شتات فى كل بقاع الأرض.. 2021 عام حزين لـ«الإخوان» والانشقاقات تكشف عورتهم الأخيرة
عاشت جماعة الإخوان الإرهابية واحدا من أسوأ أعوامها على مدار تاريخها، ولأول مرة في الجيل الحالي يجرى اختبار القيادات التاريخية بقسوة ومعرفة مدى ولائهم للقيم الإخوانية، التي طالما نادوا بها، واتخذوا منها سلاحا في محاربة جيل الشباب الذي حاول إقصائهم عن المشهد عام 2014 بعد أن اتهمهم بالفشل والضعف في إدارة حكم البلاد، والتخبط في إدارة الصراع مع الدولة المصرية الأمر الذي أنتهى بالتنظيم على لائحة الإرهاب بأغلب دول المنطقة.
صراعات الإخوان
وفشل الكبار في الاختبار وأثبتوا أن التنظيم ليس ربانيا كما، بل أنصاره وقادته بشر طبيعيون لديهم شهواتهم ومصالحهم التي يتقاتلون عليها، وتحت رايتها يتحدون أو يتقاتلون.
وخلال الأشهر الماضية تفجرت صراعات كبرى أظهرت على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
مصادر تمويل الجماعة
وتحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية، ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعًا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرًّا حتى الآن لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وما زال الموقف معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.
حياة الشتات
لم تكن أزمة الصراعات بين الكبار هي الوحيدة التي تهدد التنظيم بالفناء هذا العام، بل الكثير من الأحداث المفصلية، على رأسها تغير السياسات القطرية والتركية تجاه محور الاعتدال العربي بقيادة مصر والسعودية والإمارات.
مع الاتفاق على المصالحة، اتجهت قطر مباشرة إلى تقليل حدة الخلاف، وأصبحت تتجاهل قضايا الإخوان بشكل واضح، مقابل التركز على ضبط علاقاتها مع مصر وباقي بلدان المنطقة.
في الوقت نفسه ضربت تركيا الإخوان في مقتل، وشفرت للجماعة أهم برامجها التحريضية التي كانت طوال السنوات الماضية، أهم منابرها المناكفة للدولة المصرية من الخارج.
لم تكتف تركيا بذلك بل أصبحت تسعى بقوة لإصلاح علاقاتها مع بلدان المنطقة، في الوقت الذي تراقب بمنتهى الحسم خطاب قنوات الإخوان التي تبث من على أراضيها.
التوجه التركي ضد الجماعة أجبر التنظيم على إنهاء تواجد أكبر قياداته ونقل أنشطتهم خارج تركيا، وهو نفس المسار الذي يتبعه الآن القيادات الوسيطة والأفراد العاديين، الذي قدموا طلبات لجوء لمختلف بلدان العالم، ليكتب العام نهاية شوكة الإخوان، ويتركهم على قارعة الطريق ينتظرون اللحظة الفارقة.