لأول مرة.. السياحة تنظم حفل سنوي لإحياء افتتاح طريق الكباش بمشاركة 160 عازفا
في سابقة هي الأولى من نوعها، قرر الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، أن تكون فعالية«الأقصر.. طريق الكباش» فعالية سنوية يتم تنظيمها في الأقصر كل عام لتكون بذلك أول فعالية سنوية يتم إقامتها بشكل منتظم، على أن يتم الإعلان قبل موعدها بوقت كافى وبحث إمكانية تمكين السائحين من حضورها والاستمتاع بها ومن التجول بطريق المواكب الملكية المعروف إعلاميًا باسم طريق الكباش، وذلك في إطار استراتيجية الوزارة لتنظيم أحداث وفعاليات سياحية متنوعة منتظمة على مدار العام.
وكانت محافظة الأقصر إستضافت حدثًا عالميًا في الـ 25 من نوفمبر الماضي، تمثل في إعادة إحياء طريق الكواكب الفرعونية بين معبدي الأقصر والكرنك المعروف بطريق الكباش، حيث تم افتتاح طريق الكباش بعد نجاح كبير حققه حفل المومياوات الملكية الذى أبهر العالم ونال إعجاب واسع عالميا.
وقالت وزارة السياحة والآثار، إن فعالية «الأقصر... طريق الكباش» وما تضمنته من تصميم للديكورات والأزياء الخاصة بها جاءت جميعها مستوحاة من موكب عيد الأوبت الذي كان يُقام في مصر القديمة وليست صورة طبق الأصل منه، حيث تم إجراء بعض التعديلات الطفيفة بوجهة نظر معاصرة بما لا يتعارض مع المعتقدات المصرية القديمة والحقائق التاريخية.
عيد الأوبت
وأوضح المهندس محمد عطية، المشرف الفني ومصمم الديكورات الخاصة بموكب طريق الكباش وأغنية المطرب محمد حماقي، أنه تم الاعتماد خلال عملية تصميم ديكورات الموكب على المراجع العلمية والنقش الموجود على أحد حوائط معبد الأقصر والمدون عليها كافة تفاصيل موكب عيد الأوبت منذ انطلاقه من معابد الكرنك حتى وصوله إلى معبد الأقصر مرورا بطريق المواكب الكبرى المعروف إعلاميا بطريق الكباش.
ديكورات طريق الكباش
وأضاف المشرف الفني ومصمم الديكورات الخاصة بموكب طريق الكباش، أن تصميم المراكب الثلاثة جاء مستوحى من الزوارق الثلاثة المقدسة الخاصة بالثالوث المقدس للأقصر «آمون وموت وخنسو» والتي كانت تستخدم في عيد الأوبت في مصر القديمة ولكن تم تغيير أحجامها لتكون أكبر قليلا حتي تكون واضحة سينمائيا وليتمكن المشاهد من رؤيتها أثناء الفعالية، مشيرا الي أن طول المركب الأصلي كان يبلغ حوالي 5 أمتار تقريبا بالحافة أما المراكب التي تم استخدامها في الفعالية بلغ طول كل واحدة منها 14 مترًا، بالإضافة إلى أنه تم تصميم حامل لنقل الهدايا كمحاكاة لما كان يقوم به المصريين القدماء أثناء موكب عيد الأوبت من معابد الكرنك إلى معبد الأقصر عبر طريق المواكب الكبرى.
إكسسوارات المشاركين بالحفل
وأضاف أنه تم وضع كافة الإكسسوارات والإضاءات اللازمة على جانبي مسار الموكب والتي تمثل ما كان يتم خلال احتفالية عيد الأوبت قديما، كما تم تصميم ملابس وأزياء الراقصين والعازفين والموسيقيين والفنانين المشاركين بشكل يحاكي ما كان يتم خلال هذه الاحتفالية قديما، كما أوضح أن الديكور الذي تم تصميمه أمام الصرح الأول لمعبد الأقصر، كان على هيئة قرص الشمس، حيث كان يصطف حوله الشخصيات المختلفة من الراقصين وقارعي الطبول ولاعبي الأكروبات لاستقبال الموكب لتعلن عن بدء الاحتفالات أمام معبد الأقصر ووصول المراكب، وأما تصميم المسرح الذي كان يوجد بمعبد الرامسيوم بالبر الغربي للأقصر والذي عُرض عليه بعض لقطات الاحتفالية فكان مستوحى من تصميم مفتاح الحياة رمز "العنخ".
