«المحرض» عاصم عبدالماجد
صعيد مصر مليء بالحكايات المرعبة، فما من طفل ولد هناك إلا وهددوه يومًا بـ"أمنا الغولة" و"أبو رجل مسلوخة"، لمجرد إرهاب الأطفال ومنعهم من ارتكاب أفعال خاطئة ومنهم من خاف وارتعب، ومنهم من تحول إلى "إرهابي" وأصبح في شبابه عنيفًا بالكلام والفعل.
الشيخ عاصم عبدالماجد، الذي يرفع لواء حامي حمى النظام الآن، من مواليد صعيد مصر عام 1957، عاش في مدينة المنيا مسقط رأسه، حيث تلقى تعليمه في مدارسها، إلى أن تخرج في كلية الهندسة، وفي داخل السجن درس التجارة، حيث حصل على درجة البكالوريوس فيها من جامعة أسيوط، ولم يكتف بذلك بل واصل دراسته إلى أن نال درجة الماجستير في إدارة الأعمال ويعد حاليا لنيل درجة الدكتوراه، وعلى الرغم من كل هذه الشهادات التي تزين جدران منزله، فإنه تحول إلى رجل عنيف، إضافة إلى ارتكابه عمليات إرهابية خلال الثمانينيات والتسعينيات.
فالرجل كان المتهم رقم 9 في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، وصدر ضده في مارس 1982 حكما بالسجن 15 عاما أشغالا شاقة، واتهم في قضية تنظيم الجهاد وبمحاولة قلب نظام الحكم بالقوة وتغيير الدستور ومهاجمة قوات الأمن في أسيوط في 8 أكتوبر 1981 في - الحادثة الشهيرة- حيث كان على رأس القوة المقتحمة لمديرية الأمن التي احتلت المديرية لأربع ساعات، وأسفرت المواجهات في هذه الحادثة الشهيرة عن مصرع 97 من قوات الشرطة وعدد من المواطنين بخلاف إتلاف المباني والسيارات، وأصيب فى عملية الاقتحام مما أدى إلى نقله إلى المستشفى، حيث تم القبض عليه ونقله بالطائرة إلى القاهرة، وصدر ضده حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة في 30 سبتمبر 1984.
وشارك عاصم مجلس شورى الجماعة في كل قراراته، ومنها أعمال العنف من قبل عام 1981 حتى نهاية العنف والصراع بمبادرة وقف العنف الصادرة في عام 1997، أما أشهر مؤلفاته فهي "ميثاق العمل الإسلامي" الذي كان يعد دستور العمل والمنهج الفكري للجماعة الإسلامية.
عبدالماجد قال: «شرف لي أن أكون أول المتقدمين للوقوف ضد المخربين والفوضويين»، وذلك ردًا على المهندس محمد الأشقر، المنسق العام لحركة كفاية، الذي سأله عن «حادث أسيوط 1981»، الذي أدين فيه عبد الماجد باغتيال ضباط شرطة.
شارك مع مجموعة منها عمر عبدالرحمن (المسجون في أمريكا بسبب الإرهاب) – عبود الزمر (مخطط قتل السادات) – وطارق الزمر (مخطط قتل السادات) – خالد الإسلامبولى (قاتل السادات)، وغيرهم في تأسيس الجماعة الإسلامية وهي جماعة نشأت فى أوائل السبعينيات من القرن الــ20 تدعو إلى "الجهاد" لإقامة "الدولة الإسلامية" وإعادة "الإسلام إلى المسلمين"، ثم الانطلاق لإعادة "الخلافة الإسلامية" من جديد، وتنتشر بشكل خاص في محافظات الصعيد وبالتحديد أسيوط والمنيا وسوهاج.
"قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار".. هذا ما أعلنه عاصم عبدالماجد، عضو شورى الجماعة الإسلامية، والذي واصل تهديداته لمتظاهرى 30 يونيو.
ويبدو أن "عبدالماجد" عاد يحن مرة أخرى لماضيه فقد زاد من تحديه لمتظاهري 30 يونيو، قائلا "إننى أرى رءوسًا أينعت وقد حان وقت قطافها، والراجل يقابلنا أمام الاتحادية".
"عبدالماجد" يتحين الفرص لإظهار أنه عنيف لا يجيد التعامل إلا بلغة القوة وكأننا بتنا نعيش في غابة يحكمها ويسن قوانينها من يمتلكون السلاح ومن كانت لهم تجارب في حقل الإرهاب.
"عبدالماجد" واحد من أولئك الذين قسموا مصر إلى معسكرين أولهما المعسكر الإسلامي الذي ضمن أعضاؤه الجنة، وثانيهما المعسكر العلماني الذي حجز الجحيم لأعضائه.
فالرجل قال إن مصر تتعرض إلى مخطط لتمزيقها، وهناك من يريد سرقة الثورة المصرية من المسلمين وهم العلمانيون، الذين يريدون الوقيعة بين الجيش والشعب ويرفضون نزول الشرطة إلى الشارع مرة أخرى.
وزعم عبدالماجد أن ميدان التحرير مليء بالمخدرات والجنس، وقال: "هؤلاء يريدون سرقة الثورة وخراب البلد ولن نسمح لهم بالاستمرار أكثر من ذلك، فهؤلاء البلطجية أهانوا واعتدوا على الداعية صفوت حجازى عندما قال لهم اتقوا الله، وأهانوا اللواء طارق المهدى عندما ذهب ليطمئن على المضربين عن الطعام"، وسنقف جميعًا ضد تلك الفتنة التي ينادى بها العلمانيون الذين يدفعون للبلطجى الواحد 5 آلاف جنيه في الليلة مقابل اعتصامه في ميدان التحرير".
هذه هي رؤية "عبدالماجد" لأعضاء المعسكر الثاني، فهم مدمنون مصيرهم الدرك الأسفل من النار، فالرجل نصب نفسه حاكمًا بأمر الله يحدد من تحتضنه الجنة ومن يكتوي بالنار ويقبع في الجحيم.
تناسى "عبدالماجد" أن هؤلاء هم من أخرجوه من السجون ومن دافعوا عنه مرارًا وتكرارًا أثناء سجنه.
"عبدالماجد" من أنصار استخدام العنف في المواجهات وهو دائمًا ما يلوح بذلك، فلا صوت في داخله يعلو على الانتصار في معركة عنيفة يضع هو سيناريوهاتها وخطط مواجهة عدوه فيها متحينًا الفرصة للقضاء على ذلك العدو الافتراضي الذي اختلقته عقليته الفذة بالضربة القاضية.
الرجل لا يتوانى عن التهديد والوعيد لمعارضي توجهاته ومعارضي حكم الرئيس محمد مرسي، فهو يرى أنه ورفاقه سينعمون في الفردوس، في حين أن الجحيم محجوز مسبقًا لأولئك "المارقة" الذين يعادون الإسلام -من وجهة نظره- وهو لا يتوانى عن توزيع الكفر والإيمان وكأنه يصنع ذلك بيديه.
ببساطة شديدة "عبدالماجد" أعاد مصر لعصر محاكم التفتيش!