على أنغام أنشودة آمون.. مصر تعيد إحياء مظاهر الاحتفال بـ"عيد الأوبت" | فيديو
أعادت مصر الليلة إحياء مظاهر الاحتفال بـ"عيد الأوبت" خلال فعاليات افتتاح طريق الكباش بالأقصر من خلال عرض فرعوني مبهر على أنغام “أنشودة اَمون”.
ما هو عيد الأوبت
"عيد الأوبت" هو احتفال مصري قديم كان يُقام سنويًّا في طيبة (الأقصر) في عصر الدولة الحديثة وما بعدها، وكان يتم فيه نقل تماثيل آلهة ثالوث طيبة المكون من الإله آمون والإلهة موت وابنهما الإله خونسو داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير، من معبد آمون في الكرنك، إلى معبد الأقصر، في رحلة تمتد إلى حوالي 2700 متر، وكان يتم التأكيد في ذلك الاحتفال على لقاء الإله آمون رع رب معابد الكرنك مع الإله آمون رب معبد الأقصر، وتجديد الولادة، وكان الموضوع الأساسي في ذلك الاحتفال، وكذلك إعادة تتويج الملك وتجديد شرعيته لحكم البلاد.
معنى كلمة الأوبت
و جاءت كلمة الأوبت من التعبير "حب نفر إن أوبت" في اللغة المصرية القديمة، ويعني “العيد الجميل الخاص بالأوبت”، وكان يتضمن ذلك الاحتفال أيضًا اللقاء السنوي والزواج المقدس بين الإله آمون رع وزوجته الإلهة موت، وكان يتم نقل تمثال الإله آمون رع من قدس الأقداس في معبده في معابد الكرنك ووضعه في زورقه المقدس، وكانت تُحمل الزوارق المقدسة الخاصة بالرب آمون رع وزوجته الربة موت وابنه الرب خونسو على أكتاف الكهنة، والرحلة تبدأ بالزوارق المقدسة وسط مجموعة من العازفين والموسيقيين والزمارين ومجموعة من الجنود على العربات الحربية متجهين إلى معبد الأقصر على ترانيم تمجد الإله آمون رع وتعلي من شأنه وتدعوه إلى إسباغ فضله وحمايته ورعايته على ملك البلاد. وكان يبحر قارب ملكي مع قوارب الآلهة المقدسة، وكانت الطقوس في "غرفة الملك الإلهي" تعيد الاحتفال بتتويج الملك، وبالتالي تأكيد أحقيته بمُلك البلاد.
افتتاح السيسي طريق الكباش
وافتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، طريق المواكب الملكية والمعروف بـ طريق الكباش الذي يحتوي على 1057 تمثالا بعد انتهاء عمليات تطويره، وتم إعلان الأقصر كأكبر متحف مفتوح في العالم.
تغطية عالمية لحفل طريق الكباش
وحضر الاحتفال الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء، وما يقرب من 20 وزيرًا وأكثر من 200 من ممثلي وكالات الأنباء والصحف والقنوات التلفزيونية المحلية والدولية، ومجموعة من المدونين والمؤثرين المصريين والأجانب.
لمشاهدة الفيديو هنا
الأقصر طريق الكباش
فعالية "الأقصر...طريق الكباش" هي احتفالية ترويجية حضارية تهدف إلى الترويج السياحي لمحافظة الأقصر كأكبر متحف مفتوح في العالم وإبراز ما بها من مقومات سياحية وأثرية متميزة ومتنوعة من شمس دافئة ورحلات نيلية بالفلائك ورحلات بالبالون الطائر والتنزه بالحنطور على كورنيش النيل الساحر، والقيام بجولات بالأسواق التقليدية التي تتميز بالعطارة والسلع والمنتجات التراثية والحرف اليدوية.
ويأتي ذلك في ظل الانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف إعلاميًا بطريق الكباش، وانتهاء مشروعات هامة بالأقصر: الهوية البصرية وتطوير الكورنيش، وتأتي هذه الاحتفالية أيضًا وفقًا للسياسية الترويجية الجديدة التي تنتهجها وزارة السياحة والآثار وفقًا للاستراتيجية الإعلامية التي أعدها تحالف كندي إنجليزي متخصص بعد جائحة فيروس كورونا والذي أوصى بإبراز المقصد السياحي المصري والترويج له كمقصد آمن حي نابض بالحياة من خلال عدة محاور من بينها تنظيم عدد من الفعاليات على مدار العام في المحافظات والمناطق السياحية المختلفة في مصر.
