تبون: تهديد المغرب للجزائر عار لم يحدث منذ 1948
أدان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون التهديد المغربي عقب تعاونها مع اسرائيل وصفه بأنه خزي وعار لم يحدث منذ عام 1948 قائلًا: "تهديد الجزائر من المغرب خزي وعار ولم يحدث منذ 1948".
وزير الخارجية الإسرائيلي
وجاء تصريح تبون خلال حديثه مع ممثلي وسائل إعلام محلية مساء الجمعة، حيث أشار إلى تصريحات نقلتها وسائل إعلام مغربية عن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، قال فيها "نحن نتشارك مع المملكة القلق بشأن دور دولة الجزائر في المنطقة، التي باتت أكثر قربا من إيران وهي تقوم حاليا بشن حملة ضد قبول إسرائيل في الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب".
وبدوره اتهم المغرب على لسان ممثله الدائم في الأمم المتحدة، عمر هلال، الجزائر بالسعي للتصعيد ضد المملكة، في محاولة لـ"التهرب من وضع اجتماعي واقتصادي خطير" على ترابها.
جبهة البوليساريو
والجزائر تقدم الدعم والمساندة لجبهة "البوليساريو" التي تتنازع مع المغرب على إقليم الصحراء منذ 1976، وتريد الجبهة الاستقلال التام عن المغرب، بينما يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه.
وقدم المغرب مشروعًا للحكم الذاتي لإقليم الصحراء تحت السيادة المغربية، لكن "البوليساريو" رفضته.
وكان أنهى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، زيارته إلى المغرب مساء أمس الخميس، عقب توقيع الدولتين اتفاقًا غير مسبوق للتعاون الأمني، في خطوة أثارت غضبا في الجارة الجزائر وصبت الزيت على نار الخلافات بينهما.
وقبيل إقلاع طائرته نحو إسرائيل قال بيني جانتس، إن زيارته للمغرب التي استغرقت يومين، "أعطت دفعا قويا لأمن إسرائيل وعلاقاتها الخارجية".
واستأنف البلدان علاقاتهما الدبلوماسية قبل عام في إطار اتفاق ثلاثي تعترف بموجبه الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، المتنازع عليها مع جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر.
اتفاقية تعاون أمني
الأربعاء، وقع جانتس ونظيره المغربي عبد اللطيف لوديي مذكرة تفاهم تعزز التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، وتتيح خصوصا للمغرب اقتناء معدات إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة. وهي أول زيارة رسمية لوزير دفاع إسرائيلي إلى المملكة.
يمكن الاتفاق الأمني أيضًا من "نقل التكنولوجيا والتكوين وكذلك التعاون في مجال الصناعة الدفاعية"، بحسب ما أوضحت القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية المغربية. وهو الأول من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية، وفق الجانب الإسرائيلي.
توقيع اتفاقات أوسلو
كما أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي مباحثات مع مدير جهاز المخابرات الخارجية المغربي محمد ياسين المنصوري، بدون أن يعقبه إصدار أي بيان.
وكان تباحث أول أمس مع مسؤولين عسكريين على رأسهم المفتش العام للقوات المسلحة الجنرال بلخير الفاروق، وكذلك وزير الخارجية ناصر بوريطة.
سبق أن أقام المغرب وإسرائيل علاقات دبلوماسية إثر توقيع اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993، قبل أن تقطعها الرباط بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.
غضب الجزائر
لكن زيارة جانتس للرباط جاءت في سياق إقليمي متوتر مع إعلان الجزائر في أغسطس قطع علاقاتها مع الرباط بسبب "أعمال عدائية". وأعرب المغرب عن أسفه للقرار ورفض "مبرراته الزائفة".
واعتبر رئيس مجلس الأمة الجزائري صلاح قوجيل أن بلاده "هي المستهدفة" بزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للمغرب. وقال في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الجزائرية إن "الأعداء يتجندون أكثر فأكثر لعرقلة مسار الجزائر".
قضية الصحراء الغربية
وفي وقت سابق هذا الشهر كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أعلن مقتل ثلاثة من مواطنيه في قصف نسب إلى المغرب استهدف شاحنتين في الصحراء الغربية.
وأثار ذلك مخاوف من تصاعد التوتر بين البلدين اللذين تجمعهما علاقات متوترة منذ عقود، بسبب قضية الصحراء الغربية.
وفيما لم يصدر أي رد رسمي من السلطات المغربية على هذه الاتهامات، كان مصدر مغربي قال لوكالة فرانس برس "إذا كانت الجزائر تريد الحرب فإن المغرب لا يريدها. المغرب لن ينجر إلى دوامة عنف تهز استقرار المنطقة".