رئيس التحرير
عصام كامل

سر تشدد فرنسا ضد جماعات الإسلام السياسي ‏

ماكرون
ماكرون

تحاول كل تيارات الإسلام السياسي تجريم فرنسا بكل قوة، سواء كانت هناك مناسبة أم لا، الكل يضرب في باريس ويتهمها ‏مباشرة بالعداء للإسلام والمسلمين، لكن المدقق في سر التشدد الفرنسي ضد جماعات الإسلام السياسي، والذي ربما أضر ببعض ‏المسلمين من جراء التشدد في تطبيق مساواة إنسانية قد تصطدم في بعض الأوقات بثوابت الشريعة الإسلامية سيجد الكثير من ‏الأسباب التي دعت إلى ذلك.  ‏

تعدد العمليات الإرهابية 


يقول كمال العيفي، الكاتب والباحث إن تعدد العمليات الإرهابية التي يقوم بها منتسبون إلى الإسلام السياسي  وتزايد حدة التطرف، ‏أوجد ‏الفرصة لليمين الفرنسي لإحراج السياسة والإعلام، ودفعهم إلى التحرك بقوة ضد الانتشار المضاد للوجود الإسلامي، ‏وفاقم من ‏أزمة الإسلاموفوبيا. ‏


أوضح العيفي أن التطرف ضد المسلمين لاقت آذانًا مصغية من الخائفين على مواقعهم أمام زحف اليمين المتطرف في ‏السنوات ‏الأخيرة فليس خافيًا على أحد في فرنسا والعالم أن إيمانويل ماكرون الرئيس الشاب، استطاع أن يزيح جميع المنافسين ‏السياسيين ‏التقليديين باستثناء اليمين المتطرف.‏


أضاف: أمام تحدي اليمين كان لا بد من تبني بعض مقولاته وسياساته "الإسلام في العالم يعيش أزمة ويجب أن تعالج"، ‏ليطرح ‏علاجًا للإسلام بفرنسا يتمثل في ترويض الجمعيات والمؤسسات والمدارس والمساجد والأئمة الذين يراهم خطرًا على ‏المجتمع ‏والدولة.‏

ماكرون والإسلاميون 


لفت الباحث أن المشكلة تجاوزت ماكرون إلى  رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب، الذي تجاوز الحديث بشكل عام وأصبح ‏يتحدث ‏عن مظاهر دينية مثل إطلاق اللحية وزيادة ارتياد المساجد في رمضان، ومداومة الصلاة في المساجد وإرسال الأبناء ‏إلى مدارس ‏اللغة العربية دون غيرها والتي اعتبرها من مظاهر التطرف. ‏


أضاف: كل هذه التفاصيل جعلت الحكومة الحالية ممثلة في وزير الداخلية الحالي جيرالد دارمانان" تعلن البدء في إغلاق ‏‏76 ‏مسجدًا ومؤسسة دينية ومنع الأئمة والدعاة والعلماء غير الفرنسيين من مخاطبة المسلمين الفرنسيين، ثم يعلن عن منع التعاون ‏مع ‏الدول الإسلامية في إرسال مدرسي اللغة والتربية الإسلامية والأئمة، ولاسيما تركيا. ‏

اختتم: كل الإجراءات هدفها تحصين القانون وتعزيز مبادئ الجمهورية الفرنسية، واستهداف الفكر ‏الخبيث الذي يروجه الإسلام السياسي لنشر التطرف ‏في البلاد وليست إجراءات ضد الأديان، على حد قوله.‏
 

الجريدة الرسمية