لماذا لا يرتاح السلف لمنهج الإخوان وأفكارهم عن الدين؟
لا يرتاح السلف أبدا لجماعة الإخوان الإرهابية، منذ سنوات طويلة وتدور بينهم حروب تكسير عظام، ومناظرات فكرية وأخلاقية وعقائدية، يعرف السلفيون أن الإخوان لديهم عقلية ترجع المصالح وتنحاز لها وتفسر الشريعة على أساسها، فما يتفق معها ومع مصالحها الحالية والمستقبلية من صلب الشرع والعكس.
بينما يركز السلف على العقيدة سواء اتفق معهم البعض أو اختلف، رؤيتهم للحياة والسياسة والأمور الاجتماعية تتوقف على ميزان الشريعة والعقيدة، فما يتفق معها ـ من منظور سلفي ـ يوافقون عليه والعكس، مما يؤدي إلى تأزم الموقف كثيرا مع الإخوان وخاصة للسلفيين الذين أبعدوا أنفسهم عن عبائتها واختاروا الاستقلال عنها.
إهمال الإخوان للعقيدة
محمد بن عمر بازمول، الداعية السلفي، يرفض منهج جماعة الإخوان منتقدا ما أسماه إهمالها الأموار العقائدية، والتركيز على السياسة، وادعائها العمل لصالح الدين وشريعته.
وقال: الإخوان تتلخص عقائدهم في التالي: هم على طريقة المعتزلة في التعامل مع الحاكم، إذا كان من غيرهم. هدفهم كما صرح مرشدهم مهدي عاكف إثارة المواطن لمواجهة الحاكم، والتحريض على الحاكم من طريقة الخوارج.
وتابع: لا مبدأ لديهم فهم يهتمون بالتجميع والتشكيل مع من ينتمي إليهم حتى ولو كان نصرانيا أو شيعيا اثنى عشريا، ومتلونون يتشكلون مع المكان الذي يكونون فيه، فيقعون في التناقض، مردفا: في الأول كانوا يرفعون شعار الإسلام هو الحل، ثم رفعوا شعار الديمقراطية هي الحل.
وأوضح بازمول أن الإخوان ينفذون البرجماتية بصدق، فهم يتحركون حيث منفعتهم المادية لا يراعون الدين ولا أحكام الشرع، ويهدفون إلى الوصول إلى الحكم، باسم الدين، ولما وصلوا رموا الدين وراء ظهورهم.
وأضاف: يحققون أجندة اجنبية، فهم كما قال أحمد شاكر منذ نشأتهم: يتلقون مساعدات من اليهود والشيوعيين ويبايعون على الإلزام باتباع مباديء الحزب، ويفهمون الدين من خلال ما يسمى بالمباديء العشرين التي وضعها لهم حسن البنا.
اختتم بازمول: "الإخوان ثبت انتساب بعض مرشديهم إلى الماسونية العالمية"، مشددا على أن كل هذه الشواهد تجعلهم أصحاب غرض وليس دعوة وشريعة، على حد قوله.
صراع جبهات الإخوان
وكانت الأيام الماضية شهدت صراعًا داميًا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
مصادر تمويل الجماعة
وعلى جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية.
ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعًا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرًّا حتى الآن.
لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وما زال الموقف معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.
