بعد 4 سنوات.. تفاصيل استهداف الإرهابيين لمسجد الروضة واستشهاد 305 مصلين
في الواحدة والنصف من ظهر 24 نوفمبر عام 2017 امتدت يد الخسة والغدر إلى المصلين، وأقدم الارهابيون أصحاب الضمائر والذمم السوداء والقلوب الحالكة والعيون العمياء على محاصرة المصلين داخل مسجد الروضة في بئر العبد سيناء أثناء صلاة الجمعة، ثم قاموا بإطلاق النار على المصلين أثناء سجودهم ومع أول تكبيرة للصلاة سقط المصلين شهداء سجدا مسبحين حامدين لله، وأسفر هذا العمل الخسيس عن استشهاد 305 أشخاص و128 مصابا.
في الذكري الرابعة من حادث مسجد الروضة الإرهابي نرصد لكم ما حدث والتفاصيل الكاملة: في يوم الجمعة وتحديدا في يوم 24 نوفمبر 2017 اقتحم إرهابيين مسجد الروضة، الكائن في قرية الروضة التابعة لمركز بئر العبد بشمال سيناء، وفجروا عبوة ناسفة بمحيط المسجد أثناء أداء صلاة الجمعة، وتم تفجير العبوات الناسفة عبر جهاز تحكم عن بعد، استخدموا فيها مواد شديدة الانفجار، ثم حاصروا المسجد وحاصروا المصلين داخله فمن كان يحاول الهروب يصطادونه علي باب او منافذ المسجد ويطلقون عليه الرصاص.
تفاصيل حادث مسجد الروضة
استمر حصار الارهابيين للمسجد نصف ساعة أسقطوا 305 أشخاص من المصلين شهيدا ساجدا لله ليلقي ربه وقت الصلاة، الأجهزة الأمنية تحركت على الفور وكلف وزير الداخلية وقتها اللواء مجدي عبد الغفار، اللواء جمال عبد الباري مساعد الوزير لمصلحة الأمن العام السابق، فتح تحقيقات موسعة، وتشكيل فريق بحث موسع يضم مباحث شمال سيناء والأمن الوطني والأمن العام، لسرعة تحديد للوقوف على ملابسات انفجار عبوة ناسفة بجوار مسجد بالعريش، وكشف ملابساتها تمهيدًا لضبط المجرمين.
وفى ذات اليوم، أصدر النائب العام بيانًا عن حادث تفجير مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد غرب العريش، كاشفًا عن ارتفاع عدد الشهداء لـ 305 من المصلين بينهم 27 طفلا كانوا برفقة ذويهم وإصابة 128 آخرين.
النيابة تحقق
وذكرت النيابة العامة أنه بتاريخ 24 نوفمبر ورد إخطار مديرية أمن شمال سيناء أنه عندما بدأ خطيب مسجد الروضة الكائن بقرية الروضة بمنطقة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، إلقاء خطبة صلاة الجمعة فوجئ المصلون بقيام عناصر تكفيرية يتراوح عددهم ما بين 25 - 30 عضوًا تكفيريًا يرفعون علم «داعش»، وقد اتخذوا موقعًا لهم أمام باب المسجد ونوافذه البالغ عددها 12 نافذة يحملون الأسلحة الآلية وأخذوا في إطلاق النار على المصلين.
وأضافت النيابة العامة أن التكفيريين حضروا مستقلين 5 سيارات دفع رباعي، وقاموا بإحراق السيارات الخاصة بالمصلين وعددها 7 سيارات.
وأوضحت أن فريق من أعضاء النيابة العامة انتقل إلى حيث يرقد مصابو الحادث الإرهابي في مستشفى الإسماعيلية العام ومستشفى الإسماعيلية الجامعي، حيث استمعوا إلى شهادتهم التي انحصرت في كونهم سمعوا إطلاق أعيرة نارية كثيفة خارج المسجد مع أصوات انفجارات عالية تبعه دخول عدد من الأشخاص بعضهم ملثم والآخر غير ملثم، يتميزون بشعر رأس كثيف ولحية ويحملون الأسلحة الآلية وأحدهم يحمل راية سوداء مكتوبا عليها: «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله».
وأكد أن المهاجمين كانوا يرتدون جميعًا ملابس تشبه الملابس العسكرية عبارة عن بنطال مموه وتي شيرت أسود اللون وقيامهم بإشعال النيران في السيارات وإطلاق النار على المصلين داخل المسجد بطريقة عشوائية أثناء إلقاء الخطبة.
وأشار البيان إلى أن النيابة العامة انتقلت لإجراء المعاينة اللازمة لمسجد الروضة وما تواجد به من جثث، حيث تبين وجود آثار لدماء كثيفة تحيطهم وسط المسجد ودورات المياه.
وأمر النائب العام بسرعة إجراء التحريات اللازمة وضبط المتهمين واتخاذ الإجراءات القانونية قبلهم
إدانة الحادث الإرهابي
وأعلنت وقتها رئاسة الجمهورية، الحداد ثلاثة أيام على أرواح الشهداء ونعت الرئاسة الشهداء وقالت في بيان" ندين ببالغ القوة وبأقسى العبارات الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة غرب العريش، يد العدالة ستطول كل من شارك وساهم ودعم أو مول أو حرض على هذا ارتكاب هذا الفعل على مصلين آمنين عّل داخل أحد بيوت الله، هذا العمل الغادر الخسيس يعكس انعدام إنسانية مرتكبيه، لن يمر دون عقاب رادع وحاسم".
ومن جانبه أدان الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة، مؤكدا أنه سيكون نهاية النهاية للجماعات الإرهابية.
كذلك أعربت رئاسة الوزراء عن إدانتها للحادث الإرهابي، منكسة لعلمها الموجود فوق المبنى الخاص بمقر الحكومة، كما أدان الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب تفجير مسجد الروضة.
الثأر لشهداء مسجد الروضة
وبعد 10 دقائق من بيان الرئاسة، قالت مصادر عسكرية، إن القوات الجوية نفذت ضربة استهدفت المنفذين المحتملين لهجوم مسجد الروضة في شمال سيناء وقتلت عددا منهم، وذلك بعد ملاحقة سيارات المسلحين الذين هاجموا المسجد وتدميرها، كما قتل 30 عنصرا من العناصر الإرهابية في حملة مداهمات بقرية الريسان وسط سيناء.
وفي تمام السادسة مساء يوم الحادث، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمة أذاعها التليفزيون المصري" إن هذا الحادث الجبان والخسيس يهدف لتحطيم معنوياتنا وتدمير صلابتنا والتشكيك في قدراتنا،قائلا: "هذا العمل الإرهابي الأثم يزيدنا صلابة وقوة وإرادة أن نقف ونتصدى ونكافح ونحارب الإرهاب".
كما عقد الرئيس السيسي وقتها اجتماعًا مع الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، واللواء خالد فوزي رئيس المخابرات العامة، لبحث تداعيات العمل الإرهابي الغادر.
وبعد أيام من الحادث، بدأت أعمال الترميمات بمسجد الروضة على نفقة وزارة الأوقاف بتكلفة بلغت مبدئيا نحو 86 ألف جنيه، ليفتتح عقب إغلاقه لمدة ثلاثة أيام.
واستبدلت مديرية الأوقاف بمحافظة شمال سيناء اسم مسجد الروضة إلى "روضة الشهداء" استجابة لرغبة الأهالي وتوجيهات وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، وذلك يوم السبت 5 ديسمبر عام 2017 ورمم المسجد في إطار مبادرة إعادة إعمار القرى الأكثر احتياجا في مصر