رئيس التحرير
عصام كامل

أحزاب اليسار في 2021.. مستقبل غامض بعد رحيل غالبية قياداته

الاحزاب
الاحزاب

يبدو أن أوراق اليسارالمصرى بدأت في التساقط الواحدة تلو الأخرى خاصة بعد وفاة الدكتور عبد الغفار شكر، وقبله قادة آخرين منهم خالد محيى الدين  الذي أسس حزب التجمع اليساري منذ عقود، وظل رئيسا للحزب لدورتين كاملتين لكنه لم يترشح لدورة ثالثة، والتزم بما نصت عليه لائحة الحزب الداخلية ثم رحيل العديد من قادة اليسار المصرى. 

 

 وسبق الدكتور عبد الغفار شكر  الكاتب الصحفى الكبير نبيل زكى، الذي رحل عن دنيانا  بعد مسيرة كبيرة في العمل الحزبى واليسارى، حيث كان الراحل قياديا بارزا في حزب التجمع ومتحدثا رسميا للحزب ثم  الدكتور رفعت السعيد والذي ترأس حزب التجمع أيضا لدورتين ولم يترشح لثالثة التزاما بلائحة الحزب الداخلية ويعد من مؤسسي حزب التجمع مع خالد محيي الدين، لكنه ظل قياديًا بارزًا في الحزب ورئيسا للمجلس الاستشارى فيه، وتردد على الحزب ربما قبل وفاته بيوم أو اثنين حتى وافته المنية لما يقترب من العام. 

 

وكان الراحل قياديا بارزا في حزب التجمع ومتحدثا رسميا للحزب ورئيسا لمجلس إدارة جريدة الأهالي الناطقة أيضا باسم الحزب.

 

رحيل عدد من قيادات اليسار

ومنذ شهور أيضا رحل الكاتب الكبير حسين عبد الرازق القيادى اليسارى الكبير الذي ساهم أيضا بشكل كبير في الحياة الحزبية والسياسية، وترشح على رئاسة حزب التجمع، وكان قياديًا بارزا في الحزب.

 

والمتابع للوجود اليسارى فى مصر يجد أنه تتعدد أوجه وجوده بين عدد من الأحزاب والحركات والتي يأتي على رأسها الحزب الشيوعى المصرى -الاشتراكيون الثوريون -الحزب الاشتراكي المصري -حزب التجمع الوطني التقدمي -حزب الكرامة.

 

والمتابع لنشأة التيار اليساري في مصر يجد أنه بدأ منذ أوائل القرن العشرين مع وصول رياح الأيديولوجيات الفكرية المختلفة التي حملها الطلاب المصريين لدى عودتهم من الخارج، وانحسرت شعبيته بين أوساط المثقفين وبعض العمال.

 

ويرجع تراجع دور اليسار إلى تعدد الجهات والاحزاب التي تعمل تحت مظلته، واتباع كل فريق لايديولوجية مخالفة عن نظيره لنفس الموضوع مما يشتت الهدف الرئيسي إلى أهداف ثانوية، مما اثر على تواجد اليسار في الشارع وبين الجماهير، فنجده حاضر في المظاهرات والمؤتمرات دون وجود ظهير جماهيري له.

 

كذلك نجد أن حالة من الانشقاقات تنتشر بين صفوف قوى اليسار وذلك بسبب فقدان آليات العمل المؤسسي والتنظيمي فكثير من هذه التنظيمات ترتبط بشخصية قيادية معينة، كما يعانى التنظيم من ترهل مؤسسي يحول الخلاف السياسي إلى خلافات شخصية، وكذلك فإن دور الشباب يكاد يكون مختفى نظرا لسيطرة كبار السن على المناصب القيادية، كل ذلك يسبب في النهاية حالة من الصراع يسفر عن تلك الانشقاقات.

 

ولم تهتم قوى اليسار بتكوين تربة مشبعة بالأفكار اليسارية الاشتراكية يستطيعون من خلالها تحقيق أهدافهم، فنجدهم يسعون إلى تنظيم مظاهرات وحركات الاحتجاج دون نقل ثقافتهم الفكرية إلى الطبقات التي يمثلونها، وهو الأمر الذي يرجعه البعض إلى نشأة التيار اليساري في مصر متأثرا بالتجربة الأوروبية دون محاولة تكييفها على الواقع المصري.

 

ويتهم البعض التيار اليساري بالتخلى عن أفكاره والسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية، لمجرد الحصول على تمثيل في البرلمان أو الحكومة. 

 

 اليسار المصري يحتاج إلى الاقتراب أكثر من الشارع والاحتكاك بالطبقات الفقيرة والمهمشة للتعرف عن قرب على مشاكله وأهم أولوياته بعيدا عن النظريات الفلسفية، وعليه أيضا التوسع في أنشاء فروع وتوسيع رقعته الجغرافية لتغطي كافة مناطق البلاد، مما يساعده على خلق ظهير شعبي مؤيد له.

 

كذلك عليه خلق نوع من التواصل مع القوى الأخرى المنتشرة على الساحة الساحة السياسية، يكون نواة هذا التواصل تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية كما عليه إعداد قيادات شابة عبر عملية تثقيفية واسعة لتكون كوادر قادرة على القيادة وتولى المناصب العليا. 

الجريدة الرسمية