رئيس التحرير
عصام كامل

«النسر» حمدين صباحى

فيتو

حل في المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية التي كان أهم ما وصفت به المرحلة الثانية منها، أنها انتخابات الكراهية، حيث اختار كل ناخب مرشحه ليس لاقتناعه ببرنامجه، وإنما لكراهية المرشح الآخر، ليلقب حمدين صباحي بالحصان الأسود وكذلك بالنسر، والرئيس كما يحلو لأنصاره مناداته، باعتباره رئيس مصر القادم حسب توقعاتهم وتوقعات بعض المحللين السياسيين إبان المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية السابقة لكن خروج حمدين صباحي من المرحلة الأولى من الانتخابات لم يعفه من نيران النظام الحاكم، رغم علاقته الحميمة بجماعة الإخوان المسلمين قبل الثورة، واعتذاره عما تعرضوا له في ظل نظام عبد الناصر، وخوض الحزب الذي أسسه، "الكرامة"، الانتخابات البرلمانية على قوائمهم عقب الثورة، فقد أدى موقف حمدين الداعي لمقاطعة المرحلة الثانية من الانتخابات، ورفضه دعوة أنصاره إلى التصويت لأي من المرشحين المنافسين، الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق، ووصفهما بأنهما يمثلان معسكرين متشابهين في السياسات، لا يختلفان سوى في الشكل الخارجي فقط، إلى وضعه على القائمة السوداء للنظام الإخوانى وجماعته التي سلطت أداتها الإعلامية لتشويهه، وكان آخر هذه النيران استغلال واقعة التحقيق مع ابنته، سلمى، في قضية التسويق الشبكى، خاصة بعد تأسيسه مع عدد من القوى السياسية جبهة الإنقاذ الوطني.


شهرة حمدين صباحي الذي ولد عام 1954 وتخرج في كلية الإعلام جامعة القاهرة، بالعمل السياسي بدأت بعد وقوفه أمام الرئيس السادات في لقاء له مع الطلاب في أعقاب انتفاضة 1977، واعتراضه على سياساته الاقتصادية التي تسببت في انفجار الغضب الشعبي، وبسبب هذا الموقف تم منع حمدين من العمل في الصحافة القومية أو التليفزيون المصري أو انضمامه إلى هيئة التدريس بالجامعة.

وكان من تبعات هذا الموقف أيضًا وجود حمدين ضمن قائمة معتقلي سبتمبر 1981 كأصغر معتقل، ليجد نفسه في نفس الزنزانة مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل.

ولم تكن اعتقالات سبتمبر هي المرة الأخيرة لاعتقال حمدين صباحي، حيث تكرر الأمر بعدها في عام 1997 بعد معركة خاضها اعتراضًا على قانون المالك والمستأجر لما فيه من تغول على حقوق الفلاحين، كما تم اعتقاله في عام 2003 عقب التظاهرات الرافضة احتلال العراق رغم تمتعه بالحصانة كنائب بمجلس الشعب.

وخاض حمدين الانتخابات البرلمانية 4 مرات، الأولى كانت في عام 1995 ولم يحالفه الحظ، ليستطيع بعدها الحصول على مقعد بالبرلمان ممثلًا عن دائرة بلطيم والبرلس والحامول بكفرالشيخ لدورتين متتاليتين، حيث خرجت عبارة "السلالم هي الحل" للمرة الأولى بعد استخدام أهالي الدائرة السلالم الخشبية للتسلل إلى داخل مقار اللجان الانتخابية عقب منع قوات الأمن المواطنين من دخول مقار اللجان الانتخابية.

