كيف يمكن تجديد الفكر الديني دون العبث بالشريعة؟
مع صباح كل يوم، تنطلق دعوات مختلفة لتجديد الفكر الديني، حماية للأجيال الجديدة من شباك التيارات المتطرفة، التي تفسر الدين وقواعده وأصوله على أسس الكراهية، ودون استيعاب المتغيرات التي تتسارع من حولنا وتلزم الأمة بمسايرة ركب التطور حتى لا تبقى في مكانها ويتجاوزها الزمن.
مفهوم تجديد الفكر الديني
يقول أسامة يماني الكاتب والباحث، أن مفهوم تجديد الفكر الديني يتداخل مع مفهوم التغريب، وهو النقل الفكري من الغرب، لافتا إلى أن حركة الإصلاح الديني والتجديد التي ظهرت مع مطلع العصور العربية الحديثة على يد جمال الدين الأفغاني ومن جاء بعده، من أمثال محمد عبده وعبدالرحمن الكواكبي وشهاب الدين محمود ومحمود شكري لم ينتجوا علومًا جديدة ولا واقعًا جديدًا، بل بحثوا عن المختلف في عصور الشقاق التي ضربت الأمة بعد مقتل الصحابي عثمان رضي الله عنه.
وأضاف: لهذا نحن في أمس الحاجة لإعمال الفكر والنقد، فالمشكلة تكمن في بعض التراث وليس الشريعة، مردفا: التراث منذ نشأته ارتكز على النقل والقياس والرواية والفرقة.
الدين وتوحيد الأمة
تابع: الدين يوحد ويقرب قال تعالى: وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَٰنًا.
وأوضح يماني أن أصحاب الفكر المتشدد لا يروق لهم أعمال الفكر والخروج على القواعد والأصول الفقهية، ويرون وجوب الاجتهاد المبني على القياس متى توفرت العلة، فمفهوم النص لديهم قائم على التفاسير والنقل وليس على العقل والغاية والمصلحة.
وأشار الباحث إلى ضرورة تولي رابطة العالم الإسلامي دعوة المفكرين والفلاسفة العرب والمسلمين إلى حوار لافتا إلى أن اهمية اجتماع الوزارة المعنية بالشؤون الإسلامية في المنطقة والجامعات التي تدرس العلوم الإسلامية لإيجاد صيغة جديدة تناسب العصر الذي نعيشه.
والتراث الإسلامي، مصطلح شامل يتسع لكل ما له علاقة بالإسلام من نصوص القرآن والسنة النبوية، واجتهادات العلماء السابقين في فهم هذه النصوص وتطبيقها على الواقع، وتاريخيا حدث خلاف كبير حول ما إذا كان هذا التراث دينا مقدسا يجب الالتزام به، أو نصوصا واجتهادات مرتبطة بأزمانها وأماكنها الغابرة، تعامل على أنها تاريخ ينقل لنا تجربة بشرية قابلة للنقد والنقض والتعديل والتطوير بما يتناسب مع الزمان والمكان والظروف الخاصة بكل عصر.