الخارجية تنظم جولة لسفراء دول أمريكا اللاتينية ترويجا للسياحة
تنظم وزارة الخارجية، اليوم الخميس، زيارة لعدد من سفراء دول أمريكا اللاتينية بالقاهرة لزيارة القلاع الصناعية بالعين السخنة ومدينة الجلالة يرافقهم السفير أشرف منير مساعد وزير الخارجية لشئون امريكا اللاتينية، بهدف الترويج السياحي والاطلاع علي انجازات الدولة المصرية والاقتصادية والصناعية والإنشائية.
ومن المقرر أن يتفقد سفراء دول أمريكا اللاتينية مصانع سيراميكا كيلوباترا بالعين السخنة ومصانع الرخام والجرانيت بمدينة الجلالة، علي أن يتوجه السفراء بعدها ليزارة جامعة الجلالة يتلقون فيها مع الدكتور أشرف حيدر رئيس الجامعة، يليها زيارة لمنتج الجلالة السياحي.
وتأتي تلك الزيارة في ضمن سلسلة زيارات يقوم بها سفراء دول أمريكا اللاتينية لزيارة المواقع الأثرية والمشروعات العملاقة التي دشنتها الدولة المصرية مؤخرا وجهود وزارة الخارجية لدفع العلاقات مع بلادهم في مختلف المجالات، وذلك بعد نجاح زيارة الاسكندرية لافتتاح الاسبوع الثقافي الايبروامريكي الشهر الماضي والذي تم اقامته تحت رعاية الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، وبحضور اللواء محمد شريف محافظ الإسكندرية، وزيارتهم للمتحف القومي للحضارة بالفسطاط.
افتتاح طريق الكباش
تفتتح وزارة السياحة والآثار، في تمام الساعة ال 7.30 من مساء غدًا الخميس، طريق المواكب الملكية والمعروف بـ طريق الكباش بعد انتهاء عمليات تطوير.
ويبلغ طول الطريق 2750 مترًا، وكان ملوك مصر القديمة يستخدمونه في الاحتفالات والطقوس الدينية، وهو الطريق الذي يربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك.
عيد الأوبت
وتعود احتفالات الملوك قديما بعيد الأوبت والأعياد والمناسبات مرورًا بطريق الكباش، حيث كانت تبدأ من "قدس الأقداس" بمعبد الكرنك، حيث يوجد تمثال الإله "آمون"، وهناك يتقدم الملك الصلوات أمام الإله، ليتم وضع التمثال في الزورق المقدس الذى يطلق عليه "أوسر حات"، والمميز بوجود "رأس كبش" في مقدمة ومؤخرة الزورق، ويتم إخفاء التمثال عن الأعين خلال الموكب، احتراما لقدسيته وفقا للمعتقد المصرى القديم.
وكان الكهنة حليقي الرؤوس يخرجون حاملين الزورق على أكتافهم من قدس أقداس معبد الكرنك، وذلك عبر طريقين رئيسيين، إما عبر طريق نهر النيل، أو عن طريق المواكب الكبرى بريا، وويتقدم المشهد كهنة يرتدون عباءات من جلد الفهد، ويسيرون بمحاذاة كل زورق، لتلبية احتياجات الألهة، وأمام كل زورق يظهر كاهن يحرق البخور وكاهن آخر يرش الحليب، وعلى طول مسار الرحلة.
معبد الأقصر
وكانت تقام الإحتفالات بمشاركة الجنود على عرباتهم الحربية، ومعهم حملة الأعلام والشعارات الملكية والموسيقيون وعازفو الأبواق والطبول والراقصون، وكل ذلك بمشاركة الجماهير من أبناء الشعب، وتصل الإحتفالات ذروتها بالإقتراب من ميناء "معبد الأقصر"، فتبدأ مراسم ذبح الأضاحى، التى يتم تقديمها كقرابين للألهة، وتوزيعها على المشاركين فى الإحتفال، وكانت الإحتفالات في عهد الأسرة الثامنة عشر تتواصل إحدي عشر يوما، وزادت المدة حتى 27 يوما فى عهد الأسرة العشرين.
تشييد طريق الكباش
وتعود فكرة تشييد طريق الكباش قديما لتشهد احتفالات بعيد الأوبت والأعياد والمناسبات وتتويج الملوك من معابد الكرنك للأقصر سنويًا، ويضم تماثيل أبو الهول أو الكباش بطول 2700 متر من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك، وكان في العصور الفرعونية عدد الكباش في الصفين 1300 كبش، ولكن الموجود حاليًا من كافة تلك الكباش نحو 300 كبش فقط من الكباش الأصلية، وباقى الكباش عبارة عن بقايا تدمرت في العصور التي أعقبت العصور الفرعونية.
ويرجع بناء طريق الكباش الي الملك "أمنحتب الثالث" من الأسرة الثامنة عشر، الذي بدأ تشييد معبد الأقصر، ولكن النصيب الأكبر من التنفيذ يرجع إلى الملك "نختنبو الأول" مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية، ويرجع ظهور الكبش كحيوان مقدس إلى عصور ما قبل التاريخ، وكانت بداية ظهوره على هيئة صلايات صخرية منقوش عليها هيئة الكبش، والكبش في الطريق يرمز للإله "آمون"، وقد أطلق المصرى القديم عليه "وات نثر" "WAt-nTr" بمعنى طريق الإله، وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملى ذات كورنيش نقش عليه اسم الملك وألقابه.
الأهمية التاريخية لعيد الأوبت
وكان لـ"عيد الأوبت" أهمية في تاريخ مصر القديمة حيث أن مهرجان "الأوبت" أو "الإبت" هو احتفال مصري قديم كان يقام سنويًا في "طيبة" الأقصر حاليا في عهد الدولة الحديثة وما بعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل آلهة ثالوث "طيبة" المقدس "آمون" و"موت" و"خونسو" يتم إخفائهم بعيد عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير من معبد "آمون" في "الكرنك" إلى معبد "الأقصر" في رحلة تمتد لأكثر من 2كم، وما يتم إبرازه في هذا الطقس هو لقاء "آمون -رع" وزوجته "موت"، وتجديد الولادة هو الموضوع الرئيسي في احتفال "الأوبت" وعادة ما يتضمن إحتفالية لإعادة تتويج الملك كذلك، إن المصدر الرئيسي لاحتفال "الأوبت" هو الجداران الشرقى والغربى ببهو الأعمدة العظيم بـ "معبد الأقصر"، ويعودان إلى عهد الملك "توت عنخ آمون"، ويشرح الجداران تفاصيل الإحتفال ب "عيد الأوبت"، ويضاف إلى ذلك بعض النقوش التى تم العثور عليها فى "معبد الإله خنسو" بمنطقة معابد "الكرنك"، وكذلك بعض المشاهد التى سجلها فنانين الملكة "حتشبسوت" بالمقصورة الحمراء بمعابد "الكرنك"، ويضاف إلى ذلك بعض رسومات ب "معبد الرامسيوم"، ومعبد "مدينة هابو"، وكذلك بعض الكتابات والمناظر فى "مقابر النبلاء" بالبر الغربى، وجرى توثيق النقوش بصالة الأعمدة بمعبد الأقصر، والتى شيدها الملك "أمنحتب الثالث" مسيرة احتفالات "الأوبت".