بسبب سفرية مشبوهة.. سامية جمال تشعل الحرب بين الملك فاروق ووزير داخليته
في مثل هذا اليوم عام 1950 وافق مجلس النواب على قانون أنباء القصر الملكى والأسرة الملكية، جاء ذلك بعد اجتماع مجلس البلاط الملكى المصرى لبحث تبعات قضية البرنسيسة فتحية وزواجها من رياض غالى المختلف عنها دينيا واجتماعيا، حيث توصل المجلس إلى قرار بقانون لمنع تداول أخبار أي من أفراد الأسرة المالكة صحفيا بأى وسيلة كانت وعرض قرار مجلس البلاط على مجلس النواب لإقراره، وبعدها طار الملك فاروق إلى أوروبا ليريح أعصابه متنكرا باسم فؤاد باشا المصري.
وأصدر مجلس النواب القانون إلا أن ذلك لم يحل بين الصحف المصرية وبين نشر أنباء تلك الرحلة الغريبة التي طلب فيها الراقصة سامية جمال لتلحقه إلى حيث هو مسافر للترفيه عنه.
ليالى فاروق
وكما يحكى الكاتب الصحفى مصطفى أمين في كتابه "ليالي فاروق" عن علاقة غامضة تربط بين سامية جمال وملك مصر الذى تخلى عن الراقصة تحية كاريوكا الراقصة الأولى للقصر من أجل أن يضم سامية جمال الى حاشيته عندا في غريمه المطرب فريد الأطرش الذى كان يحظى بعدد كبير من المعجبات مما أثار الغيرة عند الملك المشهور عنه حب التملك، وقبلت سامية جمال ذلك ردا على إهانة فريد الأطرش لها برفضه الزواج منها بحجة أنه أمير وإنها هي من الفلاحين الفقراء.
وبدا إعجاب الملك بالراقصة حين شاهدها ترقص في الأوبرج، ودعاها فاروق للرقص أمامه وحده فى القصر عن طريق رئيس الديوان أحمد حسنين ووافقت سامية جمال، وذاع الخبر فى الصحف حتى أطلقت عليها الصحف لقب راقصة القصر.
علاقة الملك بسامية جمال
وتابع مصطفى أمين: وبعد أزمة زواج فتحية شقيقة الملك، وصدر قانون أنباء القصر الذى يحرم على الصحف تناول أخبار الأسرة المالكة، سافر إلى فرنسا للترفيه، ولم يتحمل الملك فاروق تواجده في مدينة دوفيل الفرنسية وحيدا بدون راقصة مصر الأولى التي كانت ملازمة له قبل هذا السفر يوميا سواء في القصر أو في الأوبرج.
منع سفر سامية جمال
لم يتردد الملك السابق في إرسال طلب رسمي أن تسافر إليه فورا راقصته المحببة سامية جمال.. إلا أن وزير الداخلية المصري في ذلك الوقت فؤاد سراج الدين رفض منح سامية جمال تأشيرة السفر إلى الخارج رغم توسط رجال القصر والحاشية خوفا من غضب الملك عليهم.
وعندما سمع فاروق برأى وزير الداخلية ورفضه هذا الأمر حتى رفع سماعة التليفون وطلب فؤاد سراج الدين وهدده، لكن أصر وزير الداخلية ورفض الانصياع لرغبات الملك المتهورة ورد عليه بأنه برفضه يحمى سمعة القصر والحكم فيما لو سافرت راقصة إلى ملك البلاد خارج مصر بعيدا عن العيون لترفه عنه وتحيى لياليه.
الغريب أن ما حدث ولم يتوقعه وزير الداخلية فؤاد سراج الدين أن الراقصة سامية جمال لجأت إلى القضاء المستعجل وأقامت دعوى قضائية ضد تعسف وزير الداخلية ورفضه سفرها وحرمانها من حقها الدستوري واعتدائه على حريتها الشخصية، فحكمت لها المحكمة بالسفر إلى دوفيل للقاء الملك.