مكاسب مصر من إحياء طريق الكباش.. الترويج للسياحة وتحويل الأقصر إلى متحف مفتوح
تستعد الحكومة المصرية لافتتاح طريق الكباش بالأقصر غدا، ضمن احتفالية كبرى ينتظرها العالم أجمع، يقدم الخبراء رؤية حول هذا الحدث والذي يبرز أهمية مصر كوجهة سياحية وأثرية في العالم.
احتفالية طريق الكباش
وقال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أن افتتاح طريق الكباش يعد دعاية مباشرة وغير مباشرة للسياحة في مصر وخاصة أن كل العالم يتابع الحدث وبالتالي سيكون له دور كبير في أحداث ترويج سياحي، موضحا أن مشاهدة هذه الأحداث في الاعلام تعطي صدي كبيرة لأنها تدخل العقل الباطن لكل فرد، فتردد اسم مصر والأقصر في الاعلام أمام 5 مليار نسمة بطبيعة الحال الكثير منهم سيفكر أن يأتي لزيادة تلك الأماكن، وخاصة أن غدا إجازة عيد الشكر في الولايات المتحدة الأمريكية وبذلك سيستطيع الأمريكان مشاهدة الافتتاح غدا.
الترويج للسياحة في مصر
واضاف: الشركات السياحية ستغير خطتها وتجعل لها يوم في الاقصر لزيادة طريق الكباش، بزيادة متوقعة للزيارات بنسبة 18%، وسيساهم في عودة السياحة بنسبة 60٪، فكما حدث عند نقل المومياوات الملكية زادت زيارات متحف الحضارة ومن المتوقع أيضا أن تزداد الزيارات لطريق الكباش وخاصة أننا أمام موسم سياحي مهم في المحافظة تلك الفترة.
الأقصر متحف مفتوح
وتابع: علي المدي البعيد سيكون حلم من زار الاقصر هو العودة مرة آخري لزيارة هذا الطريق، وحلم من لم يعرف هذا الطريق هو زيارته للتعرف عليه، مشيرا الى أن الحفلة ستظهر بشكل مبهر وشيق، وقال: كل ذلك دعاية علي المستوي السياحي بما يساعد علي توفير العملة الصعبة وتطوير الاقتصاد.
ويقول بعض الخبراء ان الاقصر ستتحول بعد هذه الاحتفالية الى متحف مفتوح للسياح.
وكشف شاكر أن زيارات الاقصر ستفتح الباب لزيارة السياح لأسوان أو شرم الشيخ أو الغردقة أو الوادي الجديد، وبالتالي تلك الخطوة ستفتح الباب أمام زيادة السياحة في أماكن آخري.
وتابع: افتتاح طريق الكباش يعد وجهة سياحية جديدة في الاقصر، فهناك فرق كبير بين زيارة الاقصر منذ عام وزيارتها الآن في طريق جديد بطول 2 كيلو و700 متر بها تماثيل اثرية برؤية مختلفة كثيرا عن ذي قبل.
ولفت الى انه تم اكتشاف الطريق في عصر الملكية ومر بالجمهورية واليوم نفتتحه بشكل جديد في الجمهورية الجديدة، فغدا سنطلق علي محافظة الأقصر "الاقصر الجديدة" مثل الجمهورية الجديدة.
وفي نفس السياق، يقول الدكتور محمد عبداللطيف أستاذ الأثار وعميد كلية السياحة في جامعة المنصورة، أن تطوير طريق الكباش جاء ضمن منحة الدولة المصرية للحفاظ علي الآثار المصرية والتي خصص لها الرئيس مبلغ مليار وربع المليار جنيه للحفاظ عليها وتطويرها.
وأضاف: طريق الكباش ثابت يربط بين معبدين عظيمين هما الكرنك والأقصر، ويوجد علي جانبيه كتل من الحجر الرملى تتخذ عدة أشكال؛ أبرزها شكل أبوالهول برأس كبش، ويرمز الكبش إلى الإله آمون، كما كان فى اعتقاد المصريين القدماء، يقوم بحماية المعبد من السرقة، وتضم التماثيل بعض النقوش التى تشير إلى اسم الملك وبعض الألقاب الخاصة به، ويرجع انشاء طريق "الكباش إلي قبل خمسة آلاف عام وكان بهدف تسيير مواكب الملوك المقدسة، حيث كان يشهد الاحتفالات بعيد "الأوبت" وتتويج الملوك من معابد الكرنك للأقصر سنويًا.
وأضاف أنه يجب استغلال المكان في الاحتفالات مثل مناسبات تعامد الشمس علي سبيل المثال، ليكون عنصر جذب سياحي وليس مجرد طريق عبور فقط، لذلك يجب أن تضاف إليه الكثير من الخدمات مثل الكافيهات والحمامات وخدمات الأمن والحراسة لحماية السياح.
وقال: سيساهم افتتاح طريق الكباش في زيادة نسب الإشغال الفندقى هناك، ولاسيما مع بداية الموسم الشتوي وتدفق أعداد السائحين إلى مصر مما سيكون له تأثير إيجابي على القطاع السياحي، وسوف يحول محافظة الأقصر إلي مزارا سياحيا عالميا وإظهار المعالم السياحية بشكل لائق، ويساهم في انتعاش حركة السياحة بشكل كبير، وزيادة عدد السائحين.
واضاف الدكتور حسين عبد البصير عالم المصريات، أن هذا الحدث سيكون عظيم وله مردود سياحي عالمي، وقال: نحن في بداية الموسم الشتوي بمحافظة الأقصر، والأقصر هي وجهة سياحية بالطبع وبمجرد افتتاحه ستلتفت إليه الأنظار، فهذا الحدث هو بمثابة دعاية جيدة للآثار المصرية ككل فضلا عن أنه سيضمن دعاية مجانية لمصر من خلال جميع القنوات العالمية، التي سوف تبث الحدث وتعرضه عبر شبكاتها الإعلامية، فأنا أرى أن هذا الاحتفال سيتفوق على احتفالية المومياوات الملكية والتي أبهرت العالم".
وأوضح "عبد البصير"، أن محافظة الأقصر غنية بالآثار المتفردة؛ ومنها معابد الأقصر والكرنك، فكل ملك كان يأتي ويضيف لهذا المعبد إضافات خاصة به فهو يعود لعصر سونسرت في الدولة الوسطى وصولا إلى العصور اليونانية الرومانية، فحتى الكوشيين الذين أتوا من النوبة وحكموا في عصر الأسرة 25 لهم أيضا بصماتهم الموجودة على الكرنك.
وأشار إلى أن الأقصر بشكل عام غنية بالكثير من الآثار، حيث يتواجد فيها أيضا معبد الدير البحري الخاص بالملكة حتشبسوت، وكذلك وادي الملوك والذي يحوي على مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، وقال: احتفلنا مؤخرا بذكرى مرور 99 عاما على ظهور هذه المقبرة، على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، فهذه المقبرة هي الوحيدة التي أتت إلينا كاملة.