فوائد قراءة سورة الملك قبل النوم
سورة الملك من السور التي نزلت في العهد المكّي؛ فهي بذلك سورة مكيّة، عدد آياتها ثلاثون آية، وترتيبها في القرآن السورة السابعة والستون، تدعو السورة قارئها إلى التفكُّر والتأمل فيما خلق الله للسماوات والأرض؛ لأنَّ هذا التفكر يصل بالإنسان إلى معرفة الله -تعالى- معرفةً حقيقية.
7 أسماء
وللسورة سبعة أسماء وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ أولها سورة تبارك لورود الكلمة في بدايتها، والمُنجية لأنّها تنجي صاحبها من النار، والمانعة لأنّها تمنع صاحبها من عذاب القبر، والدافعة لأنّها تدفع بلاء الدنيا وعذاب الآخرة، والشافعة لأنّها تشفع يوم القيامة، والمجادلة لأنها تجادل ملكي القبر وتحاورهما مدافعة عن صاحبها من العذاب، والمخلّصة لأنّها تخاصم زبانية النار وتمنعهم من تعذيب صاحبها.
التسمية بالملك
أمّا تسميتها بالمُلك؛ فلأنّها تتضمن الكثير مما يدلّ على ملك الله -سبحانه وتعالى- وقدرته، وما لهما من آثار في كونه؛ من القدرة على الإحياء والإماتة، والمغفرة، والنصر على الأعداء، وغيرها من آثار ملكه.
فائدة قراءة سورة الملك قبل النوم
تمنع من عذاب القبر وشافعة لصحابها
روي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (مكتوبٌ في التَّوْراةِ: سورةُ المُلْكِ مَن قرَأَها في كلِّ ليلةٍ، فقد أكثَرَ وأطابَ، وهي المانِعةُ؛ تَمنَعُ من عَذابِ القَبرِ؛ إذا أُتِيَ من قِبَلِ رأسِه، قال له رأسُه: قِبَلَكَ عنِّي؛ فقدْ كان يَقرَأُ بي وفيَّ سورةُ المُلْكِ، وإذا أُتِيَ من قِبَلِ بَطنِه، قال له بَطنُه: قِبَلَكَ عنِّي؛ فقد كان وَعَى فيَّ سورةَ المُلكِ، وإذا أُتِيَ من قِبَلِ رِجْلَيه، قالت له رِجْلاه: قِبَلَكَ عنِّي، فقد كان يَقومُ بي بسورةِ المُلكِ).
وقال فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ سورةً من كتابِ اللهِ ما هي إلا ثلاثون آيةً، شفَعتْ لرجلٍ فأخرجَتْه من النَّارِ، وأدخلَتْه الجنَّةَ) وقد ذكر فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنها تُنجي قارئها من عذاب القبر؛ فقد جاء في الحديث الضعيف: (هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر)، ومع أنَّ هذا الحديث حديثٌ ضعيف إلَّا أنَّه يؤخذ به لتعلقه بفضائل الأعمال.
قراءتها قبل النوم من السنن النبوية
روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ (الم تنزيلُ) وَ (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)) وقد ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هذا الفعل، ومداومته وحرصه عليه؛ حيث فضّل هاتين السورتين على غيرهما من السور بسبعين حسنة، من قرأهما كتبت له سبعون حسنة، ومحيت عنه سبعون سيئة، ورُفع سبعون درجة.
كما أثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على سورة الملك فقال: (ودِدْتُ أنَّها في قلبِ كلِّ مؤمنٍ يعني {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ})، وفي ذلك دلالة على عظم آياتها؛ حيث وردت فيها مجموعة من أسماء الله -تعالى- وصفاته، وحكمة الله -تعالى- من خلق الحياة والموت، والدعوة إلى التفكّر في خلق الله السماوات والأرض، ومصير الشياطين والجن، إلى غير ذلك من الموضوعات التي تتطلب من المسلم التدبّر والتفكّر في السورة.