صحف فرنسية: ترشح حفتر وسيف الإسلام للانتخابات الرئاسية محفوف بالمخاطر
استحوذ عدد المرشحين لانتخابات الرئاسة في ليبيا على اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية؛ إذ سلَّطت الأضواء على التحديات التي سادت الساحة الوطنية عقب إصرار شخصيات «جدلية» على خوض غمار المنافسة.
التقديم بأوراق الترشح للانتخابات الرئاسية
وأمس الإثنين، أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، انتهاء مرحلة التقديم بأوراق الترشح للانتخابات الرئاسية، ليصبح هناك 98 مرشحًا في القائمة الأولية، ستخضع أوراقهم لعمليات تدقيق وفحص، ثم مراجعة الطعون، وبعدها إعلان القائمة النهائية.
ورأت جريدة «لاكروا» الفرنسية، في تقرير لها، أنّ العد التنازلي للانتخابات بدأ بحالة من «الارتباك» مع ترشح كل من المشير خليفة حفتر الذي قاد قوات القيادة العامة خلال حرب العاصمة، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح المؤيد له، إضافة إلى سيف الإسلام القذافي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة.
الدبيبة منح الهبات المالية للسكان
وأشارت الجريدة الفرنسية إلى أنّ الدبيبة «منح الهبات المالية للسكان، وأطلق خطط التنمية، وأقر زيادة رواتب موظفي القطاع الحكومي، ورفع معاشات التقاعد، والدعم المالي للأزواج الجدد»، لكنه سبق أن تعهد بعدم الترشح لرئاسة ليبيا، لدى توليه رئاسة الحكومة.
ثم سلَّطت الضوء على سيف القذافي، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية لدوره في «قمع» ثورة فبراير العام 2011، لافتة إلى الحكم عليه بالإعدام غيابيًا العام 2015، قبل أن يصدر العفو بحقه في العام التالي.
مفوضية الانتخابات الليبية تصادق على الترشيحات
وتساءلت «لاكروا» إن كانت مفوضية الانتخابات ستصادق على هذه الترشيحات، لا سيّما أنّ الأمر يتعلق بالإجراءات القانونية المنظمة للانتخابات، مشيرة إلى الضغوط المتزايدة عقب مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا، لإنجاح العملية السياسية.
غير أن «الحلم يبقى بعيد المنال»، حسب الجريدة، التي نبّهت إلى «دعوات المقاطعة في مدن مصراتة والزاوية ومدن أخرى، وإغلاق مراكز الاقتراع في وقت سابق، لا سيّما في الزاوية والغريان والخمس والزنتان، اعتراضًا على بعض المرشحين، والاحتجاجات على القوانين الانتخابية التي صدرت من مجلس النواب، والمصممة خصيصًا لمتنافسين بعينهم، حسب رافضيها».
تركيز على ترشح الدبيبة
وبدورها، ركزت الإذاعة الفرنسية على ترشح الدبيبة، الذي انتظر آخر لحظة للترشح، بعد أسبوع من تقديم منافسيه ملفهما وهما سيف القذافي وحفتر، «لتصبح مشاركته الأكثر جدلًا وغموضًا»، وفق تعبيرها.
وتابعت: «وفقًا لقانون الانتخابات المعمول به في ليبيا، لا يمكن قبول الترشح إلا إذا ترك المعني المهام الرسمية التي شغلها قبل الاقتراع بثلاثة أشهر»، مضيفة أنه «لم ينفذ تعهداته الموقع عليها وفق خارطة الطريق».
وترى الإذاعة أن الدبيبة يعتزم الاعتماد على قرار «النواب» سحب الثقة منه لتأكيد حقه في الترشح بالقانون، موضحة أنه رغم توقف الصراع المسلح في البلاد قبل أكثر من عام، إلا أنّ التوترات تتصاعد مع اقتراب موعد الانتخابات، «حيث لا يزال يتعين على المفوضية المصادقة على الترشيحات التي قُدِّمت إليها، وفي قلب المناقشات المقبلة تعديل قانون الانتخابات من عدمه».
ترشح رئاسى مليء بالمخاطر
أما مجلة «ليكسبراس» فوصفت تقدم حفتر للانتخابات الرئاسية بـ«الترشح المليء بالمخاطر»، بعدما استبدل الرجل بدلته العسكرية في 16 نوفمبر الجاري، ببدلة رسمية وربطة عنق عندما أعلن المشاركة في السباق.
ونقلت عن دبلوماسي غربي قوله إن ترشح حفتر وسيف القذافي «أمر في غاية الخطورة»، مبديا تخوفه من عرقلة الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 24 من الشهر المقبل.