زكريا الحجاوي.. مؤسس الفن الشعبي في مصر وقطر الذي عالج شدة فقره بالقفشات والضحكات
أول مَن نادَى بإنشاء قصور الثقافة وأول مَن عمل على إنشاء معهد الفنون الشعبية ومَن أنشأ الفرقة القومية للفنون الشعبية، جاء الفنان زكريا الحجاوى بكثير من الفنانين الشعبيين من قرى ونجوع مصر وأصقل مواهبهم حتى أصبحوا نجومًا فى سماء الفن الشعبى أمثال خضرة محمد خضر التى تزوجها وأبو دراع وجمالات شيحة.
رحل في مثل هذا اليوم 7 ديسمبر 1975 الفنان المبدع زكريا الحجاوى الذى اعتمد نجاحه فى تأسيس الفرق الشعبية والفن الشعبى على حماسه وسمات شخصيته، وكانت النتيجة توقف مشروعه برحيله.
مواهب الفن الشعبى
كان جولات زكريا الحجاوى الدائمة في المحافظات للكشف عن المواهب في الفن الشعبى حتى عرف بعاشق المداحين، مما أتاح له التعرف على المجتمع المصرى، ونتج عن هذا أغانيه ومواويله وسيره وتقديمها في كتاباته وأغانيه ومسرحياته ومسلسلاته، ومن أبرز مؤلفاته "أيوب المصرى، سعد اليتيم، أدهم الشرقاوي، أوبريت يا ليل يا عين".
دراسات فى الفولكلور
ومن مؤلفات زكريا الحجاوى مسرحيات "ملك ضد الشعب، نهر البنفسج، حكاية اليهود، موسوعة التراث الشعبي الجزء الأول"، وقدم للإذاعة العديد من الأعمال الدرامية منها "أيوب المصرى، أنس الوجود، ملاعيب شيحة، كيد النسا"، كما كتب الحجاوي العديد من الدراسات حول الفولكلور المصري نشرت في جريدة المصري ومجلة الرسالة الجديدة وللسينما كتب سيناريو فيلم "أحبك يا حسن".
لم يحصل زكريا الحجاوى سوى على دبلوم الصنايع، لكن ثقافته العامة كانت تفوق مَن يملكون أعلى الشهادات مما جعله مدرسة مؤثرة في الحركة الثقافية؛ فهو أحد رواد جمع التراث الشعبى في مصر ومن أكثر المهتمين بالفن الشعبى فأعاد الحياة للمصريين بفنه بعد النكسة بالطرب والغناء الشعبى والسامر.
عمل "الحجاوى" سكرتير تحرير لجريدة الجمهورية تحت رئاسة أنور السادات ولأنه كان قد آوى السادات في بيته عند هروبه بعد اتهامه بمقتل أمين عثمان فكان ينادى السادات بدون تكليف، ففصله السادات من الجريدة التي كان يعشقها واتهمه بكتابة تقاريرَ عنه إلى عبد الناصر، فصُدم الحجاوى صدمة شديدة ولم يعد إلى الصحافة مرة ثانية واتجه إلى الفن الشعبى.
جلسات قهوة عبد الله
كانت ندوات زكريا الحجاوى في قهوة عبد الله بالجيزة التي كانت تضم أعلام الفكر والفن والأدب والصحافة، تتناول كل شيء وأحيانا كان الذين يتواجدوا من زبائن المقهى أكثر من رواد الندوة يستمعون إليه، الموضوعات شيقة في الشعر والموسيقى وحتى النكت التى يتداولها الناس، وكانت سهراتهم كثيرًا ما تمتد حتى الفجر وأحيانًا إلى ما بعده.
عاش زكريا الحجاوى العبقرى فترات من حياته فى أدنى درجات الفقر والحرمان بسبب تفرده واختلافه عن الآخرين، لكنه كان خفيف الدم والروح، يعالج أموره بالقفشات والضحكات.
نهاية فى الغربة
سافر إلى قطر وكون هناك فرقة قطر للفنون الشعبية التي أعادت صياغة الأغانى البدوية حتى أصيب بأزمة قلبية أدت إلى وفاته، وردًّا لجميله والشعور بالتقصير في حقه أمر السادات بنقل جثمانه إلى القاهرة، وأقام له جنازة رسمية وأطلق اسمه على مسرح السامر الذي كان يقدم عروضه عليه.