تراجع أسعار الطماطم يزيد من متاعب المزارعين.. وخبير: نموذج " قصب السكر" هو الحل
يواجه مزارعو الطماطم خسائر كبيرة خلال الفترة الأخيرة بسبب التراجع الكبير في أسعار الطماطم نتيجة ارتفاع المعروض في الأسواق خلال الموسم الجاري، وسط تكرار أزمة انخفاض الأسعار بشكل سنوي.
ويأتي التصنيع الزراعي كطوق نجاة لإنقاذ محصول الطماطم في مصر وزيادة القيمة الاقتصادية للمحصول الذي تحتل مصر المركز الخامس عالميا في إنتاجة بكمية تصل إلى 9 ملايين طن سنويا، وفق تقارير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو".
وقال المهندس بهاء إسماعيل أحد رواد تصنيع الطماطم المجففة، إن مصر تمتلك إمكانات هائلة في قطاع زراعة الطماطم، والتي يمكنها أن تجعلها المورد الأول في العالم لمصنعات الطماطم المختلفة وخاصة المجففة منها، والتي يتم تصنيعها لمدة 8 أشهر في السنة هي فترة وجود محصول الطماطم في السوق المصري، وهى مدة زمنية لا توجد في العالم كله.
وأكد إسماعيل أن رغم إنتاج مصر الكبير من الطماطم والذي يصل إلى 9 ملايين طن سنويا إلا أن المستهلك منه في التصنيع الزراعي يبلغ 3% فقط والبقية بين المعروض محليا في الشكل الطازج أو مهدر في سلاسل الإنتاج والنقل، وذلك وفق أرقام الجهات الدولية المختلفة وعلى رأسها الأمم المتحدة، في حين أن الدول الصناعية المتنجة للطماطم تصنع 75% من إنتاجها في شكل طماطم مجففة ومعجون الطماطم بأشكاله المختلفة إلى جانب الطماطم المقشورة والتي يزداد الطلب عليها عالميا، لدرجة أن تصلنا في الشركات المصرية المتخصصة في تصنيع الطماطم طلبات وعروض من دول كثيرة لتوريد طماطم مقشورة ولكن للأسف لا يوجد لدينا الإمكانات التقنية لتصنيعها حتى الأن إلى جانب الحاجة لزراعة أصناف معينة بكميات اقتصادية محددة لدخول هذا السوق الكبير في العالم.
ولفت إسماعيل إلى أن تجفيف الطماطم في مصر يبدء خلال الشتاء في محافظات الصعيد وأهمها الأقصر وينتقل في الصيف إلى محافظات الدلتا خاصة الظهير الصحراوي الغربي، موضحًا أنه يمكن الاعتماد على الزراعات المحمية والرأسية لتوفير احتياجات السوق المحلي من الطماطم الطازجة وتخصيص انتاج المساحات الزراعية للتصنيع.
وطالب بتغيير فلسفة الزراعة التعاقدية في مصر لتشمل كافة المحاصيل التي تمتلك مصر فيها ميزة نسبية وإنتاج كبير يمكنها من أن تستغلها في التصنيع الزراعي وأنه في حالة إطلاق استثمارات كبرى للتصنيع الزراعي وربطها بالزراعة التعاقدية فلن يواجه المزارعين الأزمات التي نراها الان في أسعار الطماطم والخسائر التي يتكبدوها، ولدينا في مصر نموذج قديم ومتميز في الزراعة التعاقدية المرتبطة بالتصنيع الزراعي وهي صناعة قصب السكر التي تعمل كدائرة مغلقة ومتكاملة بداية من الفلاح وحتى عملية التوريد والتصنيع ويمكن أن تعمم تلك التجربة القديمة والناجحة في بقية المحاصيل التي نمتلك فيها ميزات نسبية طبيعية.