بدأ حياته مطربا وأنهاها خادما للقرآن.. محطات فى حياة الشيخ طه الفشنى
صاحب صوت عذب هو أحد مشاهير قراءة القرآن والإنشاد الدينى في مصر، وكان القارئ المفضل للملك فاروق وللرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات، وكرم الرئيس السابق مبارك اسم طه الفشنى بعد وفاته بمنحه نوط الامتياز من الدرجة الأولى عام 1991، واختير رئيسا لرابطة القراء عام 1962.
في مثل هذا اليوم عام 1971 رحل القارئ الشيخ طه الفشنى، من مواليد مركز الفشن محافظة بنى سويف عام 1900 الفشنى، حفظ القرآن وهو صغيرا،وتعلم القراءات، وحصل على شهادة مدرسة المعلمين عام 1919
بعد حصوله على شهادة الكفاءة من معهد المعلمين احترف القراءة فى الموالد والأفراح، قبل أن يتجه إلى القاهرة، وفى نفس الوقت التحق بمدرسة القضاء الشرعى إلا أن ثورة 1919 حالت دون استقراره، فعاد إلى بلده وأخذ يقوم بالتلاوة فى المآتم والأفراح فى بلدته والقرى المجاورة له،
جاء إلى القاهرة مرة ثانية وأقام فى حى الحسين والتحق بمعهد القراءات التابع للأزهر، وتتلمذ على يد الشيخ عبدالحميد السحار والشيخ المغربى، والشيخ على محمود، الذى اقتنع بموهبته وقدمه فى بعض حفلاته وكان قريبا منه فى السكن، وكان للشيخ على محمود فرقة تواشيح خاصة، فعرض على الشيخ طه الفشنى أن ينضم لبطانته، وكان زميله بالفرقة الملحن زكريا أحمد، كما علمه الموسيقى الشيخ درويش الحريرى.
بدأ الشيخ طه الفشنى حياته مطربا في الحفلات والأفراح حتى أنه شارك أم كلثوم وعبد الوهاب في إحياء حفل زواج الملك فاروق على فريدة.
اعتماد الفشنى بالإذاعة
وتصادف وجود سعيد لطفى رئيس الإذاعة في ذلك الوقت في إحدى سهرات الحسين في حفل دينى فأعجب بصوت الشيخ طه الفشنى وضمه الى الإذاعة لإحياء مناسبة دينية ليحل محل الشيخ على محمود الذى كان قد أصابه المرض فجأة فذهب طه الفشنى لا سئذانه أولا، واعتمد مقرئا بالإذاعة عام 1937 قارئا من الدرجة الأولى الممتازة ليصبح ثالث المقرئين بالإذاعة بعد الشيخان محمد رفعت والشعشاعى، وذاع صيته وأصبح ملازما للشيخ مصطفى إسماعيل في حفلات رمضان لمدة تسع سنوات وكان الملك فاروق يحرص على حضوره للقراءة في قصر عابدين وقصر رأس التين.
فضله الملك فاروق
تعامل الشيخ طه الفشنى مع كبار الملحنين، الذين رأوا فيه طاقة صوتية عظيمة ومنهم الشيخ زكريا أحمد، ومرسى الحريرى، وسيد شطا، ومع المنشدين درويش الحريرى، محمود صبح، وإسماعيل سكر، وغيرهم،عين الشيخ طه الفشنى قارئا لمسجد السيدة سكينة عام 1940 وحتى وفاته، وانتخب رئيسا للقراء عام 1962 خلفا للشيخ عبد الفتاح الشعشاعى
من أوائل المنشدين
كان الشيخ طه الفشنى أول من أنشد بالتليفزيون في سنواته الأولى، وكون فرقة للإنشاد الدينى إلى جانب عمله مقرئا عام 1942، ومن أشهر تواشيحه الدينية وابتهالاته:السلام عليك يا شهر رمضان، حب الحسين، ميلاد كه، يا أيها المختار، الهى ان يكن ذنبى عظيما.
رحيل الشيخ الفشنى
ورحل القارئ الشيخ طه الفشنى نتيجة خطأ طبى بعد أن خلف وراءه 286 تسجيلا إذاعيا وتليفزيونيا و18 ابتهالا وتواشيحا دينيا.ومن أجمل ما قدم من ابتهال قال:
ذو رأفة بالمؤمنين ورحمة... سماك ربك فى القرآن محمدا
نادت بك الرسل الكرام فبشرت وملائك الرحمن خلفك سجدا