خصخصة الأندية.. طوق النجاة للرياضة المصرية.. وشريف حبيب يتحدث عن النموذج الإنجليزى فى التطبيق
ويتواصل الحديث فى موضوع غاية فى الأهمية، وهو موضوع خصخصة الأندية الرياضية باعتباره طوق النجاة للرياضة المصرية وأحد أهم أهداف الجمهورية الجديدة.
لم يعد مقبولا الآن أن تستمر الدولة في تحمل أعباء الأندية الرياضية التى تشارك فى دوريات كرة القدم، وبالتالى أصبح لا بد أن تعتمد الأندية على نفسها من خلال نظام يضمن لها تحقيق أرباح.
وفى الوقت الذى وفقت فيه الأندية فى عدد كبير من الدول الأفريقية والآسيوية أوضاعها وتحولت إلى شركات إلا فيما ندر، ما زالت الأندية المصرية تطرق الأبواب نتيجة التقاعس فى تنفيذ المطلوب، ودائما نلجأ للحل الأسهل، وهو الطلب من المنظمات الدولية مثل الكاف تأجيل الموضوع بالنسبة للأندية المصرية من حيث تحويلها إلى أندية محترفة تديرها شركات، وهو يكاد يكون النظام المعمول به فى كل دوريات الخليج، وأيضا فى معظم دوريات القارة السمراء، وأصبحنا الوحيدين من بين عدة دول لا تتجاوز عدد أصابع اليدين لم تقم بتوفيق أوضاعها.
أمور كثيرة نراها فى الدورى المصرى يكاد يكون متفردا بها، وهي أسماء أندية باللغة الإنجليزية من عينة (فاركو وفيوتشر وإيسترن) فضلا عن انقراض الأندية الجماهيرية التي اختفت فى طى النسيان.
وفى هذا الملف، لا يوجد أفضل من المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة الأسبق، والمهندس شريف حبيب رئيس نادى المقاولون العرب السابق ليحدثنا عنه.
الطريقة الإنجليزية
يقول المهندس شريف حبيب إنه درس النموذج الإنجليزى، وهو أفضل الأنظمة المعمول بها فى خصخصة الأندية الكروية، وللأسف هناك فارق شاسع ما بيننا وبينهم، مسافات طويلة.
وقال حبيب إنه تابع مؤخرا موضوع رابطة الأندية المحترفة، وتساءل عن هوية الرابطة؟ خاصة أن الرابطة فى كل مكان معنية بالأندية المحترفة، وما يعرفه أنه لا يوجد سوى النادى الأهلى الذى أعلن عن شركة كرة القدم، والباقي الله أعلم!
وأكد المهندس شريف حبيب أن الذى يحدث عندنا لا يحدث فى أي مكان فى العالم بمعنى أن أصحاب رأس المال إما أشخاص أو شركات، يدخلون فى أندية جماهيرية ولا يقومون هم بعمل أندية خاصة بهم، من عينة (فاركو وإيسترن وسيراميكا) وغيرها من أندية الشركات التى جاءت على حساب الأندية الجماهيرية وتهدد بانقراضها، عكس الموجود فى إنجلترا، الشركات تذهب للأندية الجماهيرية التى تمثل الأقاليم لتكون الدعاية من خلالها، النادى يمثل الجماهير والمكان، وبالتالى فإن الجماهير غير معنية بمن يدير النادى، حيث يملك الأندية عدد من الأمراء العرب ورجل الأعمال المصرى ناصف ساويرس، والسؤال الآن: هل تقبل الأندية المصرية أن يشتريها أو يملكها أمراء عرب؟!
وأضاف أن هناك ضرورة لاستمرار الأندية الجماهيرية؛ لأن المعلن دائما يبحث عن الجماهير، وهى الضمان لاستمرار مثل تلك الأندية، فمثلا فى الدورى الإنجليزى لا تستطيع تسجيل أندية شخصية، فمثلا شركة مثل سامسونج التى ترعى تشيلسى هزيلة فى تكوين فريق والإنفاق عليه، ولكن الأمر مختلف، فهى تعلن عن نفسها فى رعاية إحدى الفرق الكبيرة مثل تشيلسى، وهنا تتحقق الاستفادة للرعاة والفريق الذى يتحدد سعره بناء على شعبيته والنجوم الذين يلعبون فيه.
