75 عاما على ميلاد مخرج الجوائز داود عبد السيد
كانت بداية عمله كمخرج في فيلم الصعاليك عام 1985 الذي كتب له السيناريو وجاء بعده فيلم البحث عن سيد مرزوق عام 1990 الذى نال عنه المخرج داوود عبد السيد جائزة أحسن إخراج من مهرجان القاهرة السينمائي، ثم جاء فيلم الكيت كات حصل فيه داود عبد السيد على ثماني جوائز من مهرجانات مختلفة محلية وعالمية، وفى 1993 التقى بفاتن حمامة في فيلم أرض الأحلام، ثم جاء فيلم سارق الفرح 1994، وفيلمه الأخير أرض الخوف بطولة أحمد زكي الذي أحدث ضجة كبيرة عام 1999 ونال عنه ثلاث جوائز في مهرجان القاهرة وحده، ومن هنا سمى مخرج الجوائز.
يتحدث داود عبد السيد عن مشواره الفني في مجلة النصف الآخر عام 2000 فيقول: بعد التخرج ولمدة عشر سنوات كنت اكتب سيناريوهات واضعها في درج مكتبي لأني كنت اعتبرها غير صالحة للتنفيذ على الأقل ضمن سوق تجارية، وكان همي الأساسي في تلك الفترة أن اتعلم الكتابة وأشاهد الأفلام واعيش حياة المهتم بالسينما منها إلى حياة المشارك.
البداية مع الأرض
عملت في بدايتي مساعد مخرج مع الراحل يوسف شاهين في فيلم "الأرض " لعبد الرحمن الشرقاوي وأيضا مع كمال الشيخ في فيلم "الرجل الذي فقد ظله " قصة فتحي غانم.
ويضيف داود عبد السيد: كنت أحلم في البداية أن أصبح صحفيا حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية وكان ابن خالتي يهوى عمل الرسوم المتحركة واشترى كاميرا 6 ملل وبدأ يتعرف بمصورين السينما وعمل علاقات في الوسط الفني، وذات مرة أخذني معه إلى استديو جلال القريب من منزلنا بمصر الجديدة حيث كان المخرج أحمد ضياء الدين يصور أحد أفلامه، فوجئت في الاستديو بعالم غريب ومثير بالنسبة لي فقررت أن اتقدم إلى معهد السينما، ومن الطريف اني نجحت في اختبار القبول.
بدأت اكتشف السينما كفن وليست وسيلة للتسلية أو شئ استهلاكي فرأيت أن هناك نوعا من السينما له طريقة استمتاع تحمل شحنة تفوق مجرد التسلية فقررت ان اكون صانعا لمثل هذه السينما.
مرحلة السينما التسجيلية
بدأت مرحلة السينما التسجيلية عام 1974 واكتفى بالكتابة لسيناريوهات الأفلام السينمائية مما أثر على رؤيتي للمجتمع فدخلت مصانع وسافرت إلى قرى ونجوع بعيدة واكتسبت خبرات اجتماعية وهذه الفترة اسميها مرحلة شحن البطارية
وعندما وجدت ان الافلام التسجيلية لا يوجد من يهتم بها فقررت تقديم فيلم روائي طويل وبدأت الكتابة، ودائما فإن كتابة السيناريو جزء من العمل الأدبي أو القصة وجزء منها من رؤية وشخصية الكاتب.
عن تجربته مع الفنانة فاتن حمامة في أرض الأحلام يقول: عندما عملت مع فاتن حمامة كنت أعلم أنني سأعمل مع نجمة تقدم أفضل تمثيل سينمائي، ولم تكن لدي مشكلة في بعض الأشياء بينما كانت هناك أشياء أخرى لم يكن لدى الاستعداد للتنازل عنها، ورغم كل ذلك لم تحدث مواجهة بيننا وكان الصراع محكوما على الأقل من جانبي وكان يتمثل في اختلاف وجهات النظر، لكن انا كل فيلم قدمته مسئول عنه 100% لكن مع فاتن مسئول عن 50% فقط فأنا لي شرف المشاركة وهي أيضا.
معايير نجاح الفيلم
وحول معايير نجاح الفيلم السينمائي قال داود عبد السيد: إن الأفلام التي تحقق نجاحات تجارية كبيرة غالبا لا تكون أفلاما جيدة، ففيلم تيتانيك مثلا فيلم تجاري وغير جيد فنيا على عكس فيلم مثل الجمال الأمريكي فهو أعلى فنيا وناجح لكنه لم تحدث حوله الضجة التي حدثت مع تيتانيك، لأن الأفلام الجيدة فنيا عادة ما تحقق دخلا جيدا أو معقولا لكنها لا تسقط جماهيريا، ويحدث خلافات كثيرة حولها، أما الفيلم التجاري فقد يعجب الجميع لكنه لا يقدم شيئا مختلفا.
الفيلم التجاري
أما فيما يتعلق بنجاح كبير لفيلم ما فذلك يعني أنه يرضي جميع الأذواق انا وانت وابنك وجدك والمرأة والرجل والفلاح والمتعلم والغبي والذكي وغالبا مايكون الضحك هو الشئ المشترك بيننا جميعا.