بحفل ترويجي عالمي.. السيسي يفتتح مشروع تطوير طريق الكباش.. والإعلان عن اكتشافات أثرية جديدة
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، طريق المواكب الملكية والمعروف بـ طريق الكباش بعد انتهاء عمليات تطوير ويحتوي علي 1057 تمثالا، وتم إعلان الأقصر كأكبر متحف مفتوح في العالم.
وحضر الاحتفال الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء، وما يقرب من 20 وزيرًا وأكثر من 200 من ممثلي وكالات الأنباء والصحف والقنوات التلفزيونية المحلية والدولية، ومجموعة من المدونين والمؤثرين المصريين والأجانب.
الأقصر طريق الكباش
فعالية "الأقصر...طريق الكباش" هي احتفالية ترويجية حضارية تهدف إلى الترويج السياحي لمحافظة الأقصر كأكبر متحف مفتوح في العالم وإبراز ما بها من مقومات سياحية وأثرية متميزة ومتنوعة من شمس دافئة ورحلات نيلية بالفلائك ورحلات بالبالون الطائر والتنزه بالحنطور على كورنيش النيل الساحر، والقيام بجولات بالأسواق التقليدية التي تتميز بالعطارة والسلع والمنتجات التراثية والحرف اليدوية.
ويأتي ذلك في ظل الانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف إعلاميًا بطريق الكباش، وانتهاء مشروعات هامة بالأقصر: الهوية البصرية وتطوير الكورنيش، وتأتي هذه الاحتفالية أيضًا وفقًا للسياسية الترويجية الجديدة التي تنتهجها وزارة السياحة والآثار وفقًا للاستراتيجية الإعلامية التي أعدها تحالف كندي إنجليزي متخصص بعد جائحة فيروس كورونا والذي أوصى بإبراز المقصد السياحي المصري والترويج له كمقصد آمن حي نابض بالحياة من خلال عدة محاور من بينها تنظيم عدد من الفعاليات على مدار العام في المحافظات والمناطق السياحية المختلفة في مصر.
مرسي وزارة السياحة والآثار
وانتهت وزارة السياحة والآثار من أعمال تطوير البنية التحتية لمرسي وزارة السياحة والآثار، للفنادق العائمة بالأقصر، حيث بدأت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتنفيذ مشروع تطوير مرسي الأقصر في نوفمبر ٢٠١٩، وتم تسليمه أول أكتوبر الماضي، وينقسم المرسى إلى قسمين، الأول بطول ٤٥٠ مترا ليسع عدد ٥ أرصفة لرسو الفنادق العائمة، والثاني بطول ٧٣٠ مترا ليسع عدد ٦ أرصفة لرسو الفنادق العائمة به، كما يشمل المرسي عدد ٦٩ محلا.
وتضمن مشروع تطوير مرسي وزارة السياحة والآثار عمل شبكة خاصة بالصرف للمراكب النيلية بطول المرسى، بالإضافة الى عمل شبكة خاصة بالحريق، وتم تبليط الأرضيات باستخدام الرخام والجرانيت والبازلت الأسود وعمل أحواض زراعات تحتوي على أشكال متنوعة من الزرع، بالإضافة إلى تزويد المرسى بعدد ١٧ برجولة خشبية و٦ أكشاك لخدمة المواطنين مزينة بنقوش تحمل طابع الهوية البصرية المميز لمدينة الأقصر، وتم تجميل المرسى بعمل جداريات من الفنون الجميلة تعتمد فكرتها على الدمج بين الخط العربي وصور الرجل والمرأة المصرية من مصر القديمة ومن صعيد مصر مع توظيف المناظر الطبيعية الخلابة ورموزها الجميلة كالنخيل والمراكب الشراعية، بالإضافة إلى عمل جداريات البوليستر والتي تصور بشكل أساسي مشاهد من حياة المصري القديم في الحضارة الفرعونية وهي مزودة بإضاءة لإبراز جمالها ليلًا.
البنية التحتية
وشمل مشروع تطوير البنية التحتية لمحافظة الأقصر من طرق وأرصفة، وكذا أعمال الزراعات والأشجار والنخيل وأحواض الزرع الموجودة على طول طريق الكورنيش والميادين ورفع كفاءة وتطوير السوق السياحي، وتم دهان الأسوار وأعمدة الإضاءة وواجهات البازارات السياحية الواقعة على الطريق وتجميل اللوحات الإرشادية بالشوارع، لتحقيق مظهر حضاري للمنطقة بأسرها.
