سر شيطنة الإخوان لدعاة المواطنة والدولة المدنية
لايتحمل أتباع الإخوان على السوشيال سماع أي صوت يدعو للمواطنة أو إلى الدولة المدنية، وفورا يصبح اتباعها خصما لهم، أو عدو يجب ملاحقته وشيطنته بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة.
ويقول صادق عبد الكريم، الكاتب والباحث، إن ما خاضه الإخوان وقوى الإسلام السياسي من تجارب مريرة، وفشلهم الذريع في إدارة البلدان العربية، والانهيار الكامل في كل مناحي الحياة المختلفة، وعلى وجه الخصوص الأمنية، يؤكد أنه لا سبيل إلا إبعادهم ونهجهم الكارثي والمدمر، وإفساح المجال للتغيير وإعادة بناء دولة المواطنة.
وأوضح عبد الكريم، إن الإسلاميين اتخذوا من قبل كل من نادى بأهمية بناء دولة المواطنة ومؤسساتها المختلفة، خصما وعدوا، وألصقوا به صفات كافر ـ عميل للغرب ـ تغريبي، إلى آخر الأوصاف التي استخدموها لوصم معارضيهم وتهديد سمتعهم.
وأضاف: خلال حكمهم لم يخطوا أي خطوة في تحقيق تطلعات الناس بالحياة الكريمة وقال: الإسلام السياسي وأذرعته وأحزابه مثل الابن العاق الذي لا يريد أن يفقه شيء، بالرغم من كل النصائح والإرشادات والتحذيرات التي يتلقاها.
دولة الحقوق والحضارة
وتابع: نقول لهم وبكل أمانة وإخلاص، أنكم غير راغبين في أن تخطو هذه البلدان خطوة واحدة نحو إعادة بناء الدول، على أساس الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة وقبول الآخر، مردفا: سبب ذلك يعود إلى فلسفة ونهج وقيم الدولة الدينية التي تتعارض كليا مع حركة الحياة ومع الحضارة والحقوق الإنسانية.
وأضاف: الدولة الدينية طوال تاريخها وهي تحدث شرخا عميقا في عملية البناء المجتمعي وبناء الإنسان، وتدمر مكونات الشعب وأطيافه المختلفة وتقسمهم مذهبيا ودينيا وأثنيا وأخلاقيا وفكريا، ما يكرس للكراهية والعنصرية والتعصب وإلغاء الأخر.
وتابع: فلسفة الدولة الدينية تتعارض مع حقوق الفرد والجماعة، وتؤثر سلبيا على خياراتهم، وتفرض على المجتمع رؤيتهم ونهجهم وقيمهم، ولا تسمح بالاختلاف وحق الاختيار.
وأضاف: تعارض كليا حقوق المرأة، وتفرض عليها التبعية للرجل ولا تسمح لها بحرية الاختيار وممارسة حقوقها كاملة مثل الرجل.
واختتم حديثه قائلا: الشعوب لن ترى شيئا يذكر من منجزاتهم، اللهم إلا الموت والخراب والجوع والجهل والشقاق والنفاق.