رئيس التحرير
عصام كامل

عادل عبدالحفيظ يكتب: أصابع الجماعة الإرهابية في "مسرحية" تسمم طلاب الصعيد

مسرحية تسمم التلاميذ
مسرحية تسمم التلاميذ

بصفتى من أبناء الصعيد وجنوبه تحديدًا، تابعت عن كثب كل ما قيل وأثير حول واقعة تسمم عدد من طلاب المدارس الحكومية فى محافظتي أسيوط وقنا، وما تبعها من تداعيات وقرارات بوقف صرف التغذية للتلاميذ هناك انتظارا لوضوح الرؤية ونتائج تحاليل وزارة الصحة حول الواقعة.

والحقيقة الكاملة التى يراها كل من له عين أن الموضوع أبعد ما يكون عن قضية تسمم، ومع العلم أن الحفاظ على أطفالنا هو خط أحمر تحافظ عليه القيادة السياسية والدولة، ووزير التعليم نفسه قبل أي شخص آخر.

 مصنع التغذية المدرسية

الحقيقة التى تابعتها وخاصة فى محافظتى "قنا" عن قرب، بل ومن داخل المطبخ تؤكد أن ما قيل عن تسمم هو غير دقيق، وهذا ما أكده لى مسئولو المستشفى الذى استقبل التلاميذ وتحدث عن "تلبك معوي" أو "سوء هضم لنوع معين من الوجبات المختلطة" والتى ينتجها مصنع التغذية المدرسية والذى ينتج 13 مليون وجبة يوميا.

والحقيقة أنه بات مؤكدا دور "جماعة الإخوان الإرهابية" فى الواقعة، وشاهدنا عن كثب قيام صفحات تواصل اجتماعي يعلم القاصى والدانى قيام هذه الجماعة بتمويلها والإشراف عليها وحمايتها أيضا "وهذا شىء غريب جدا" بتلقف الخبر وإضافة البهارات الإخوانية عليه فى قصف جبهة مسؤولي التعليم، ووزير التربية والتعليم والحكومة، مستغلين قلق الأهالي على أطفالهم وهو مشروع تماما. 

لك ان تتخيل انه فى أكبر مدن قنا "أبوتشت – نجع حمادي" لم يتجاوز حالات إدخال التلاميذ للتحليل هناك أكثر من 100 تلميذ، ثم نجد أنهم وصلوا الى 1000 تلميذ وآخر اليوم قفزوا إلى 1500 تلميذ، ثم الحديث عن إقالة وكلاء وزارة وحتى الوزير نفسه طالته حروب الإقالات!

 

مسرحية

فى قنا وقبلها اسيوط، تمت محاولات مضنية لخروج أولياء الامور فى فيديوهات تتحدث عن الحادثة "المسرحية"، ولكن مقترنة بالدموع والصراخ والهجوم على الدولة مقابل مبالغ مالية تحدث عنها الوزير ذاته قبل أن أتحدث عنها.

ويبقى الحديث عن مسئولى الإدارات التعليمية فى قنا، وأفكارهم وتوجهات البعض منهم من حيث تأخر تعاملهم مع الشائعات من البداية، وخاصة فى ثلاث إدارات بشمال قنا شهدت وقائع تلقفتها صفحات الاخوان ومواقعهم وجزيرتهم وحظيرتهم بداية من اختطاف تلاميذ من إدارة "فرشوط " فى الاسبوع الاول من الدراسة، ثم الواقعة الوهمية لذبح التلاميذ فى الحمامات، والتى انطلقت بإدارة "أبوتشت" ثم شائعات المخالفات المالية والأخلاقية فى "نجع حمادي".. كل هذه الأحداث، وتعليم قنا حققت من سنتين فقط المحافظة الأولى على مستوى الجمهورية فى قياس مستوى التعليم ما قبل الجامعى، وتسلم جائزتها فى حينه محافظ قنا السابق طيب الذكر "عبدالحميد الهجان" ووكيل وزارة التعليم الحالى بالمحافظة. 

الشائعات الإخوانية

اذن بات مطلوبا عدة أمور لمجابهة الشائعات الإخوانية، وخاصة فى مجالي التعليم والصحة فى جنوب الصعيد بصفة عامة وقنا بصفة خاصة.

لابد من مجابهة الصفحات التى تثير اللغط فى شمال قنا تحديدا، وحتى أن بعض منها تم تحرير مايزيد عن أكثر من 30 بلاغا فى مباحث الانترنت ضدها، وأيضا بلاغات من قيادات شعبية وتنفيذية، ولم يتم إغلاقها، ولا نعلم سبب ذلك، وهو أمر بات يتعلق بالأمن الاجتماعى داخل نقاط ساخنة من الأساس فى صعيدنا الطيب.

الشيء الآخر، مجابهة ظاهرة "كاميرا ونظارة وموبايل وتبقى صحفى وإعلامى" التى تنتشر فى الصعيد وقنا على وجه الخصوص، وبات ظهور اكثر من 90 صحفيًّا وإعلاميًّا مجهول الهوية ومجهول التمويل وبل يعمل مهن حرفية نحترمها ولكن تبقى فى مكانها اكثر احتراما ولاينتمى لأي كيان معترف به، باتوا اسهل الطرق لجمع ونشر اخبار على هوى "جماعة حسن البنا وأنصارها"، وبات اعتراف المسؤولين فى محافظات الصعيد وايضا "قنا" فى مقدمتهم، بل وطلب ودهم والجلوس معهم.. بات واجبًا سؤال هذه القيادات وبات واجبا التعامل بالقانون طبقا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 13 لعام 2016 الذى ينص حرفيا على عدم التعامل إلا مع أعضاء نقابة الصحفيين.

أما صيد الأخبار ونشرها وتشييرها إلى صفحات بعينها واعتراف قيادات ومسؤولين بهذه الكائنات الإخوانية هو خيانة للوطن والمواطن ودعم لمسلسل تشويه صورة الوطن، ولا نعلم لمصلحة من هذا.

الجريدة الرسمية