مقترحات النواب لحل أزمة الانتحار بحبة الغلة.. أبرزها وضع ضوابط لاستيرادها
سادت حالة من الرعب داخل الأسر الريفية بسبب حوادث الانتحار التي تكررت خلال الفترة الأخيرة عن طريق تناوب حبة الغلة السامة وطالب البعض بوقف استيرادها وتدخل عدد من النواب على خط الأزمة لحل هذه المشكلة.
ورفض النائب هشام الحصري، رئيس لجنة الزراعة والرى فى مجلس النواب، مطالبات البعض بمنع استيراد حبة الغلة وقال: إن حبة الغلة التي يثار حولها مشكلات عبارة عن أقراص موجودة فى كل دول العالم، وليس لها بديل حاليا لـتخزين الحبوب وخصوصا القمح، وبالتالى المطالبات بمنع استيرادها أمر ليس له مبرر منطقى بزعم أنها السبب فى وفاة العشرات أو المئات لأن الانتحار من الممكن أن يحدث بأي وسيلة أخرى، مضيفا: أى حاجة تستخدم فى غير غرضها المعدة له من الطبيعى أن يكون لها آثار سلبية، فسم الفئران مثلا يمكن أن يقتل أيضا، وكذلك الأدوية يمكن أن تُميت إذا تم تناولها بكميات.
وأضاف: إننا في الطريق لوضع ضوابط للاستخدام بالإضافة إلى أن هناك دراسات لتحويلها من أقراص إلى غازية من خلال التنسيق بين لجنة المبيدات بوزارة الزراعة خاصة وأن محصول القمح محصول استراتيجى نحتاج لـ 12 مليون طن سنويا منه ونستورد معظمة وبالتالى لابد من حفظه لفترات طويلة دون تلف.
وتابع: لجنة الزراعة بمجلس النواب قررت وضع ضوابط لتداول هذه الحبة ابتداء من استيرادها والرقابة على محال المبيدات والبقالة التى تقوم ببيعها دون رقيب بحيث تكون فى الأماكن المصرح ببيعها فيها فقط، لافتا إلى أن هناك شركات تخزين وبنوك تنمية تستورد قمح وتخزنه وتستخدم حبة الغلة والتى تدخل كمياتها بموافقات إستيرادية ولجان.
وقالت الدكتورة إيناس عبد الحليم، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب إن المخاوف من عدم وجود ضوابط للحصول على حبة الغلة له مبررة خاصة في ظل لجوء البعض للانتحار عن طريق استخدام هذه الحبة التى تستخدم لحفظ الغلال، مشيرة إلى أن التسمم بهذه الحبة يحدث إما مباشرة سواء من خلال تناول متعمد، أو غير مباشر من خلال استنشاق عرضي لغاز الفوسفين المنطلق من الحبة.
وأضافت: "هذا الغاز يتفاعل بشدة وبسرعة مع محتوى المعدة الحمضى حال ابتلاعه، لكونه غازًا شديد السمية يتسبب فى حدوث تسمم حاد، يصيب جميع أجهزة الجسم مثل القلب والكبد والكلى، وتختلف أعراضه السريرية تبعا للجرعة والمسار ومدة التعرض، وتبدأ على الفور فى الجهاز الهضمى بحالة قيء مستمر وإسهال حاد، كما يحدث فشلًا فى عضلة القلب وانهيارًا للأوعية الدموية، وتظهر كذلك أعراض سمية الجهاز التنفسى بحدوث ضيق شديد فى التنفس
وتابعت: لابد أن تكون هناك ضوابط لاستيرادها ولا تسلم إلا عن طريق الجمعيات الزراعية ويتم وضع شروط لمَن تصرف له هذه الحبة ولا يتم تداولها إلا وفقًا لضوابط واشتراطات خاصة وأن تزايد حالات الوفيات بسببها فى عدد من المحافظات يستوجب على الحكومة سرعة التحرك لاتخاذ قرار عاجل يحظر تداول هذه الحبة، أو وضع ضوابط صارمة لبيعها، بتدوين اسم المشترى ورقمه القومى، ومنع بيعها لصغار السن والشباب، وأن يتم بيعها للكبار".
وطالبت بضرورة تحديد عقوبات رادعة لمن يقوم بالاتجار في حبة الغلة خارج هذه الضوابط لأنه يترتب عليها حوادث تسمم وانتحار.
يذكر أن النائبة آية مدنى عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تقدمت بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الزراعة بشأن سهولة تداول حبة الغلة السامة في مصر واستخدامها الخاطئ.