بعد انتقادات فلسطينية.. قرار عاجل من مخرج فيلم "أميرة" المثير للجدل
أعلن المخرج، محمد دياب، وقف عرض فيلم "أميرة" الذي تسبب بجدل واسع النطاق في الأراضي الفلسطينية والأردن بسبب ما يقول معارضون إنه يسيء للسجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل.
وطالبت أسرة فيلم "أميرة" في بيان نشره دياب عبر صفحته على فيسبوك، بتشكيل لجنة مختصة من قبل السجناء الفلسطينيين وعائلاتهم لمشاهدة الفيلم ومناقشته.
قضية الأسرى
وأكد دياب أن "أميرة" لم يسئ لقضية الأسرى الفلسطينيين وأن هناك "إجماعا" خلال عرضه في المهرجانات السينمائية بأن "الفيلم يصور قضية الأسرى بشكل إيجابي إنساني وينتقد الاحتلال بوضوح".
وأضاف، "تتفهم الغضب الذي اعترى الكثيرين على ما يظنونه إساءة للأسرى وذويهم، وهو غضب وطني نتفهمه ولكن كنا نتمنى أن تتم مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه نقلًا أو اجتزائًا."
وأوضح أن "الهدف السامي الذي صنع من أجله الفيلم لا يمكن أن يتأتى على حساب مشاعر الأسرى وذويهم والذين تأذوا بسبب الصورة الضبابية التي نسجت حول الفيلم"
وتابع: "نعتبر أن الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية، لذلك سيتم وقف أي عروض للفيلم، ونطالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته. نحن مؤمنين بنقاء ما قدمناه في فيلم أميرة، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية."
قصة خيالية
وأردف: "الفيلم يتناول معاناة وبطولات الأسرى وأسرهم و يظهر معدن الشخصية الفلسطينية التي دومًا ما تجد طريقة للمقاومة والاستمرار، ويحاول أن يغوص بعمق في أهمية أطفال الحرية بالنسبة للفلسطينيين".
واستطرد “دياب في بيانه”: اختيار الحبكة الدرامية الخاصة بتغيير النطف جاء ليطرح سؤال وجودي فلسفي حول جوهر معتقد الإنسان وهل سيختار نفس اختياراته لو ولد كشخص آخر. والفيلم مرة أخرى ينحاز لفلسطين، فالبطلة أميرة تختار أن تكون فلسطينية وتختار أن تنحاز للقضية العادلة. والفيلم يشجب ويدين ممارسات الاحتلال المشار إليها بشكل صريح في الجريمة التي يتناولها الفيلم".
وتابع: "الحديث فقط عن هذه الحبكة الخيالية خارج سياق الفيلم الذي ينحاز للسردية الوطنية الفلسطينية، هو اقتطاع منقوص ويرسم صورة عكسية غير معبرة عن الفيلم".
وأشار إلى أن الفيلم من بطولة كوكبة من الفنانين الفلسطينيين والأردنيين المشهود لهم بالوطنية ولهم تاريخ طويل في الدفاع عن القضية الفلسطينية ونقلها للعالم ودافعهم الوحيد للاشتراك في الفيلم هو إيمانهم بأهمية رسالة الفيلم الذي هو في النهاية رؤية ومسؤولية مخرجه.
قصة الفيلم
يحكي الفيلم قصة فتاة فلسطينية تدعى أميرة ولدت عن طريق تهريب نطفة معتقل فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية، لكنها اكتشفت لاحقا أن النطفة المهربة كانت تعود لضابط إسرائيلي وليست للسجين الفلسطيني الذي يفترض أن يكون والدها.
وفيلم أميرة هو إنتاج مشترك أردني مصري فلسطيني من تأليف وإخراج محمد دياب وبطولة النجمة الأردنية صبا مبارك والممثلة الأردنية تارا عبود التي لعبت دور أميرة.
انتقادات فلسطينية
ورفضت وزارات ومؤسسات مجتمع مدني فلسطينية الفيلم، الأربعاء، بوصفه "مسيئا" وطالبوا الأردن بوقف بثه لوجود "تداعيات خطيرة" جراء عرضه.
وقال وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، في بيان، إن "الفيلم يمس بشكل واضح قضية هامة من قضايا شعبنا ويضرب روايتنا الوطنية والنضالية، ويسيء بطريقة لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية".
وطالب أبو سيف وزارة الثقافة في الأردن ومن الجهات الرسمية أن تنظر "بخطورة إلى تداعيات نتائج هذا الفيلم المسيء"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء "وفا".