عرض البحيرة المقدسة
وأوضح المهندس محمد عطية أن تنفيذ مشهد عرض البحيرة المقدسة بمعابد الكرنك، والذي كان جزء من "إطارات" كبيرة تم تصميمها للأنشودة الموازية لموكب عيد الأوبت، كان تصميمه معقدا جدا واستغرق تنفيذه سبعة أيام من العمل المتواصل حيث تم إقامة مسرح من الخشب تحت مستوى مياه البحيرة المقدسة بحوالي 5 سم حتى يحدث التفاعل بين الراقصين والمياه ولا يكون مجرد مسرح فوق المياه.
وأضاف أن المنصة والفلائك والذهبيات في النيل يجسدون احتفاليات المصريين في النيل، حيث كان يتضمن عيد الأوبت إقامة احتفال في النيل واحتفال آخر في البر، حيث كان يوجد في النيل الفلايك المضاءة وفلايك المجاديف التي توجد بها الشمس المشرقة والمنصة التي عليها الراقصين.
اشعار اغاني الحفل
وقالت الدكتور ميسرة عبدالله أستاذ الاثار بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن جميع الأشعار المصرية القديمة المستخدمة في الفاعلية الترويجية الحضارية التي شهدتها مدينة الأقصر للترويج السياحي مأخوذة من أناشيد وترانيم مدونة بالفعل على جدران المعابد المصرية القديمة والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بعيد الأوبت وهو العيد الأشهر في مصر القديمة.
وأضاف أستاذ الاثار بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن هذه الأشعار عبارة عن ٣ أناشيد وهي أنشودة الإفتتاحية والمدونة على مقصورة الملكة حتشبسوت الحمراء بالمتحف المفتوح بمعابد الكرنك، وكانت تغنى فى بداية الموكب، وأنشودة نبؤة تتويج الملكة حتشبسوت والمدونة على المقصورة الحمراء، وأنشودة نداء آمون من صالة ال ١٤ عمود بمعبد الأقصر وكانت تغنى فى صحبة الموكب ثم يختم بأنشودة الافتتاحية عند وصول الموكب إلى معبد الأقصر.
أنشودة حتشبسوت
وأوضح الموسيقار نادر العباسي أن الموسيقي بدأت بغناء الفنانة شهد عز والتي قامت بأداء أنشودة الإفتتاحية، ثم أنشودة حتشبسوت والتي قامت بأدائها الفنانة هايدي موسي ثم أنشودة نداء آمون والتي أداها الفنان عز الأسطول ثم أغنية الأقصر بلدنا غناء الفنان وائل الفنشي.
وأشار إلى أن جميع الأناشيد جاءت بالاشتراك مع ١٦٠ عازف إيقاع مكون من مجموعة من شباب إيقاعات الچيمبي المصري وإيقاعات الموسيقات العسكرية، وبتسجيل أوركسترا وكورال الاتحاد الفيلهارموني، وقيادة واخراج موسيقي لجميع العناصر الموسيقية للعرض الخاص بموكب الأوبت، كما قام المهندس مفدي ثابت بأعمال الهندسة الصوتية والتسجيل لأوركسترا وكورال الاتحاد الفيلهارموني.
وحظت احتفالية «الأقصر...طريق الكباش»، باهتمام وإشادة محلية ودولية، حيث تصدرت الاحتفالية جميع الصحف وقنوات التليفزيون ووكالات الأنباء العالمية المختلفة والتي حرصت على بثها مباشرة على قنواتها وعرض مقاطع منها بعد انتهائها علي مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها.
ووصفت أغلب الصحف العالمية هذه الاحتفالية بالمبهرة وأنها أعادت رونق وسحر الأقصر المدينة الجميلة، كما ألقت الضوء على المظاهر الجمالية والحضارية لها بالإضافة إلى إبراز ما بها من مقومات سياحية وأثرية متميزة ومتنوعة والترويج لها كأكبر متحف مفتوح في العالم، كما وصفت الصحف والنشرات التليفزيونية الاحتفالية بالحدث التاريخي الذي ليس فقط أعاد إحياء طريق المواكب الكبرى المعروف باسم طريق الكباش وفتح مقصد سياحي جديد بالأقصر ولكنه أبرز الأنشطة المتعددة التي يمكن أن يقوم بها السائحين، من مشاهدة الآثار العظيمة والاستمتاع بالشمس الدافئة والرحلات النيلية بالفلائك والبالون الطائر والقيام بنزهة بالحنطور على كورنيش النيل الساحر والسوق التقليدي حيث العطارة والمنتجات التراثية.