طريق الكباش
ويرجع وجود طريق المواكب الملكية المعروف إعلاميًا بطريق الكباش وهو يربط بين معبد الأقصر ومعابد الكرنك، وبدأ بناء هذا الطريق على يد الملك أمنحتب الثالث الذي بدأ تشييد معبد الأقصر، ولكن النصيب الأكبر من التنفيذ يرجع إلى الملك نختنبو الأول، مؤسس الأسرة الثلاثين، ويبلغ طول الطريق 2750 متر، وعرض 700 متر، ويصطف على جانبيه حوالي 1057 تمثال، نُحت كل منها من كتلة واحدة من الحجر الرملي، وأقيمت على هيئتين: الأولى تتخذ شكل جسم الأسد ورأس الإنسان باعتبار الأسد أحد رموز إله الشمس، أما الهيئة الثانية فكانت على شكل جسم ورأس كبش وهو رمز من رموز الإله خنوم إله الخصوبة في الديانة المصرية القديمة، والذي قدسوه باعتباره الإله الخالق للبشرية كلها.
وكان في العصور المصرية القديمة "طريق المواكب الكبرى" المعروف إعلاميًا بطريق الكباش عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيي داخله أعياد مختلفة منها "عيد الأوبت" وعيد تتويج الملك ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديمًا سد حجري ضخم لحماية الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية في الدولة الحديثة الأسرة 18 والعاصمة الدينية حتى العصور الرومانية.
بدء تطوير طريق الكباش
وأكدت وزارة السياحة والآثار، أن مشروع إحياء طريق المواكب الملكية والمعروف بطريق الكباش بدأ عام 2005 ثم توقف في 2011 ثم بدأ مرة أخرى في سبتمبر 2017.
وأضافت الوزارة، أنه خلال أعمال الحفائر بالطريق تم الكشف عن عدد كبير من التماثيل على هيئتين جسم الأسد ورأس إنسان وجسم ورأس كبش، بالإضافة الى عدد من المباني السكنية والإدارية والخدمية ترجع للعصور اليونانية الرومانية، وأفران لصناعة الفخار والتمائم ومبنى من الطوب اللبن من عصر الملك منخبرع من الأسرة 21 وشاهد قبر من القرن 10 الميلادي.
حفائر طريق الكباش
وأشارت إلي أنه تم تطوير الطريق وتحويله إلى متحف مفتوح ومعرض للصور النادرة من القرن ١٩ تروي تاريخ معابد الكرنك والأقصر وطريق المواكب الذي يربط بين المعابد وأهم الاكتشافات الأثرية، وصور ومناظر للأعياد والاحتفالات التي كانت تقام في العصور القديمة، وصور الملوك الذين ساهموا في بناء هذا الطريق، كما تم تطوير نظام الإضاءة بالطريق لإبراز جماله.
معابد الأقصر والكرنك
وأكدت وزارة السياحة والآثار، أنه تم الانتهاء من تنظيف وترميم صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك والتي تضم 134 عمودًا، حيث تم الانتهاء من ترميم 12 عمودًا شارك فيها أكثر من 130 مرمم مصري، وتم ترميم وتجميع وإعادة تركيب تمثال الملك تحتمس الثاني بمعابد الكرنك، والذي كان مقسم إلى 74 قطعة منذ اكتشافه، ويبلغ ارتفاع التمثال بعد ترميمه نحو 11 مترًا، وهو من أضخم التماثيل بمعابد الكرنك، واستغرق ترميمه نحو 6 أشهر.
تمثال المعبودة آمون
وأضافت الوزارة أنه تم الانتهاء من ترميم تمثال المعبود آمون من عصر الملك توت عنخ آمون وذلك بالتعاون مع المركز المصري الفرنسي لدراسات معابد الكرنك، حيث تم وضع تصور كامل لترميم التمثال، واستكمال منطقة الصدر والساق اليسرى وذلك بناء على تمثال أخر يماثله في هيئته وتاريخه بالمتحف المصري بالتحرير، كما تم ترميم 5 رؤوس لتماثيل للملك رمسيس الثاني ووضعها في أماكنها الأصلية على جسم التماثيل بفناء الملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلي تنظيف وترميم وإعادة تركيب تمثالين للملك رمسيس الثاني بالبوابة الغربية للمعبد، وترميم صالة ال 14 عامود التي أنشائها الملك توت عنخ آمون والملك حور محب، وتنطيف أعمدة صالة الاحتفالات الكبرى، وتنظيف وصيانة واجهة المعبد والتماثيل بها، وعمل بوابات لدخول طريق الكباش.