ذكرى ميلاد قاسم أمين.. محرر المرأة الذي وصفوا مؤلفاته بـ"الانحلال"
فقيه مصري إسلامي حديث ساهم في الحركة الوطنية في مصر وكان ممن دعوا إلى إنشاء الجامعة المصرية، كان قاسم أمين هو أول رجل ينادي بتحرير المرأة في مصر والثورة على الجهل والظلم الذي يمارس ضدها، فكان يرى أن المرأة هي أساس المجتمع وأن الاهتمام بتربية النساء هي أساس هي أساس إقامة مجتمع صالح يضم أجيالا صالحة من البنين والبنات، فعمل على العمل على الدعوة لتحرير المرأة المسلمة، فأصدر الكتب وكتب المقالات التي قوبلت بالهجوم الشديد واتهامه بالدعوة إلى الانحلال.
في مثل هذا اليوم الأول من ديسمبر عام 1863 ولد رائد تحرير المرأة قاسم أمين لأسرة أرستقراطية، فوالده كان قائدا لجيش الخديو إسماعيل، تخرج من مدرسة الحقوق وسافر في بعثة للدراسة بجامعة مونبلييه بفرنسا، ومن هنا تأثر بأساليب الحياة الغربية خاصة في معاملة المرأة التي يعتبرها العمود الفقرى لأى شعب من الشعوب.
الاصلاح الاجتماعى
واهتم قاسم أمين منذ بداياته بالإصلاح الاجتماعي وانتقد في كتاباته الحجاب والزواج المبكر وعدم تعليم الفتاة، وكان مبدأه في دعوته: إذا لم يتم تحديث المصريين وفقا للخطوط الأوروبية، وإذا لم يتمكنوا من التنافس بنجاح في النضال من أجل البقاء فسيتم القضاء عليهم، كما أن رفع شأن مكانة المرأة في المجتمع من شأنه تحسين أحوال الأمة بشكل كبير.
أصدر قاسم أمين كتاب "أسباب ونتائج وأخلاق ومواعظ"، ومر هذا الكتاب مرور الكرام، ولكن بدأ الصراخ وأصابع الاتهامات تتجه نحو قاسم أمين بعد إصداره كتاب "تحرير المرأة" عام 1899.
موافقة الشيخ محمد عبده
الكتاب صدر بدعم وتأييد من الشيخ محمد عبده والزعيم سعد زغلول واستاذ الجيل أحمد لطفي السيد، وترجمه إلى الإنجليزية ونشره في الهند، وناقش في الكتاب حجاب المرأة، مشيرا إلى أن التخلي عنه ليس خروجا على الدين وليس سفورا، واستنكر عدم خروج الفتاة للتعليم ووجه الدعوات الصريحة للمرأة للتحرر والخروج للعمل وللشارع، والاطلاع على شئون الحياة مثل الرجال.
هجوم صحفى
وكان هذا الكتاب بداية سيل من الاتهامات والهجوم على قاسم أمين، وكان من أشهر من هاجموه الزعيم الوطني مصطفى كامل ورجل الاقتصاد طلعت حرب.
سعد زغلول مؤيدا
ولكن قاسم أمين لم يلتفت لكل هذا الهجوم، ولم يتراجع عن مبادئه بل استمر في الدفاع عن أفكاره، وفي عام 1901 أصدر كتابا جديدا بعنوان "المرأة الجديد"، أكد فيه على الأفكار ذاتها التي جاءت بكتاب "تحرير المرأة"، وأهدى الكتاب لصديقه وداعمه الزعيم سعد زغلول ليرحل عام 1908.