوأ السيناريوهات
وتابعت ”في أسوأ السيناريوهات، يتساءل الخبراء حتى عن ما إذا كانت هذه بداية لسلسلة من الأحداث التي لم يكن من الممكن تصورها والتي يمكن أن تنتهي بالعودة إلى الصراع بين الكوريتين، ربما حتى مع غزو الشمال للجنوب – على الرغم من أن معظمهم يرون أن هذا أمر من غير المرجح حدوثه قريبا.“
ونقلت عن البروفسور أندريه لانكوف من ”جامعة كوكمين“ في كوريا الجنوبية قوله، إن الدرس الذي تعلمته كوريا الشمالية من الحرب الروسية في أوكرانيا بسيط وهو: لا تسلّم مطلقًا أسلحتك النووية.. والحقيقة أن غزو روسيا لجارتها أوكرانيا عزز الرسالة التي تراود ذهن بيونغ يانغ منذ عقود.“
وأوضحت الشبكة أنه عندما كانت أوكرانيا جزءًا من اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، كانت تستضيف الآلاف من الرؤوس الحربية النووية وأنها سلمت هذه الأسلحة طواعية إلى روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، كجزء من صفقة 1994 مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا والتي من شأنها ضمان أمن أوكرانيا، وهي صفقة تعرف باسم ”مذكرة بودابست“.
هجوم وحشي
وقالت الشبكة ”تجد أوكرانيا نفسها الآن تتعرض لهجوم وحشي من الدولة ذاتها التي وقعت الاتفاق لحماية سيادتها وهي دولة تشير الآن مرارًا وتكرارًا إلى ترسانتها النووية لتحذير الغرب من التدخل“.
وتساءلت الشبكة حول ما إذا كانت موسكو ستغزو أوكرانيا لو كانت احتفظت برؤوسها الحربية مضيفة ”معظم الخبراء – وعلى الأرجح بيونج يانج أيضا – لا يعتقدون ذلك“.
وقال لانكوف ”الآن (الكوريون الشماليون) حصلوا على تأكيد آخر (لهذا الدرس) بعد درسَيْ العراق وليبيا“.
ولفتت الشبكة إلى أن بيونج يانج تستخدم باستمرار تجارب صدام حسين ومعمر القذافي، الزعيمين السابقين للعراق وليبيا، لتبرير برنامجها النووي، لشعبها وللعالم“.
بدوره قال سانج هيون من ”معهد سيجونج“ في سيول ”سيعزز الغزو الروسي هذه الرواية، لكن قد يكون له،أيضًا، تأثير سلبي للغاية على ذهن زعيم كوريا الشمالية القوي“، مضيفًا أن كيم قد يرد بطريقة واحدة فقط: بأن يصبح أكثر هوسًا بأسلحته النووية وقدراته الصاروخية“.