رئيس التحرير
عصام كامل

شبيحة مرسى وثورة الوهم الكبرى


(جُفَاةٌ طَغَامٌ، عَبِيدٌ أَقْزَامٌ، جُمِّعُوا مِنْ كُلِّ أَوْب، وَتُلُقِّطُوا مِنْ كُلِّ شَوْب، مِمَّنْ يَنْبَغِي أَنْ يُفَقَّهَ وَيُؤَدَّبَ، وَيُعَلَّمَ وَيُدَرَّبَ، وَيُوَلَّى عَلَيْهِ، وَيُؤْخَذَ عَلَى يَدَيْهِ، لَيْسُوا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ، وَلاَ مِنَ الَّذِينَ تَبَوَّؤا الدَّارَ).


هذا هو حال شبيحة مرسي، أو زعران الجماعة الذين انطلقوا ليلة أمس كذئاب ضالة تريد أن تنهش كل من يقف في طريقها من بني البشر، ظنا منهم أنهم مجرد جماعة من الحملان لا تملك أي قدرة للدفاع عن النفس.

يتهمون الأسد بالتشبيح، بينما يبدو واضحا أنهم مجموعة من البلطجية والشبيحة الذين يطلقون الرصاص والخرطوش عشوائيا وفي كل اتجاه.

لم يكن مرسي ولا هتلر الشاطر ولا بديع من المهاجرين والأنصار ولا من الذين تبوؤا الدار ولا هم من الراسخين في العلم، ورغم ذلك فهم يزعمون أنهم وحدهم هم الأهدى سبيلا وأنهم دون غيرهم من يحمل راية الإسلام وأن الدين كل الدين عندهم ولا دين لدى غيرهم.

إنه الوهم الذي عشش في نفوس هؤلاء المخدوعين، وهو ذاته المسئول الأول عما لحق بالجماعة القطيع من كوارث على مدى العقود الماضية منذ أن بدأوا مسيرة الفشل والخيبات.

ستون عاما من الغدر والتقلب ونكث العهود (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) البقرة100، بدءا من نقض العهد مع النقراشي باشا ثم قتله وصولا إلى نقض معاهدة فيرمونت مع بعض سذج السياسة مرورا بنقضهم لتحالفهم مع جمال عبدالناصر وفي كل هذه الكوارث التي ألحقوها بنا وبأنفسهم كان زعران الإخوان يرددون نفس الشعارات وعلى رأسها (أنا الإسلام والإسلام أنا).

فات الإخوان الكاذبون أنهم أول من أسس للانقلابات العسكرية في مصر، وأنهم لا يلتزمون مبدأ ولا معايير أخلاقية ثابتة وأن المعروف عندهم ما عرفوا والمنكر عندهم ما أنكروا وها هم يصرخون ويتباكون على الشرعية!!.

ترى إلى أين يؤدي هذا السلوك التشبيحي الزعراني الأهوج الذي لن يقود أصحابه إلا إلى مزيد من الكوارث والانهيار الكامل لمصداقية قادة القطعان أو جماعة الخرفان المتذئبة ولن يبقى منهم إلا بعض تراب ورماد سيجري كنسه مع أول هبة ريح.

(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ * وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ) محمد 29-31.
نقلا عن النفيس
الجريدة الرسمية