تكتيكات جبهة الانقلاب لإلغاء القائم بأعمال المرشد من ذاكرة الجماعة
كلما تزايدت أزمة الصراعات الداخلية بين أطياف الإخوان يتضح معها فكر الجماعة وأسلوبها في الحل والترهيب بل والإلغاء تماما مع الوجود، وبرز المصطلح الأخير مع اتباع جبهة محمود حسين الأمين العام المفصول من الجماعة، الذي بدوره أصدر قرارا عبر مجلس الشورى بعزل القائم بأعمال المرشد، حالة من التجاهل التام، لكل الأحداث التي تمر بها جماعة الإخوان وكل أخبار وقرارات إبراهيم منير.
التعتيم على الأزمات
لم تفرد جبهة التمرد أي مساحة للحديث عن المشكلة ولم تعطي الفرصة للمرشد والجبهة التابعة له للحديث عبر منصات الإخوان الإعلامية التي تعمل منذ سنوات، والغريب أن كل مذيعي الجماعة المحسوبين عليها، استغلوا هذه الفرصة لتحييد أنفسهم تماما عن الأزمة، ربما خوفا من تكرار مع حدث مع أزمة أيمن نور مع المخالفين له في قناة الشرق، والتي راح ضحيتها العشرات الذين شردوا وجلسوا في منازلهم دون عمل لسنوات.
وفي هذا السياق يقول سعيد بكران، الكاتب والباحث اليمني، أن الإخوان تتقن عمل بروبجاندا إعلامية في اتجاهين، الأول تضخيم بعض الشخصيات وبعض الأشخاص والأسماء وفي الاتجاه الأخر تتبع سياسة التقليل والتسخيف من الِأشخاص لدرجة إلغائهم تماما، وهذا سلوك تنظيمي عتيق في الجماعة.
اختتم: لايطيقون الاختلاف ولو حدث من داخلهم لديهم تدريبات قاسية على كيفية تأديب من يختلف بداية من التشهير به وحتى إلغاءه تماما من الوجود.
صراع جبهات الإخوان
وكانت الأيام الماضية شهدت صراعًا داميًا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
مصادر تمويل الجماعة
وعلى جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية.
ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعًا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرًّا حتى الآن.
لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وما زال الموقف معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.