رئيس التحرير
عصام كامل

4 سيناريوهات لمواجهة متحور أوميكرون.. وتحذيرات من العودة لنقطة الصفر

متحور أوميكرون
متحور أوميكرون

رعب عالمى من متحور فيروس كورونا الجديد الذى أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية اسم "أوميكرون"، وصنفته بأنه شديد العدوى، إلا أنه لم يتحدد بعد مدى خطورة الفيروس، وما إذا كان يسبب وفيات كثيرة أم لا، وما زال الأمر قيد الدراسة، والمؤكد أن تحورات الفيروس توضح بما لا يدع مجالا للشك أن نهاية وباء كورونا لم تعد وشيكة.

يذكر أن فيروس كورونا تعرض إلى مئات التحورات منذ ظهوره فى عام ٢٠١٩، وكانت المتحورات الأكثر شهرة والتى صنفتها منظمة الصحة العالمية بأنها مثيرة للقلق متحور «بيتا» الذى ظهر من قبل فى جنوب أفريقيا، و«ألفا» الذى ظهر فى بريطانيا، و«جاما» الذى ظهر فى البرازيل، ومتحور «دلتا ودلتا بلس» فى الهند.

ويعد «أوميكرون» المتحور السادس الذى يشكل خطورة، وقد نتج عن إصابة أشخاص بكورونا لديهم مناعة ضعيفة ما تسبب فى تحور الفيروس.

وبالطبع، فإن ظهور هذا المتحور يفرض سيناريوهات متعددة متوقع حدوثها، خاصة مع الخوف من العودة إلى نقطة الصفر من جديد وضياع جهود مكافحة الفيروس على مدار العام الحالي٢٠٢١، والتى بدأت بتلقيح ملايين المواطنين ضد الفيروس لتحقيق مناعة جماعية ضده.

سيناريوهات متوقعة

وكشفت مصادر ذات صلة بمنظمة الصحة العالمية لـ"فيتو" أن هناك عددا من السيناريوهات المتوقعة فى حالة انتشار المتحور «أوميكرون» وثبات خطورته وعدم فاعلية اللقاحات المتاحة ضده منها عودة الدول إلى الإغلاق مرة أخرى لوقف انتشار الفيروس.

أما السيناريو الثانى فهو مسارعة شركات إنتاج اللقاحات فى ابتكار تطعيمات تناسب المتحور الجديد، وقد يستغرق الأمر عدة شهور قد تصل إلى منتصف ٢٠٢٢ فى حالة إعلان منظمة الصحة العالمية أن اللقاحات الحالية غير فعالة مع المتحور الجديد، حيث أكدت أنها سوف تحسم الأمر خلال أسبوعين على الأقل بعد دراسة تأثير جميع أنواع اللقاحات على المتحور «أوميكرون».

أما ثالث السيناريوهات -وفقا للمصادر- فهو ظهور موجات جديدة من فيروس كورونا وكثرة أعداد الإصابات، والسيناريو الرابع هو استمرار تحورات الفيروس مع عدم تطبيق إجراءات الحماية وعدم التوسع فى تغطية جميع السكان بالتطعيمات.

طوارىء الصحة

وفى مصر رفعت وزارة الصحة حالة الطوارئ تحسبا لدخول المتحور الجديد، وخوفا من أن يسبب تزايدًا فى أعداد الإصابات فى ظل عدم التعرف على مدى خطورته حتى الآن.

وكشف مصدر مسئول بوزارة الصحة أن الوزارة اتخذت عدة إجراءات منها التعاون بين اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالى ولجنة مكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة والتوسع فى عدد عينات المسحات التى يتم سحبها من المواطنين الذين يجرون مسحة الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا فى جميع المستشفيات والمعامل وتتبع ما إذا حدث أي تحور فى الفيروس أم لا فى كل المحافظات، وكذلك إجراء تحليل الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا والتسلسل الجينى للفيروس لجميع القادمين ترانزيت من جنوب أفريقيا.

وشددت وزارة الصحة الرقابة على منافذ الدخول البرية والجوية والموانئ واستكمال منظومة التطعيمات لاستهداف تطعيم ٦٠ مليون مواطن بنهاية ٢٠٢١ بعد أن تم تطعيم أكثر من ٤٠ مليون مواطن حتى الآن منذ بدء منظومة التطعيمات ضد فيروس كورونا.

من جانبه، قال الدكتور أمجد الحداد، استشارى أمراض المناعة، إن المتحور الجديد لفيروس كورونا «أوميكرون» صنفته منظمة الصحة العالمية أنه متحور مثير للقلق، واعتبرته شديد العدوى، وما زالت تدرس إذا ما كان مقاومًا للقاحات المضادة للفيروسات أم لا.

انتشار العدوى

وأوضح لـ"فيتو" أن المتحور الجديد أكثر عدوى من غيره، بالإضافة إلى أن التحور حدث على البروتين الجينى للفيروس، ويمكن أن يتسبب ذلك فى حدوث هروب مناعى، أي يكون المتحور مقاومًا للقاحات، إلا أن ذلك غير مؤكد، وما زال الأمر تحت الدراسة ولم يحسم بعد، منوها بأن اللقاح بعد حقنه يكوِّن أجسامًا مضادة فى الجسم تمسك الشوكة البروتينية للفيروس للقضاء عليه، ولكن فى المتحور الجديد لا يستطيع اللقاح التعرف على الفيروس، ويهرب منه متخوفا من حدوث ذلك.

وأضاف أن تحورات الفيروس متعددة، إلا أنها غير مثيرة للقلق وجميعها غير مؤثرة وضعيفة، وأثبتت اللقاحات فاعلية ضدها، بينما أكثرهم انتشارا وعدوى هو متحور دلتا بلس ومتحور أوميكرون، مشيرا إلى أن التحور يسبب زيادة قدرة الفيروس على الانتشار والعدوى وليس الحدة فى المرض أو ظهور الأعراض الجديدة.

وكشف الحداد أن السبب الرئيسى فى التحورات للفيروس هى بطء التطعيمات فى أي مكان، منها على سبيل المثال دول أفريقيا، وتسبب ذلك فى انتشار الفيروس وتحوره، حيث يزيد التحور فى مناطق ضعيفة المناعة مثلما حدث فى متحور دلتا الذى ظهر فى الهند حينها بسبب انخفاض معدلات التطعيم بجانب عدم تطبيق الإجراءات الاحترازية، وتزيد نسب الانتشار، مردفا: نتمنى ألا يكون المتحور مقاوما للتطعيمات حتى لا نعود لنقطة الصفر من جديد.

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية