في يوم النوبة العالمي.. تحية للأم النوبية
وسط الأحداث المتصاعدة، والتشكيك في وطنية البعض، اليوم وفي ذلك الجزء الجنوبي ذي السُمرة المخلوطة بخيوط الشمس الذهبية والذي لا يتجزأ عن أرض الكنانة يحتفل المنتمين لتلك البقعة باليوم النوبي العالمي، سواء كانوا داخلها أو خارج البلاد، مؤكدين انتماء المصري الأصيل لبلاده، وتمثيله لثقافتها وحضارتها بين دول العالم.
واليوم يود "بيت العز" رد الجميل للأم النوبية، أو كما يطلق عليها أهل النوبة "آن نين"، خير سفير وقاضٍ لأجيال ظلت محتفظة بثقافة الأرض السمراء الغنية بالجمال من كل نوع، تسمع عنها لتستشعر معنى الأمومة الصافية التي لم تغيره السنوات ولا الملوثات البيئية أو السياسية، بل زادت في أصالتها وتماسك أسرتها.
تعالوا نستشعر كل معانى الدفء الأسرى من خلال تلك الأيدى السمراء وتلك العيون الدافئة، حينما تربت على كتفى أبنائها في الصباح لتوقظهم من نومهم بهدوء، لتناولهم وجبة فطور شهية يذهبون بعدها للمدرسة لتلقى الدروس، فالنوبة لا تفرق في التعليم بين بنت وولد، فهو سلاح لابد وأن يتسلح به الجنسين.
وعلى الضفة الثانية من نهر النيل الخالد بزرقته التي تبدو غريبة عنا - نحن القاهريين، تجد أيضا تلك السيدة تنزل في الصباح الباكر على رزق أسرتها، نعم فمن العجيب أن المرأة النوبية متحملة المسئولية منذ الصغر وحتى الكبر، تعمل منذ الصباح وتعود لمنزلها لتعد طعام الغداء للزوج والأبناء.
وفى المساء تحلو الحكايات والسمر في حضن الأم أو الجده، لتذكر تلك التماسيح التي كانت ولا تزال صديقة النوبي، ومغامرات نهر النيل الذي ذهب بأمانى الصغار، وعاد بأحلام وأمنيات ومستقبل ملؤه الصبر والإصرار على تحدى المستحيل، اعتمادًا على أسلحة الإيمان والصدق والأمانة والإصرار.