مظاهرات بالفؤوس والسكاكين.. ماذا يحدث في جزر سليمان؟ | فيديو وصور
شهدت هونيارا عاصمة جزر سليمان لليوم الثالث على التوالي أعمال شغب تخللها إحراق مبانٍ ونهب متاجر تصدت لها الشرطة في حين بدأت أستراليا بنشر قوة لحفظ السلام في المنطقة.
وتسلح آلاف من المحتجين بعضهم بفؤوس وسكاكين وهم يعيثون خرابًا في الحي الصيني وبوينت كروز وفي حي الأعمال بوسط المدينة.
وتصدت الشرطة للمتظاهرين بإطلاق أعيرة نارية تحذيرية في الهواء.
وفي الحي الصيني أدى إضرام النيران في مستودع كبير إلى وقوع انفجار زرع الرعب في صفوف عشرات الأشخاص الذين كانوا في محيط المكان وفروا منهم مذعورين.
ومنذ الأربعاء الماضي تشهد الدولة الصغيرة الواقعة في جنوب المحيط الهادئ تظاهرات عنيفة مناهضة للحكومة تخللها في يومها الأول محاولة قام بها المحتجون لاقتحام مقر البرلمان احتجاجا على رفض رئيس الوزراء ماناسيه سوغافار الانصياع لمطلبهم بالاستقالة.
وعندما فشلوا في اقتحام مبنى البرلمان توجه المحتجون إلى الحي الصيني واندلعت أعمال شغب كما أحرقوا مركزا للشرطة ونهبوا عددا من المتاجر، قبل أن تتدخل الشرطة لتفريقهم بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع.
وتجددت أعمال العنف صباح أمس الخميس، الأمر الذي دفع أستراليا للإعلان عن عزمها على إرسال قوة حفظ سلام عسكرية للمساعدة في إعادة فرض الأمن في جارتها الشمالية.
وفي وقت متأخر من مساء أمس الخميس وصل إلى هونيارا جزء من بعثة حفظ السلام الأسترالية تلبية لطلب وجهه رئيس الوزراء إلى جيران بلده للحصول على مساعدة عاجلة لوقف الاضطرابات التي تهدّد بالإطاحة بحكومته.
بدورها لبّت بابوازيا-غينيا الجديدة اليوم الجمعة طلب هونيارا إذ أرسلت بعثة حفظ سلام مكونة من 34 عسكريا للمساعدة في وقف العنف.
وأكد سوفاجاره أن قوى خارجية معارضة لقرار اتخذته حكومته في 2019 بالاعتراف دبلوماسيًا بالصين بدل تايوان، سبب هذه الاضطرابات.
ويرجع آخرون الأمر، إلى صعوبات اقتصادية فاقمتها جائحة كورونا، والخصومة التقليدية بين سكان مالايتا أكثر جزر الأرخبيل سكانًا، وجزيرة غوادالكنال حيث مقر الحكومة.
وأعلنت بابوا غينيا الجديدة المجاورة الجمعة نشر 34 جنديًا مكلفين بحفظ السلام أيضًا.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان عن "قلق بالغ" على مصالح بلاده داعيًا حكومة جزر سليمان إلى "اتّخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية الرعايا الصينيين والمؤسسات الصينية".
الشرطة الأسترالية
من ناحيه أخرى قال شهود إن الشرطة الأسترالية بدأت تسيطر على هونيارا عاصمة جزر سليمان، اليوم الجمعة بعد احتجاجات عنيفة، اجتاحت البلاد.
وذكر أحد السكان أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع في الحي الصيني، الذي شهد نهب وحرق مبان استمر حتى صباح اليوم الجمعة.
وعقب ذلك أعلنت سلطات جزر سليمان حظر تجول ليليًا إلى أجل غير مسمى في عاصمة الأرخبيل هونيارا إثر أعمال الشغب المستمرة منذ ثلاثة أيام دفعت الشرطة إلى إطلاق النار في الهواء الجمعة لتفريق متظاهرين حاولوا الوصول إلى مقر إقامة رئيس الوزراء ماناسيه سوغافاره.
وقال الحاكم العام لجزر سليمان ديفيد فوناجي في بيان: "سيفرض حظر تجول يوميًا في هونيارا من السابعة مساءً إلى الـ6 صباحًا اعتبارًا من 26 نوفمبر إلى حين رفع القرار".
شهدت جزر سليمان توترات إثنية متكررة وأعمال عنف منذ استقلالها عن بريطانيا في 1978.
في أواخر تسعينيات القرن الماضي، شن متمردون من غوادالكنال هجمات استهدفت خصوصًا مواطنين جاؤوا من مالايتا، واستمرت الاضطرابات 5 أعوام وشلّت البلاد.
ويشكو أبناء جزيرة مالايتا من تهميش الحكومة المركزية لجزيرتهم، وتفاقمت الخلافات مع اعتراف سوغافاره ببكين.
وعارضت سلطات مالايتا القرار وحافظت على علاقاتها مع تايوان. ونتيجة لذلك لا تزال تتلقى مساعدة كبيرة من تايبيه وواشنطن.
وقال ماهاي سورا خبير منطقة المحيط الهادئ في معهد لاوي الأسترالي: "المنافسة السياسية لا تتسبب في شغب في هونيارا لكن ممارسات هذه القوى الكبرى" التي تتقرب من لاعبين سياسيين فرديين "لها تأثير مزعزع في بلد هش وضعيف أساسًا".
وأشار إلى أن الإغلاق والقيود وحالة الطوارئ الناجمة عن الجائحة تفاقم الأزمة، قائلًا إن "تداعيات كورونا على القطاعين الصحي والاقتصادي زادت الضغوط التي كانت البلدان النامية تواجهها قبل الجائحة".