نقيب نقباء الصحفيين.. حكاية كامل زهيرى مع السادات حول مد مياه النيل إلى إسرائيل
صحفى كبير صاحب مكانة أساسية في الصحافتين المصرية والعربية من خلال عطائه الكبير والذى استمر أكثر من خمسين عاما في بلاط صاحبة الجلالة، مثل كامل زهيرى تيارا جديدا في الكتابة الصحفية وأدار وترأس تحرير أكثر من مجلة وجريدة ومؤسسة مصرية وعربية، وانتخب نقيبا للصحفيين مرتين.
في مثل هذا اليوم 24 نوفمبر 2008 رحل الكاتب الصحفى ونقيب الصحفيين السابق والملقب بنقيب النقباء كامل زهيرى،ينتمى كامل زهيرى إلى جيل من المثقفين المصريين من جيل الموهوبين الكبار مثل جمال حمدان، عبد الرحمن الأبنودى، محمد مندور، لويس عوض، صلاح عبد الصبور، محمود أمين العالم،أحمد بهاء الدين، كمال الطويل، نعمان عاشور، محمد عبد الوهاب، الموجى، فؤاد حداد وصلاح جاهين الى آخر قوائم المبدعين.
الدفاع عن حق الوطن
ولد كامل زهيرى بالدقهلية عام 1927 تركته أمه وعمره 15 سنة فتركت في نفسه شرخا كبيرا، وعندما بلغ التاسعة عشر غادر قريته ورحل وحده إلى القاهرة ليلتحق بكلية الحقوق لكنه رفض العمل بالمحاماة وحول هذا يقول:" كثيرا ماكنت أقول إن المحاماة هي الدفاع عن العدل الصغير، لكن الصحافة هي الدفاع عن العدل الأكبر، ومهمة الصحافة هي الدفاع عن حق الوطن".
رسام نائم
وأضاف: “دخلت كلية الحقوق بالرغم من ميولى الأدبية، منذ الصغر كان والدى يقرأ لنا الشعر ويحضر لنا الصحف والمجلات السياسية وكنت اقرأ لطه حسين والعقاد وكنت اجيد الفرنسية فقرأت لبودليير ورامبو،كما أحببت الرسم فكان بداخلى رسام نائم ”.
مرحلة الاذاعة الهندية
سافرت إلى الهند للعمل في الركن العربى بالإذاعة الهندية وهناك تعرفت على إسماعيل كامل سفير مصر آنذاك وهو بطل قصة قنديل أم هاشم الحقيقى وكان صديقا لمؤلف القصة الدكتور يحيى حقى وسألنى لماذا الغربة وانت حاصل على مؤهل عالى فقلت له حماقة الشباب وعدت الى مصر فورا.
بدأ كامل زهيرى ممارسة الكتابة بمجلة روز اليوسف، وكان مديرا لتحريرها ويعتبرها مدرسة الرأي، ويقول ( كان إحسان عبد القدوس صاحب المجلة ورئيس تحريرها لا يتعامل مع الصحفيين بصفته المالك وكان موهوبا وواثقا في نفسه يعمل على ان يكبر معه الآخرون، كان يسمع يوسف إدريس وهو ينتقده ويهاجمه، كان منهجه يجب ان تصل الى القراء ببساطة.
يقول كامل زهيرى عن تلك الفترة: أذكر أننى حين عارضت السادات لم أورط نفسى في اتهامه بالخيانة ولكن كان هدفى أن أعلن رأيى في مسألة مد مياه النيل إلى إسرائيل وكان السادات يقول “الولد كامل بيحب النيل أكثر منى”.
عاصر كامل زهيرى قضايا الاستقلال والحرية قبل ثورة يوليو كما أيد عبد الناصر في قرار التأميم ويوم التنحى بعد النكسة، وانتخب نقيبًا للصحافيين لمدة فترتين دورة 1968 ودورة عام 1981، وفى تلك الفترة انتخب رئيسًا لاتحاد الصحفيين العرب وشارك في وضع القانون القائم لنقابة الصحافيين،
الغاء الحبس الاحتياطى للصحفيين
كافح كامل زهيرى جاهدا طوال حياته لإلغاء عقوبة الحبس الاحتياطي للصحفيين في قضايا النشر حيث أن الحجة القانونية لهذا الإجراء تخوف القضاء من إمكانية التأثير علي الشهود أو التلاعب في أدلة الثبوت بينما يقوم الصحفيون بديهيا بالتوقيع علي ما يكتبون وبذلك تنتفي الحجة القانونية للاحتجاز والحبس احتياطيا بمعرفة جهة إنفاذ القانون.
من ثقب الباب
للأستاذ كامل زهيرى عدة مؤلفات اثرى بها المكتبة العربية منها: حرية الصحافة، ممنوع الهمس، النيل في خطر، العالم من ثقب الباب، مائة امرأة وأمرأة، أنا والنساء.