وقال إن تحويل النادى إلى شركة سيكون فى مصلحة أعضاء النادى أنفسهم؛ لأن مجلس الإدارة لن يستطيع إنفاق مليم واحد من أموال الأعضاء على فريق الكرة، لأن الأندية الجماهيرية عندما تتعرض لضائقة مالية يكون أسهل حل عندها هو طرح عدد من العضويات التى تحقق عائدا (كام مليون) تحقق به بعض الصفقات، ثم تتكرر الضائقة المالية كل موسم حتى تزداد أعداد العضوية، بحيث لا يجد عضو النادى مكانا يجلس فيه!
وأشار المهندس شريف حبيب إلى أنه كان لديه تجربة فى عام 2006 عندما كان الكابتن سمير زاهر رئيسا لاتحاد الكرة، وحاول تكوين لجنة الأندية، وكان عضوا فيها الكابتن حسن حمدى وممدوح عباس ومحمد مصيلحى وسيد متولى وهانى أبو ريدة، وبعد عدة جلسات تقدم باستقالته بعد أن وجد أن الأمر لا يتعدى مجرد ديكور للاستهلاك المحلى، ولأنه وجد المعايير منعدمة فى أن تتحول الأندية إلى أندية محترفة.
وتطرق شريف حبيب إلى الأندية التى ظهرت حديثا، مثل بيراميدز وغيرها، تجد أن الأمر لا يتعدى مالك نادى يريد أن ينفق بعض الأموال، وإذا نظرنا إلى نادى مثل فاركو فهو ليس بإمكانه اللعب بهذا الاسم فى الدورى الإنجليزى بل إنه لا يستطيع أن يعمل إعلانا هناك لأن هناك معايير لعمل الإعلانات، ليس من بينها الإعلان عن منتج دوائى.
وعاد ليقول إن مثل تلك الأندية التى ليست شركة فإنها تعتمد على الشخص الذى يملك، سواء رجل أعمال أو رئيس الشركة، وضرب مثلا برجل الأعمال الراحل أحمد بهجت عندما أنشأ نادي جولدي فترة، وعندما مل تركه، وكذلك أندية الشركة مرتبطة باسم رئيس مجلس الإدارة أو الوزير التابع له الشركة، هل هو رياضى أم لا؟!
تضارب المصالح
وحذر رئيس نادى المقاولون العرب السابق من تضارب المصالح ما بين رابطة الأندية وتولى إحدى المسئوليات فى الأندية نفسها لأن هذا من شأنه أن يؤثر سلبا على الرابطة ويجعل الأمر فى غاية الصعوبة، ومن أجل وضع الأمور فى نصابها الطبيعى أكد المهندس شريف حبيب أنه لا بد من وضع معايير أهمها أن الأندية المحترفة هى من تلعب فى القسمين الأول والثانى، وفيما عدا ذلك تكون أندية هواة.
وقال إنه لا بد من الحفاظ على الأندية الجماهيرية، ومن يريد تكوين فريق أمامه أندية كبيرة معرضة للانقراض مثل نادى المنصورة أو طنطا أو الشرقية، فهى تملك الجماهير ولا تملك الموارد، وبالتالى عندما تتحول إلى شركة سيكون من السهل البيع والشراء فى البورصة.
وأكد حبيب أن الأمر يتوقف على الجمهور أيضا، وهو هل ناد مثل الأهلى أو الزمالك ترضى جماهيره أن يديره أحد رجال الأعمال فى مصر مثل أبو هشيمة أو نجيب ساويرس كما يحدث فى أوروبا أم أن الجماهير ستحول دون ذلك!
نقلًا عن العدد الورقي…،