دير الوادي بسيناء.. من حصن ومزار سياحي إلى أطلال مهملة | صور
يحيطه الأسلاك الشائكة ويعتبر أحد أقدم الأديرة فى سيناء لكنه يعاني الإهمال منذ سنوات دون الاهتمام به وجعله منطقة أثرية لجذب السائحين إليه.. دير الوادي بطور سيناء يقع في مدينة الطور بجنوب سيناء وتم إنشاءه كاملا من الحجر الجيري المصقول ويحتفظ بكل عناصره المعمارية منذ القرن السادس الميلادي.
وقال الدكتور أسامة صالح الباحث فى الآثار جنوب سيناء إن مناطق طور سيناء شهدت بشكل عام بدءًا من القرن الرابع الميلادى نشاطًا ملحوظًا وازدهارًا لحركة الرهبنة حيث شهد القرن الرابع الميلادى إصدار مرسوم ميلاد عام 313م وما تبعه من اعتراف الأمبراطور قسطنطين بالديانة المسيحية كدين رسمي للإمبراطورية البيزنطية وفى أعقاب ذلك قامت والدته القديسة هيلانة بزيارة بيت المقدس عام 334م وخلال عودتها زارت منطقة طور سيناء، وكان لهذه الرحلة صداها الواسع في أرجاء الإمبراطورية البيزنطية حيث أصبحت سيناء مقصدًا للحجاج المسيحيين من مختلف أرجاء العالم وأصبحت زيارة المناطق المقدسة فيها جزءا مكملا للحج إلى بيت المقدس.
وأضاف صالح لـ"فيتو" أنه لا تزال مدينة الطور الحالية والتي كانت جزءا من بلاد طور سيناء القديمة - وكانت تعرف قديما بــ رايثو ــ تحتفظ بأطلال وبقايا العديد من منشآتها المسيحية التي لا تزال شاهدة على عصرها ولعل أشهر هذه المنشآت هى البقايا الحالية لأحد أشهر أديرتها والذي يعرف بدير الوادى نظرًا لوقوعه بقرية الوادى التى تبعد عن مدينة الطور بحوالي 6 كم إلى الشمال منها.
وتابع: وردت الإشارة الى هذا الدير في كتاب تاريخ سيناء لمؤلفه نعوم بك شقير حيث أرجعه إلى القرن الرابع الميلادى أو ما قبله بينما أكدت نتائج الحفائر الأثرية التي قامت بها منطقة آثار جنوب سيناء أن هذا الدير بني في عصر الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادي.
ولا تزال البقايا الحالية للدير تحتفظ بالعديد من التفاصيل المعمارية لهذا الدير، والذى كان أشبه بالحصن على غرار دير سانت كاترين والذى بنى فى نفس الفترة فكان هذا الدير محاط بأسوار ضخمة وسميكة يبلغ سمكها حوالي 1.5م ويتخلل تلك الأسوار ثمانية أبراج ذات تخطيط مربع.
وكعادة معظم الأديرة كان هذا الدير يضم مجموعة من الكنائس، وحجرة مخصصة للطعام، والعديد من الملحقات الخدمية مثل المعصرة والأفران، وآبار للمياه بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الحجرات التي كانت مخصصة للرهبان، وحجرات أخرى تم استخدامها كاستراحة للحجاج المسيحيين الذين كانوا يتوافدون على الدير خلال حجهم إلى بيت المقدس ذهابًا وايابًا .
وأوضح الباحث في الآثار أن من الثابت تاريخيا أن دير سانت كاترين ومنطقة جبل موسى كانت تستقبل الحجاج المسلمين والمسيحيين معا فتؤكد الوثائق المحفوظة بدير سانت كاترين أن الحجاج المسلمين كانوا منذ العصر الفاطمى يقومون بزيارة الدير وجبل موسى وكان الرهبان يقدمون المساعدات اللازمة للحجاج المسلمين ويزودونهم بما يحتاجون من مؤن ثم يتوجه الحجاج المسيحيون إلى بيت المقدس ويستكمل الحجاج المسلمون طريقهم إلى بلاد الحجاز ومكة المكرمة.