هل المتوفى لإصابته بمرض في بطنه شهيد؟.. الإفتاء تجيب
أكدت دار الإفتاء، أن من رحمة النبي بأمته أنه وسع لهم مفهوم الشهادة، فجعل من مات غريقًا، أو مبطونًا، أو مات بالطاعون من الشهداء.
وأوضحت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما تعدون الشهداء فيكم؟" قالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله فهو شهيد. قال:"إن شهداء أمتي إذًا لقليل"! قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال:"من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد"، (رواه مسلم).
هل من توفى بمرض البطن شهيد
ولفتت دار الإفتاء، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله"، (متفق عليه)، والمبطون هو من مات بمرض في معدته دون غيرها، ومن المتفق عليه فقهًا أنَّ الذي يموت بأي مرضٍ من الأمراض يأخذ حكم المبطون، إذ لا فارق بين الموت بمرض دون مرض؛ فيدخل من مات بمرض آخر في الشهداء بعموم ألفاظ الشريعة وخصوصها.
الأعمال الصالحة
من ناحية أخرى، قالت دار الإفتاء أنه ورد في السنة المطهرة أحاديث كثيرة تدل على أنَّ الذنوب تُكَفَّرُ ببعض الأعمال الصالحة، كالحج المبرور، وبر الوالدين.
وأضافت أنه ورد في السنة المطهرة أحاديث كثيرة تدل على أنَّ الذنوب تكفرُ ببعض الأعمال الصالحة، كبر الوالدين، والحج المبرور، وقيام ليلة القدر.. إلخ، ومن هذا الأحاديث الواردة في هذا الشأن؛ قول النبي ﷺ «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» (متفق عليه). وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إني أصبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟ قال: «هل لك من أم؟» قال: لا. قال: «وهل لك من خالة؟» قال: نعم. قال: «فبرها» (رواه الترمذي).
فالظاهر من عموم المغفرة في الأحاديث السابقة شمولها لجميع الذنوب. ولكن ينبغي على الإنسان أن لا يغترَّ بهذه الفضيلة المذكورة فينهمِكَ في المعاصي اتِّكالًا على أنَّها يكفِّرُها بر الوالدين -وغيره من الأعمال الصالحة-، دونَ الندم والاستغفار والتوبة إذ أنه لا شك أن هذه الفضيلة لا يستحقها إلا من قام بالعمل على أكمل وجه.