رئيس التحرير
عصام كامل

اللهم لا شماتة؟؟


إقالة الدكتور محمد مرسى أو استقالته لا تدعونا إلى الشماتة.. فكم تمنينا أن ينجح الرجل فى مهمته.. وأن يكون فعلاً وقولاً قائداً وزعيماً.. ولكنه هو من كان سبباً فى إخفاقاته.. ليس وحده وإنما معه بطانته وحوارييه.. انتظرناه أن يكون رئيساً لجموع المصريين.. فإذا به ينصب نفسه زعيماً لعشيرته.. ونقض كل الوعود والعهود التى قطعها على نفسه فى ميدان التحرير..



ترك الحبل على الغارب لذوى القربى لينهشوا فى لحوم البشر.. لم يفرقوا بين عدو وصديق .. فى أول لحظة تخلوا عما كانوا لهم سنداً وعوناً.. ولم يتركوهم فى حالهم.. بل نعتوهم بأحط الألفاظ ورموهم بكل الموبقات ما ظهر منها وما بطن..

حزب النور وقد كان قريباً منهم قدم لهم النصيحة تلو النصيحة.. إلا أن آذانهم كانت صماء.. وقلوبهم كانت غلفا.. لم يفرقوا بين ماضيهم.. وبين كونهم فى سدة الحكم.. فالشك دائماً قرين لهم.. أنت متهم وإن كنت بريئا براءة الذئب من دم ابن يعقوب..  

الجميع فى رأيهم فلول..  فى خطابه الأخير أطلق العنان لزبانيته أن تخلصوا من كل ما تريدون.. هكذا دون إحم أو دستور.. إنها شريعة الغاب.. بل شريعة الواق واق .. الذى جنى على الدكتور محمد مرسى هم أهله وعشيرته الأقربون..

المصريون تمنوا من قلوبهم أن يكون أخا للكبير وأباً للصغير.. إلا أنهم فوجئوا بانسلاخه عنهم.. همومه ليست كهمومهم وآماله ليست كآمالهم.. منذ وطأت قدماه قصر الاتحادية.. رسخ لمفهوم التمكين.. فقسم البلاد وأثار الفرقة وأيقظ الفتنة.. وأطاح بالشرفاء..

الذى أوقع الدكتور محمد مرسى فى شر أعماله أنه استعان بأهل الثقة.. لا أهل الكفاءة.. وعلى هذا المنوال كانت خطتهم فى كل الوزارات والهيئات والمؤسسات.. ففرغوها عن مضمونها..  جاءوا بالنطيحة والمتردية وما أكل السبع.. إنهم يفتقدون الخبرة.. ويفتقدون التعامل مع الناس..  سوف تكون تجربة حكم الإخوان فى مصر مادة دسمة للدراسة.. وستنعكس آثارها السلبية.. على كل ثورات الربيع العربى..  فقد قدموا ويا للأسف النموذج السيئ للإسلام السمح .. الذى لا يعرف الإقصاء.. وفى كل الأحوال اللهم لا شماتة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله. 

الجريدة الرسمية