الدول الغنية السبب.. كيف انتشر متحور فيروس كورونا الجديد أوميكرون
ذكرت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية أن السبب الدقيق وراء كيفية ظهور متحور فيروس كورونا الجديد، ”أوميكرون“، لا يزال أمرا غامضا، حيث يعتقد العلماء أنه مثل متحور ”بيتا“ الذي ظهر أيضا في جنوب أفريقيا في عام 2020، ولكن التفسير الأكثر منطقية هو أن الفيروس كان قادرا على النمو والتطور بشكل مطرد في جسم شخص يعاني من نقص المناعة.
متحور أوميكرون
وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما كان العديد من علماء الفيروسات يتوقعون أن يكون المتحور الرئيسي التالي لفيروس كورونا امتدادا لـ“دلتا“، فإن ”أوميكرون“ غير مرتبط تماما وبدلًا من ذلك، فهو يجمع بين بعض الطفرات الأكثر إشكالية“، ألفا“ و“بيتا“ و“جاما“ و“دلتا“، جنبا إلى جنب مع بعض الطفرات المكتسبة حديثا
وقالت إنه ليس تطورا في ”دلتا“ كما توقع البعض، ولكنه شيء جديد يعتمد على الطفرات التي شوهدت من قبل مختلطة جميعا في فيروس واحد، مؤكدة أنه دون اتخاذ إجراءات دولية متضافرة الآن، فإن المتحور الجديد سيحصد مزيدًا من الأرواح.
وأضافت ”الجارديان“ في تحليل لها: ”يرى العلماء أن حظر السفر سيساعد في إبطاء انتشار متحور أوميكرون، لكن إيقافه في مساره يكاد يكون مستحيلا.. في غضون ذلك، يحاول مصنعو اللقاحات والعلماء معرفة مدى قدرة أوميكرون على إضعاف الحماية التي توفرها اللقاحات المتوفرة حاليًا، وذلك لأن معظم الحالات المكتشفة حتي الآن ثبت أنهم قد تلقوا جرعتين علي الأقل من اللقاحات“.
وتابعت: ”بالنسبة للدول الغنية، مثل المملكة المتحدة، والتي بدأت بالفعل في إعطاء جرعة معززة للأفراد الضعفاء من السكان، قد يكون تأثير أوميكرون أقل حدة، حيث يقول الخبراء إنه في حين أن المتغير قد يكون قادرًا على التهرب من بعض الأجسام المضادة من اللقاحات، إلا أن جميع اللقاحات المتاحة لا تزال لديها العديد من الطرق المختلفة لمكافحة الفيروس؛ على سبيل المثال عن طريق تحفيز مناعة الخلايا التائية.“
تخزين اللقاحات
في غضون ذلك، اتهم مقال للرأي نشرته ”الجارديان“ الدول الغنية بأنها السبب وراء ظهور المتحور الجديد بسبب تخزينها للقاحات وعدم منحها للعالم النامي والدول الفقيرة التي تعاني.
وذكر المقال أنه ”في غياب منظومة التطعيم الشامل، لا ينتشر فيروس كورونا دون عوائق بين الأشخاص غير المحصنين فحسب، بل إنه يتغير، مع ظهور متغيرات جديدة من أفقر البلدان تهدد الآن بإطلاق العنان حتى للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل في أغنى دول العالم“.
وأضاف أن ”الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن فشل هذه السياسة ليس بسبب نقص اللقاحات أو عقود التصنيع لتأمينها.. المشكلة الآن ليست في الإنتاج (يتم تصنيع ملياري جرعة من اللقاح كل شهر)، ولكن في عدم عدالة التوزيع.. إن القبضة الخانقة التي تمارسها دول مجموعة العشرين الأغنى هي التي احتكرت 89 % من اللقاحات“.
وأشار المقال إلي أن الخبر السار هو أن القدرة العلمية الموجودة حاليًا قد تعرفت بشكل سريع علي المتحور الجديد، وأنه من المحتمل أن يظهر لقاح جديد قريبا.
وتابع: ”لكن بالنظر إلى التناقض بين نجاح علمائنا وفشل قادتنا، فإن الجهد الشاق الذي بدأ هذا الأسبوع يمكن أن يهدئ المخاوف من أن الطفرات الجديدة بين الأشخاص غير المحصنين في الأماكن الأقل حماية ستأخذ الفيروس التاجي إلى عام ثالث، حتى مع الموجات الخامسة والسادسة والسابعة“.
واختتم بالقول: ”يمكننا التصرف بسرعة.. يتوفر الآن أكثر من 500 مليون جرعة لقاح غير مستخدمة عبر مجموعة الدول السبع.. وفي آخر إحصاء، تمتلك الولايات المتحدة أيضًا أكثر من 162 مليون جرعة يمكن أن تقدمها على الفور لبقية العالم“.
اختبار الفاعلية
في سياق متصل، قالت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية إن الشركات المصنعة للقاحات أعلنت عن خطط لاختبار لقاحاتها ضد متحور ”أوميكرون“، وذلك في الوقت الذي تم فيه تأكيد أن الأخير يحتوي على 32 طفرة محتملة في ”بروتين سبايك“، وهو جزء من الفيروس الذي تحاول العديد من اللقاحات مهاجمته.
وأضافت المجلة الأمريكية أن الشركات ”فايزر-بيونتيك“ و“أسترازينيكا“ و“جونسون آند جونسون“ بدأت بالفعل في إجراءات الاختبار ضد السلالة الجديدة، التي من المتوقع أن تكون أكثر قابلية للانتقال بنسبة تصل إلى 500% من أي متغير آخر شوهد منذ بدء الوباء.
وتابعت المجلة في تقرير لها: ”تؤكد شركة فايزر-بيونتيك أن البيانات من الاختبارات ستكون متاحة في غضون أسبوعين على الأقل.. أما أسترازينيكا فقد أصدرت بيانًا أكدت فيه أن البحث في بوتسوانا (مصدر السلالة الجديدة) وإسواتيني جارٍ حاليا