كيف تتجنب بلدان المنطقة التدمير السياسي والاقتصادي والأمني؟
يحذر الخبراء دائمًا من الأطماع الدولية في المنطقة العربية وبلدان الشرق الأوسط، يعتبرون أن السنوات الماضية التي أعقبت اندلاع ثورات الربيع العربي، وحجم التدمير الذي لحق بأغلب بلدان المنطقة، واقتحام شؤونها والتنافس على مواردها وابتزازها بكل الطرق، كان كافيًا للغاية لفهم الأخطار التي تحيق بها، لو انفرط العقد أمنيًّا وسياسيًّا، وعادت الدول التي عرفت طريق الاستقرار إلى الانهيار مرة أخرى، أو استمرت البلدان التي ما زالت تتخبط في طريقة إدارة المستقبل في هذا الطريق ما ينذر بتدميرها تمامًا.
تدخلات غير مسبوقة
ويرى الدكتور إبراهيم النحاس الكاتب والمحلل السياسي، أن المنطقة العربية تشهد في واقعنا الحالي تدخلات سياسية غير مسبوقة على حساب المصالح العربية، لافتا إلى أن المنطقة أمام حالة تاريخية جديدة تتطلب مراجعة عميقة وواعية لتتجنب مزيدًا من حالة الإرهاق السياسي والاستنزاف الاقتصادي والتفتت والانقسام الاجتماعي، وزعزعة أمن وسلم المجتمعات العربية.
وأضاف: ما يضاعف مستويات الخطر طبيعة تلك التدخلات الدولية التي تبدو غير طبيعية وغير مسبوقة، مردفًا: يجب أن نقرأ بدقة ووعي وإدراك الأسباب التي قادت هذه القوى للتدخل في شؤوننا، والأهداف التي يُراد تحقيقها، والغايات التي يُراد التوصل لها، والأدوات التي يتم استخدامها، والوسائل التي يُعمل من خلالها، والأساليب التي يتم توظيفها.
تابع: القراءة الدقيقة والواعية والعميقة تساعدنا في التنبؤ للمستقبل حول الأهداف والغايات التي تسعى تلك التداخلات الدولية لتحقيقها على أرض الواقع، وتعزيز المكانة الدولية لطرف على حساب الأطراف الأخرى، أو تأليب وتأجيج حالة الصراع في المنطقة لاستنزاف موارد وقدرات طرف أو أطراف لحساب أطراف آخرى.
وأشار المحلل السياسي إلى أن التدخلات الخارجية في المنطقة، ساهمت في زيادة حالة التنافس الدولي على الإقليم لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية ومادية وأمنية، واستدراج طرف أو أطراف في المنطقة لإضعاف مكانته وإخراجه من المعادلة السياسية الإقليمية.
صراع غير مسبوق
وأوضح النحاس، أن التدخلات الدولية لو استمرت قد تُنذر بحالة صراع غير مسبوقة وتنافس غير مُتزن على حساب المنطقة العربية ومصالحها الاستراتيجية، والسيطرة الكاملة على المقدرات والموارد التي تضمها أراضي المنطقة العربية الممتدة من أقصى الشرق وحتى أقصى الغرب.
واستكمل: المنطقة العربية وبلدان الشرق الأوسط لها مكانة استراتيجية في السياسة الدولية على جميع المستويات وفي كل المجالات، بجانب المكانة التاريخية التي خلدتها هذه المنطقة في تاريخ البشرية على المستويات الحضارية والثقافية والعلمية والإنسانية.
وأضاف: هناك أيضًا مكانة سياسية للمنطقة على مدى تاريخها الممتد نتيجة للتعددية العرقية والثقافية والحضارية والتنافس والأطماع الاستعمارية والصراعات الدولية المركبة، مردفا: نحن أمام منطقة جغرافية تجاوزت في أثرها السياسي والاقتصادي والأمني حدودها الجغرافية لتؤثر في السياسة الدولية على جميع المستويات.
واختتم: على الجميع الوعي والإدراك لحماية المنطقة كاملة، وتعزيز مكانتها الدولية وليس العكس.