عاصر 3 رؤساء وصوته ملأ الدنيا.. لمحات من حياة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد
في مثل هذا اليوم 30 نوفمبر 1988 رحل القارئ الشيخ صاحب الحنجرة الذهبية الذى لقب بصوت مكة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.
ولد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عام 1927 بقرية المراعزة مركز أرمنت بمحافظة قنا ونشأ وتربى فى عائلة تهتم بالقرآن الكريم حفظًا وتجويدًا،، حفظ القرآن الكريم وهو فى العاشرة،وتم اعتماده بالإذاعة عام ١٩٥١ بعد أن استمع إليه أحد المذيعين وهو يقرأ فى رمضان بمسجد السيدة زينب وقدمه الى المسئولين فى الإذاعة، وكانت أول تلاوة للشيخ عبد الباسط من سورة فاطر ليبدأ عصرا جديدا من الإبداع والشهرة.
اشتهر بالصعيد حيث بدأ قراءة القرآن وهو في السابعة عشر من عمره، وكان العمد والأعيان يدعونه للتلاوة في المندرة وسط جموع المسلمين بالكفور والعزب والنجوع حتى ذاع صيته بالصعيد وأصبح إمام القراء إذا بدأ التلاوة انفصل عمن حوله في الدنيا في عالم سماوي.
صوت مكة
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد هو القارئ الوحيد الذى سمح له بالقراءة عند الكعبة الشريفة في المسجد الحرام فقرأ قصار السور وأدهش ضيوف الرحمن بحلاوة الصوت السماوى وروحانيات التلاوة ومن هنا سمي بصوت مكة.
عرف الشيخ عبد الباسط بالوسطية في أفكاره وتعاملاته فلم يكن متزمتا في الدين، وكان في شبابه يستمع إلى أسطوانات لأم كلثوم وسعاد محمد وفيروز ويحب الموسيقى.
عين قارئًا لمسجد الإمام الشافعى سنة 1952 ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفًا للشيخ محمود على البنا، ترك للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984.
تماثيل من الجبس
في علم 1954 واجه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد العديد من المطاردات النسائية في كل رحلة كان يقوم بها خارج البلاد انبهارا وعشقا لصوته، والتي كانت تلاحقه أينما ذهب وأينما تواجد للقراءة حتى أنه دعى للقراءة يوما في المسجد الأموى بسوريا وبعد قراءة ساعة كاملة لم يستطع الخروج من المسجد من شدة الزحام ومكث ساعتين حتى تمكن الأمن من تأمين خروجه. وخصوصا بعدما ذاع شهرته بـ"مارلون براندو" مصر، وجاء سبب تسميته براندو مصر ـ كما نشرت مجلة الجيل عام 1955 ـ بعدما غمرت شوارع القاهرة تماثيل صغيرة من الجبس ينادى أصحابها عليها: الشيخ عبد الصمد براندو بقرش.. معبود الستات بقرش.. ونفذت التماثيل بسرعة من السوق ولم يستطع الشيخ الجليل الحصول على واحد لنفسه.
تكريم رئاسى
عاصر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رؤساء مصر الثلاث عبد الناصر والسادات ومبارك، وكانت علاقته بهم طيبة وكانوا يوجهون له الدعوة في الكثير من الحفلات والافتتاحات وكان شاهدًا على حادث المنصة الذي اغتيل فيه الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
أوسمة ونياشين
نال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد العديد من الاوسمة والنياشين منها وسام الكفاءة الفكرية من الملك محمد الخامس ملك المغرب الذي كان يستقبله في المغرب مرتين كل عام خاصة في رمضان، كما حصل على وسام رئيس وزراء سوريا ووسام الاستحقاق من اندونيسيا ووسام الإذاعة المصرية عام 1984 ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1987 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بعد حيله كما منحه الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وسام فلسطين سنة رحيله.