مرسى وزارة السياحة والآثار
وانتهت وزارة السياحة والآثار من أعمال تطوير البنية التحتية لمرسي وزارة السياحة والآثار، للفنادق العائمة بالأقصر، حيث بدأت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتنفيذ مشروع تطوير مرسي الأقصر في نوفمبر ٢٠١٩، وتم تسليمه أول أكتوبر الماضي، وينقسم المرسى إلى قسمين، الأول بطول ٤٥٠ مترًا ليسع عدد ٥ أرصفة لرسو الفنادق العائمة، والثاني بطول ٧٣٠ مترًا ليسع عدد ٦ أرصفة لرسو الفنادق العائمة به، كما يشمل المرسي عدد ٦٩ محلا.
وتضمن مشروع تطوير مرسي وزارة السياحة والآثار عمل شبكة خاصة بالصرف للمراكب النيلية بطول المرسى، بالإضافة الى عمل شبكة خاصة بالحريق، وتم تبليط الأرضيات باستخدام الرخام والجرانيت والبازلت الأسود وعمل أحواض زراعات تحتوي على أشكال متنوعة من الزرع، بالإضافة إلى تزويد المرسى بعدد ١٧ برجولة خشبية و٦ أكشاك لخدمة المواطنين مزينة بنقوش تحمل طابع الهوية البصرية المميز لمدينة الأقصر، وتم تجميل المرسى بعمل جداريات من الفنون الجميلة تعتمد فكرتها على الدمج بين الخط العربي وصور الرجل والمرأة المصرية من مصر القديمة ومن صعيد مصر مع توظيف المناظر الطبيعية الخلابة ورموزها الجميلة كالنخيل والمراكب الشراعية، بالإضافة إلى عمل جداريات البوليستر والتي تصور بشكل أساسي مشاهد من حياة المصري القديم في الحضارة الفرعونية وهي مزودة بإضاءة لإبراز جمالها ليلًا.
البنية التحتية
وشمل مشروع تطوير البنية التحتية لمحافظة الأقصر من طرق وأرصفة، وكذا أعمال الزراعات والأشجار والنخيل وأحواض الزرع الموجودة على طول طريق الكورنيش والميادين ورفع كفاءة وتطوير السوق السياحي، وتم دهان الأسوار وأعمدة الإضاءة وواجهات البازارات السياحية الواقعة على الطريق وتجميل اللوحات الإرشادية بالشوارع، لتحقيق مظهر حضاري للمنطقة بأسرها.
طريق الكباش
ويرجع وجود طريق المواكب الملكية المعروف إعلاميًا بطريق الكباش وهو يربط بين معبد الأقصر ومعابد الكرنك، وبدأ بناء هذا الطريق على يد الملك أمنحتب الثالث الذي بدأ تشييد معبد الأقصر، ولكن النصيب الأكبر من التنفيذ يرجع إلى الملك نختنبو الأول، مؤسس الأسرة الثلاثين، ويبلغ طول الطريق 2750 متر، وعرض 700 متر، ويصطف على جانبيه حوالي 1057 تمثال، نُحت كل منها من كتلة واحدة من الحجر الرملي، وأقيمت على هيئتين: الأولى تتخذ شكل جسم الأسد ورأس الإنسان باعتبار الأسد أحد رموز إله الشمس، أما الهيئة الثانية فكانت على شكل جسم ورأس كبش وهو رمز من رموز الإله خنوم إله الخصوبة في الديانة المصرية القديمة، والذي قدسوه باعتباره الإله الخالق للبشرية كلها.
وكان في العصور المصرية القديمة "طريق المواكب الكبرى" المعروف إعلاميًا بطريق الكباش عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيي داخله أعياد مختلفة منها "عيد الأوبت" وعيد تتويج الملك ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديمًا سد حجري ضخم لحماية الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية في الدولة الحديثة الأسرة 18 والعاصمة الدينية حتى العصور الرومانية.