10 سنوات من الفشل.. قصة حزينة لـ «الإسلام السياسي» مع الديمقراطية
تعتبر قضية الديمقراطية ورؤية تيارات الإسلام السياسي لها، من أخطر القضايا التي تشغل الشعوب العربية مؤخرا، بعد فترة اختبار دام حوالي 10 سنوات في الحكم والسلطة بكل أنواعها في المنطقة، لم تحصد تحت رايتهم أكثر من الصراع والقتال وتدمير البلدان العربية، وإقحام القوى الدولية للتدخل في شئونها وابتزازها، وتهديد استقرارها وسيادتها.
ممارسات الديمقراطية
يقول إبراهيم الزبيدي، الكاتب والباحث، إن ممارسات الديمقراطية خلال السنوات الماضية، كشفت عن مشكلة كبرى لدى التيارات الإسلامية، مؤكدا أنها أوضحت العشق الكاذب للديمقراطية.
أضاف: الإسلاميون يحبون الديمقراطية باعتبارها فقط وسيلة للوصول إلى التوافق وتوزيع المكاسب والمناصب والرواتب، وليس أكثر من ذلك، لكن إقامة مجتمع ديمقراطي حقيقي يشارك فيه الإسلاميون وأحزابهم وفصائلهم أمر غير ممكن بالمرة، فالديمقراطية مقصود منها الوصول للسلطة وليس أكثر من ذلك.
استكمل: أي حكومة يدبر لها قراراتها رجال دين، لا يناسبها تشكيل أغلبية وطنية، ولا يسرها أصلا قيام نظام ديمقراطي يختار فيه الناخبين حكامهم بحرية وشفافية ونزاهة وبلا وصاية، مردفا: لا يرضيهم سوى نظام يسمح لهم بالتهرب من جميع الضوابط والموانع التي تضعها الأنظمة الديمقراطية الحقيقية لمنع استغلال النفوذ واغتيال المعارضين والتصرف بثروات الدولة دون رقيب أو حسيب.
أضاف: الإسلاميون يرتكبون خطيئتين، الأولى بحق الدين الإسلامي نفسه، لأنهم برفض قيم الديمقراطية يقولون إن الإسلام غير ديمقراطي، ويحتاج المسلمون إلى نظام آخر يناسب عقيدتهم، حيث يعتبرون الديمقراطية بدعة مستوردة من الغرب العلماني الكافر، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
تابع: الخطيئة الثانية يرتكبونها بحق الديمقراطية ذاتها وقوانينها وقواعدها الحقيقية بإعلانهم الانتسابَ إليها، لكنهم في الوقت نفسه جعلوا المواطن البسيط يكرهُ الديمقراطية، ويلعن الساعة التي جاءت بها وبهم إليه.
الإسلاميون والفكر الرجعي
وأردف: لم يكن الإسلاميون يومًا ديمقراطيين بل غارقون في سراديب الفكرٍ الرجعي، يبيحون لأنفسهم القتل والاغتيال والتبعية للخارج والرشوة والاختلاس باسم الله ورسوله وآله.
أضاف: الديمقراطية ثقافة وسلوك وطبيعة، والذي تربى على سلطة المرشد الذي يأمر فيطاع، كما تعود على اعتبار التحيز لدين بعينه من ضرورات الدين لا يمكن أن يتغير ويتحول إلى إنسان قابل للتعايش مع الآخرين بسلام.
اختتم: لن تكون لدينا ديمقراطية حقيقية ما دام هناك من يريد أن يكون في وزارات الخارجية والمالية والتعليم والثقافة والإعلام والسياحة والجيش والشرطة رجل دين يتولى أمورها، يُحرّم التمثيل والغناء والموسيقى ويروج لأساليب حكم العصور القديمة.