وجاءت المرة الرابعة في عام 2010، والتي كانت محل جدال من المعارضة، حيث خالف حمدين إجماع القوى السياسية بمقاطعة الانتخابات البرلمانية، بعد عقد مؤتمر شعبي لأهالي الدائرة للتصويت على قرار الترشح من عدمه، إلا أنه انسحب كأول مرشح يقرر الانسحاب من الانتخابات أثناء انعقادها، وتبعه عدد من مرشحي جماعة الإخوان المسلمين، وذلك بعد عدد من وقائع التزوير التي شهدتها الدائرة، كان أبرزها سيطرة الأمن على مقار الانتخاب ومنع التصويت فيها، وكذلك انتشار وقائع التسويد، وإلقاء البطاقات المصوت فيها لحمدين على الطرقات، ورغم اقتراح أهالي الدائرة قطع الطريق الدولي الساحلي الذي يمر بالدائرة احتجاجًا على وقائع التزوير، رفض حمدين تخوفًا من سقوط قتلي كما حدث في انتخابات 2005 التي سقط فيها جمعة الزفتاوي. وقبل الثورة كان لحمدين مواقف عدة، منها إضراب "خليك في بيتك" الذي يعد البروفة الأولي لإضراب 6 إبريل 2008، حيث أطلق حمدين على رأس حزب الكرامة الذي كان يسعى لتأسيسه ولم يحصل على تصريح إلا بعد الثورة، مبادرة للإضراب في يوليو 2007 تحت شعار "خليك في بيتك" مفادها عدم الخروج من المنازل، وتعليق علم مصر على شرفات المنازل.

ومن مبادراته أيضًا، قيادة نواب البرلمان المعارضة في تظاهرات 25 يناير في دوائرهم، ففي الوقت الذي قام فيه أغلب نواب المعارضة بتنظيم وقفة احتجاجية أمام دار القضاء العالي، قاد حمدين صباحي تظاهرة حاشدة بدائرته، ليعود بعدها إلى القاهرة ويخرج على رأس مسيرة من مسجد مصطفى محمود في جمعة الغضب إلى ميدان التحرير.

وفي الفترة الانتقالية ومع تصاعد شدة الغضب ضد حكم المجلس العسكري، كان لحمدين موقفه الخاص من المجلس، حيث كان أول من دعا إلى الخروج العادل للمجلس العسكري، معتبرًا أن ذلك هو أكثر الحلول المحافظة على كرامة المؤسسة العسكرية، ومؤكدًا أن الجيش المصرى لابد أن يكون محل احترام ودعم، أما المجلس العسكري فلابد أن يحاسب على التجاوزات السابقة، وذلك رغم تكرار الشائعات ضده بالتحالف مع مجلس المشير طنطاوى.

حمدين كان له موقف خاص من الثورة السورية، فأيدها ضد حكم بشار الأسد، مما تسبب في غضب الفنانة رغدة منه، حيث أعلنت أنها ستغادر مصر في حالة فوزه، إلا أنه رفض في الوقت ذاته تسليح الجيش السوري الحر، مما أدى إلى غضب مؤيدي الثورة السورية.

ومع الانتخابات الرئاسية كانت أهم الفخاخ التي تم وضع فيها حمدين والتيار الناصري بأكمله، بعد أن أعلن مجموعة من الشباب الناصرى جمع توكيلات لترشيح المهندس عبدالحكيم عبدالناصر، وهو ما تسبب في تخوفات داخل التيار الناصري، قبل قيام عبد الحكيم عبد الناصر بإعلان تأييده لحمدين، ومصاحبته له أثناء تقديم توكيلات الترشيح للجنة العليا المشرفة على الانتخابات، بما يزيد على 42 ألف توكيل في ذلك الوقت.

وكان حمدين صباحي أول مرشح لانتخابات مجلس الشعب في 2010 يقدم إقرار الذمة المالية الخاص به، وقدمه للصحافة مرة أخرى عقب ترشحه للانتخابات الرئاسية، وقد تضمن الإقرار امتلاك صباحي 5 أفدنة أرض زراعية ورثها عن أبيه، وشقة في منزل العائلة بمدينة بلطيم، كما أنه يقطن بشقة في المهندسين، اشتراها بنظام القسط من هيئة الأوقاف، وكان قد أنتهى من سداد ثمنها قبل عام ونصف العام.

صباحي لم يستشعر الحرج عندما أكد في إقراره أن رصيده في حساب توفير بالبنك يبلغ 7 آلاف جنيه، وأنه قام بحجز شقة مشروع الإسكان التابع لنقابة الصحفيين منذ 10 سنوات، ولم يتسلمها بعد نظرًا لتوقف المشروع، وأنه يمتلك سيارة "سكودا"، كما أن لزوجته سهام نجم سيارة "هيونداى".
الجريدة الرسمية