رئيس التحرير
عصام كامل

جارديان: ثورة مصر الجديدة تضع الديمقراطية فى خطر.. 4 لاعبين أساسيين أطاحوا بأول رئيس منتخب ديمقراطيًا.. تدهور الخطوط الحمراء التى نادت بها الثورة المصرية.. ثلاثة سيناريوهات لمصر فى الفترة المقبلة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكدت صحيفة الجارديان البريطانية، أن الهتاف بسقوط حكم العسكر كان أنشودة ميدان التحرير خلال حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة مصر. وكان يشار إلى مصر بأنها رمز النضال العربي لتحقيق الديمقراطية واحتفل ميدان التحرير بإبعاد الجيش عن السياسة، فماذا حدث ليدعم الشعب الإطاحة بالرئيس مرسي. وهو أول رئيس منتخب ديمقراطيًا.


وفى تحليلها للوضع أشارت الصحيفة إلى أن هناك 4 لاعبين مناهضين لمرسي هم "الجيش والشرطة"، والفلول والقوات الثورية غير الإسلامية.

ورأت الصحيفة أن الفاعل الأكبر في الإطاحة بمرسي هو الجيش ويليه الشرطة، وأن تدخلهما جعل ميزان القوة يميل نحو القوى المناهضة لمرسي من الفلول التي تعد القوة الثالثة في الإطاحة بمرسي، لأنهم استخدموا ثرواتهم ومواردهم ووسائل الإعلام واتصالاتهم بمؤسسات الدولة التي مازالت أجزاء كبيرة من هذه المؤسسات في تحالف مع بقايا نظام مبارك من الفلول.

وفي الأسفل نجد القوى الثورية غير الإسلامية وهى محدودة نسبيًا من حيث الموارد والثروة والسلاح ولكنها تعوض ذلك بالحماس والطاقة.

وأوضحت الصحيفة أن في سبتمبر 2011 كانت مصر تحت حكم العسكر وكانت هناك رسالة واحدة اجتمعت عليها جميع القوى الثورية بجميع طوائفها هو تسليم السلطة إلى المدنيين المنتخبين.

وقالت: إن هذا يؤكد على تدهور الخطوط الحمراء الثورية التي نادت بها الثورة المصرية لا لحكم العسكر ولا لدستور تحت حكم العسكر فكل شيء تغير الآن.

وأرجعت الصحيفة سبب التغير إلى ثلاثة أسباب رئيسية، وهى عدم الكفاءة وعدم وجود حلفاء أقوياء، والمشاكل الاقتصادية والأمنية والسياسية في مصر التي لم تحل وهى تحتاج إلى أكثر من عام لكي تحل، والأخطاء المتعددة من مرسي التي كانت بمثابة سكب البنزين على النار.

وأضافت: أن أسوأ السيناريوهات بالنسبة لمصر في عام 2013 هى تكرار سيناريو الجزائر في 1992 أو إسبانيا من عام 1936. ففي كلتا الحالتين، قتل نحو 250 ألف شخص في الحروب الأهلية القذرة، التي أثارت من قبل مجموعة من الجنرالات عندما شنوا انقلابا ضد العملية الديمقراطية.

والسيناريو الثاني هو الأقل دموية، وهو ما حدث في تركيا عام 1997، عندما أرسلت مجموعة من الجنرالات من مجلس الأمن القومي مذكرة إلى رئيس الوزراء نجم الدين أربكان، من حزب الرفاة، وطلب منه الاستقالة. وتم عزل حكومة أربكان، ولكن، خلافا لانقلاب السيسي في مصر، لم يكن حل البرلمان ولم يعلق الدستور. وعلاوة على ذلك، سمح للشخصيات التابعة لحزب الرفاة بخوض الانتخابات التالية. وفي عام 2002، فاز حزب العدالة والتنمية، وهو أحد الفروع للأحزاب الإسلامية، فاز بأكبر نسبة ومازال في الحكم حكام ديمقراطيون في تركيا.

ورأت الصحيفة أن عواقب إنهاء التحول الديمقراطي في مصر لن يكون مقصورا على مصر نفسها، وأن ما يحدث في مصر له تأثيره على باقي المنطقة.
الجريدة الرسمية