في ذكرى وفاة «قاموس الوفد».. فخري عبدالنور علامة فارقة في التاريخ
يوم 9 ديسمبر عام 1942، كان القيادي الوفدي، فخري عبدالنور عضو مجلس النواب عن مديرية جرجا، يقف تحت قبة البرلمان ويقدم استجوابا لأحد الوزراء إلا أنه فجأة سقط مغشيا عليه، وبعد محاولات إسعافه تم إعلان الأمر "وفاة فخري عبدالنور" أحد أهم قيادات حزب الوفد العريق.
تعتبر لحظة وفاة فخرى عبدالنور من اللحظات التاريخية فى تاريخ البرلمان المصرى، فهو صاحب باع طويل في العمل السياسي، إذ كان وطنيا من الطراز الرفيع، وأحد رجال الوفد وقادته على مر التاريخ، وأحد المحاور المهمة في ثورة 1919.
وينحدر فخري عبد النور المولود في مدينة جرجا بمحافظة سوهاج عام 1881، من عائلة ارستقراطية وأحد أعمدة العائلات القبطية في صعيد مصر، وعرف عنه وطنيته الشديدة وعشقه لتراب الوطن، حيث ساهم في تأسيس صحيفة الجريدة.
إسهامات فخري عبدالنور
ولعب دورا مهما في بدايات حزب الوفد، إذ يعد أحد أوائل المنضمين الى حزب الوفد في أعقاب تأسيسه، وكان مسئولا عن مديرية جرجا، في صعيد مصر والتي شهدت انطلاق أول مظاهرة في الصعيد تنديدا بالاحتلال الإنجليزي.
لشدة وطنيته كان أحد المقربين لزعيم الأمة سعد زغلول، حيث كان يعتمد عليه اعتمادا كبيرا فى كثير من مهام الحزب، وكان يسميه "قاموس الوفد" لذاكرته الحديدية فيما يخص الأشخاص والمواقف والتواريخ.
كل ما سبق معروف بالضرورة عن شخص بحجم وقيمة فخري عبدالنور، إلا أن اللحظة الحاسمة فى تاريخه والعلامة المنيرة كانت مع انطلاق شرارة ثورة 1919، حيث علِم فخرى عبدالنور بنبأ تحرك سعد زغلول إلى المندوب السامى البريطانى سعيًا وراء الاستقلال، وتكون الوفد المصرى وبدأ حركة جمع التوكيلات الوطنية.
على الفور عقد فخرى عبدالنور، اجتماعا مع بعض كبار العائلات القبطية فى مقر نادى رمسيس للتشاور حول ضرورة مشاركة الأقباط ودورهم الذي يجب أن يكون بارزا فى هذا الحدث الوطنى الجليل، وبالفعل وذهب وفد قبطي يضم فخرى عبدالنور إلى سعد زغلول الذى صرح لهم بكلمته المشهورة «الأقباط لهم ما لنا، وعليهم ما علينا».
ولا يمكن اختصار دور فخري عبدالنور في ثورة 19 فقط، إنما الأمر أبعد من ذلك حيث شارك فى العمل الحزبى والسياسى حتى اللحظات الأخيرة من حياته.